الورم الأرومي الدبقي؛ أكثر أنواع سرطانات الدماغ شيوعاً وفتكاً

يصيب الورم الأرومي الدبقي كبار السن في الغالب، وليس له علاج في الوقت الحالي.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُوفي السيناتور جون ماكين في 25 أغسطس الماضي بعد عامٍ من الخضوع لعلاج الورم الأرومي الدبقي، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ.

ولكن ما هو بالضبط هذا النوع من السرطان؟ ولماذا هو مميت جداً؟ يقدِّر تقرير من مؤسسة روش أنه يتم تشخيص حوالي 240 ألف حالة من أورام الدماغ والجهاز العصبي في جميع أنحاء العالم كل عام، ويعدُّ الورم الأرومي الدبقي هو النوع الأكثر شيوعاً وفتكاً، وحتى في التاريخ الأميركي الحديث، فقد أودى هذا الورم بحياة كل من السيناتور إدوارد كينيدي وبيو بايدن، ابن نائب الرئيس السابق جو بايدن.

من أين تأتي هذه السرطانات؟

إن الورم الأرومي الدبقي هو نوع شديد العدوانية، أو هو المرحلة الرابعة من ورم الدماغ الذي يسمى الورم النجمي؛ إنه أحد أنواع الورم الدبقي، وهو الورم الدماغي الذي يبدأ في الخلايا الدبقية التي تحيط بالخلايا العصبية وتدعِّمها.

تقول باربرا أوبراين (الأستاذة المساعدة في مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان في جامعة تكساس): “إنه يتشكل -على وجه التحديد- في الخلايا الخبيثة أو السرطانية من الخلايا النجمية، وهي الخلايا الداعمة في الدماغ ولها شكل النجمة، حيث تتكاثر هذه الخلايا السرطانية، وتضغط على الدماغ -مع زيادة حجمها- حتى تتسبب في ظهور الأعراض على المريض”.

ويمكن أن تتراوح هذه الأعراض من الأعراض العصبية العامة (مثل الصداع أو النوبات) إلى الأعراض التي تنشأ من مناطق معينة في الدماغ (مثل صعوبة الكلام، أو الضعف في أحد جانبي الجسم، أو الرؤية المزدوجة).

وتقول أوبراين: “تتحسن الأعراض عند بعض المرضى مع العلاج، وقد تزداد سوءاً، أو قد تظهر أعراض جديدة إذا بدأ الورم ينمو”.

من الذي يُصاب بالورم الأرومي الدبقي؟

تقدِّر أوبراين بأن هناك حوالي حالتين أو 3 حالات من الورم الأرومي الدبقي من بين كل 100 ألف شخص في أميركا، إنه الشكل الأكثر شيوعاً من ورم الدماغ الأولي (وهو سرطان يبدأ في أنسجة الدماغ)، ولا ينتشر -في معظم الحالات- إلى أي جزء من الجسم.

وليس هناك في الواقع أية عوامل خطر معروفة، باستثناء أنه يوجد في الغالب عند الأشخاص في عقدهم السادس والسابع من العمر وفي الأعمار الأكبر من ذلك، وأنه أكثر شيوعاً بقليل عند الرجال، كما يمكن في حالات نادرة جداً أن يوجد بشكل وراثي عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمات جينية معينة؛ مثل الورم العصبي الليفي من النوع الأول، ومتلازمة تركو، ومتلازمة لى فروميني.

وتقول أوبراين: “لقد تم دراسة كل من صبغات الشعر، والعيش بالقرب من محطات توليد الطاقة والمصانع والهواتف الخلوية، ولكن لم يتم تحديد أي منها على أنها عوامل خطر”.

ماذا يحدث للمصاب بالورم الأرومي الدبقي؟

يتم عادةً تشخيص الورم الأرومي الدبقي من خلال تصوير الدماغ ثم الجراحة، وتقول أوبراين إن المريض إذا كان يعاني من أعراض الورم الدماغي، فمن الضروري مراجعة الطبيب لبدء عملية التشخيص من خلال التصوير.

وتقول: “إذا كان تصوير الدماغ -مثل التصوير بالرنين المغناطيسي- يُظهر وجود الورم الأرومي الدبقي أو يشتبه في وجوده، فإن الخطوة التالية هي الجراحة، وبعد أن يقوم الجرَّاح باستئصال النسيج الورمي، يقوم أخصائي علم الأمراض بفحصه، ويؤكد تشخيص الورم الأرومي الدبقي”.

ويشمل العلاج استئصال أكبر قدر ممكن من الورم، ثم البدء بالعلاج الإشعاعي والكيميائي. وتقول أوبراين إنه لا يوجد علاج حاسم لهذا النوع من الأورام حتى الآن؛ ولذلك يركز الأطباء على الحفاظ على حياة المريض عن طريق منع كتلة الورم من النمو.

وتقول أوبراين إن مصطلح “هجوع الورم” لا يستخدم في حالة الورم الأرومي الدبقي، وإن متوسط ​​معدل البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص هو أقل من عامين، ورغم ذلك أظهرت دراسة أجريت في عام 2009 أن حوالي 11% من الأشخاص الذين تم علاجهم بالعلاج الإشعاعي مع دواء تيموزولامايد تمكَّنوا من البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات.

هل هناك أمل للمرضى المستقبليين؟

ربما يكون هناك أمل مع إجراء المزيد من الأبحاث؛ حيث تقول أوبراين: “إننا في حاجة إلى علاجات أفضل للورم الأرومي الدبقي، وتركز الأبحاث الآن على العلاج فقط، وإحدى المجالات المثيرة هي العلاج المناعي؛ وذلك باستخدام العلاجات في تعزيز جهاز المناعة الخاص بالمريض لمكافحة السرطان، وقد كانت هذه الطريقة ناجحة جداً في أنواع أخرى من السرطان؛ مثل سرطان الجلد وحتى سرطان الرئة”.

وتقول أوبراين إنه يتم في الوقت الحالي استكشاف مجموعة متنوعة من الحلول المحتملة الأخرى؛ مثل اللقاحات والفيروسات والعلاجات التي تسمى مثبِّطات نقاط التفتيش.

وتضيف: “ما نزال في المراحل الأولى من دراسة هذه التقنيات؛ حيث يتم البحث فيها على شكل تجارب سريرية، حتى أنه يتم اختبار هذه الطرق في المختبر قبل إعداد التجربة السريرية، ولا يزال هناك الكثير لاستكشافه، ولكن هذه بعض العلاجات التي نأمل في نجاحها”.