الوعود الكبيرة هي مصدر تمويل مشروع “تسلا” القادم

إيلون ماسك أعلن عن شاحنة كهربائية جديدة، إضافة إلى إطلاق مفاجئ لسيارة رودستر الجديدة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ضمن حدث مسرحي الطابع، ومليء بالمفاجآت، وفي ساحة انتظار الطائرات في هوثورن بكاليفورنيا، كشف إيلون ماسك أخيراً عن الشاحنة الكهربائية التي طال انتظارها من تسلا. ومن ثم فاجأ الحضور بالكشف عن منتج آخر خرج من إحدى الشاحنات المعروضة: سيارة رودستر حمراء زاهية، وهي نسخة محدثة من طراز رودستر الأول من الشركة.

ستكون رودستر الجديدة متوافرة في الأسواق في عام 2020، وذلك بكلفة 200 ألف دولار، ويمكنك أن تحجز واحدة على الفور بمقدم لا يتجاوز 50 ألف دولار. وبالنسبة للشاحنة الجديدة، فلم يكشف ماسك عن سعرها النهائي، غير أن الشركة تقبل الحجز عند دفع مقدم 5,000 دولار، على الرغم من أن خط الإنتاج لن يبدأ قبل عام 2019.

غير أن سمعة تسلا كشركة طموحة لا تضاهيها سوى سمعتها بالتأخر في تسليم سياراتها، كما أن الدفع المسبق ليس بالأسلوب الجديد أيضاً. علاوة على هذا، فإن النقص الحالي في سيارات موديل 3 من تسلا كان يخيم على الحفل المبهر للإعلان عن الشاحنة ورودستر، حيث أن الشركة قبلت مئات آلاف الحجوزات لهذه السيارة الكهربائية التي يبلغ سعرها 35 ألف دولار بقيمة ألف دولار للسيارة، ولكنها لم تسلم حتى الآن سوى 200 منها.

أهلاً بكم في سيرك إيلون ماسك

يقول آرثر ويتون، وهو خبير في صناعة السيارات في كلية العلاقات الصناعية والعمالية بجامعة كورنيل، أن إيلون ماسك هو نسخة معاصرة من بي تي بارنوم، صاحب السيرك الأميركي الشهير، ويتابع: “إنه شديد الحماس فيما يتعلق بأهدافه، ويؤمن بتحقيق ما يصبو إليه، ولكنني أعتقد أنه يقلل من شأن الممارسات العملية اليومية والضرورية لتحقيق هذه الأهداف”. ولم تستجب تسلا لطلب أرسل لها للرد على هذا التعليق.

يضيف ويتون: “لقد وقع ماسك في بعض المتاعب بالنسبة لسيارة موديل 3، بسبب تلقي المقدمات المالية لقاء بعض الوعود التي لم يستطع الوفاء بها. وحالياً، قد لا يحصل الذين دفعوا مبلغ ألف دولار على سياراتهم إلا بعد سنة إضافية” (من الجدير بالذكر أنه يمكن إلغاء الحجز واسترجاع المبلغ، ولكن بعملية بطيئة).

على عكس سيارة رودستر، فإن سيارة موديل 3 سيارة عائلية. وعلى الرغم من أن الموقع الإلكتروني للشركة يقدم للزبائن موعداً تقريبياً لاستلام السيارة، فإن التأخيرات الكبيرة لمن يأملون باستخدام موديل 3 كسيارة أساسية قد تؤثر على نظام حياة العائلة. إضافة إلى هذا، فإن موديل 3 ليست –كما هي رودستر- موجهة للأشخاص الذين لا يمانعون رمي كمية كبيرة من الأموال في خزائن تسلا والانتظار ريثما تصل تسليتهم الجديدة لاحقاً.

يعد ماسك بأن رودستر الجديدة سوف تكون “أسرع سيارة تجارية تم إنتاجها على الإطلاق”. ستكون قادرة على الانطلاق من وضعية الوقوف إلى 96.56 كيلومتر في الساعة خلال 1.9 ثانية فقط، وتقطع 402 متر خلال 8.9 ثانية، وتصل إلى سرعة قصوى تتجاوز 402.3 كيلومتر في الساعة. وللمقارنة، فإن سيارة “بورش 911 جي تي 3” طراز 2017 تستغرق 3.2 ثانية لتصل إلى سرعة 96.56 كيلومتر في الساعة، أي أنها أبطأ بأكثر من ثانية.

يقول ماسك: “الهدف من التصميم الجديد هو توجيه ضربة قاصمة للسيارات التي تعمل بالبنزين”. وعلى الرغم من أن رودستر تبرهن فعلاً على أن السيارة الكهربائية يمكن أن تنافس أفضل السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي من حيث المواصفات، فإن بعض العوامل الأخرى، مثل السعر والتوافر، هي على الأرجح ما يثبط رغبة الناس في الحصول عليها.

على الرغم من التباين الهائل بين سيارتي رودستر وموديل 3 من حيث الأداء وفئة الزبائن المستهدفة، فإنهما تعتمدان على أساس تقنية البطاريات وسلسلة التزويد من تسلا. ومن أحد أهم المشاكل في إنتاج موديل 3 هي البطاريات، والتي تصنع في معمل في نيفادا يسمى جيجافاكتوري.

تتمتع شاحنات تسلا الكهربائية بمدى يصل إلى 804.6 كيلومتر، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجها في 2019. غير أن السعر النهائي ما زال مجهولاً.
حقوق الصورة: تسلا

ماذا عن الشاحنة؟

ظاهرياً، خصصت تسلا ذلك الحدث للكشف عن الشاحنة الكهربائية. حيث وقف ماسك أمام شاحنتين أنيقتي المنظر، واحدة فضية، وواحدة رمادية، وتحدث عن المواصفات بسرعة. تستطيع هذه المركبة الكهربائية أن تتسارع من وضعية الوقوف إلى 96.56 كيلومتر في الساعة خلال خمس ثوانٍ إذا لم تكن تسحب أي ثقل، ومع الحمولة الكاملة، ستستغرق 20 ثانية. أما بالنسبة للمدى الذي يمكن أن تقطعه هذه الشاحنة بدون شحن، والذي يعتبر من أهم العوامل المتعلقة بالسيارات الكهربائية، فيصل إلى 804.6 كيلومتر، وفقاً لماسك. وهو رقم مفاجئ بالنسبة لجلين كيدزي، مستشار مسائل الطاقة والبيئة في جمعية الشاحنات الأميركية.

يقول كيدزي: “لقد كنت أتوقع مدى بحدود 400 كيلومتر”. كما أنه فوجئ أيضاً بالأرقام المعلنة عن قدرات التسارع للشاحنة، إضافة إلى الضمانة التي أطلقها ماسك حول أن هذه الشاحنة لن تتعطل، حتى بعد أكثر من مليون كيلومتر. ويقول كيدزي أن هذا الوعد “يتخطى ما تقدمه أية كفالة تقليدية في عالم سيارات الديزل اليوم، وهو أمر مثير للدهشة”.

يقول ماسك أن تشغيل هذه الشاحنة الجديدة سيكون أرخص من تشغيل شاحنة الديزل بمقدار 25 سنت لكل 1.6 كيلومتر، كما أن قيادة هذه الشاحنة ستوفر من ناحية الوقود أكثر 200 ألف دولار، وفقاً لموقع تسلا، غير أن الشركة لم تفصح بعد عن سعر هذه الشاحنة.

باختصار، وعلى الرغم من أننا سمعنا الكثير من الأرقام الممتازة أثناء هذا الحدث، فإن الرقم الأهم ما يزال مجهولاً. يقول كيدزي: “ليس لدينا أية دلالة على كلفة هذه الشاحنة حتى الآن، وهو أمر حساس للغاية”. وبالطبع، فإن ماضي تسلا يوحي لنا بأن تسليم هذه الشاحنات سيتأخر أيضاً.

يقول ديفيد روس كيث، وهو أستاذ مساعد في ديناميات الأنظمة في مدرسة سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الشاحنة “تتخطى توقعات المحللين”.

يعلق كيث في رسالة بالبريد الإلكتروني: “بشكل عام، يكمن التحدي أمام شركة تسلا في التنفيذ. إن الشاحنة وسيارة رودستر الجديدة أفكار واعدة من تسلا، ولكن الشركة يجب أيضاً أن تتعامل مع سائقين لسيارات موديل إس وموديل إكس الموجودة حالياً، والذين يريدون برمجيات أفضل للسائق الآلي، إضافة إلى الصعوبات المعروفة التي بدأت تواجه إنتاج موديل 3، ناهيكم عن منتجات أخرى مثل ألواح السطوح الشمسية”.