تقرير: لا يمكن لوم حادث تسلا المميت على خلل في البرمجيات

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“قد لا تعمل أنظمة مكابح الطوارئ الآلية أو القيادة الذاتية كما تم تصميمها، مما يزيد من خطر وقوع الحوادث.” جملة بسيطة صيغت بنبرة واثقة وهادئة. هذا ما ورد في خلاصة تحقيق إدارة سلامة الطرق السريعة عقب أول حادث لسيارة ذاتية القيادة-وهي سيارة أنتجتها شركة “تسلا موتورز”. وقد انتهى التحقيق في حادث الاصطدام مؤخراً، ملقياً بظلاله على مستقبل المركبات ذاتية القيادة التي لطالما روِّج لها بأنها يمكن أن تنقذ الكثير من الأرواح.

لم يكن هنالك من خلل محدد في سيارة تسلا التي قادها جاشوا براون من مدينة كانتون في ولاية أوهايو في السابع من مايو لعام 2016. ويذكر أن براون الذي حمّل العديد من الفيديوهات على موقع يوتيوب مادحاً فيها نموذج تسلا إس ونظام قيادتها الآلي قد توفي إثر إصابته في موقع الحادث عندما اصطدمت مركبته بشاحنة كانت تعبر الطريق السريع غرب مدينة ويلستون بولاية فلوريدا. وقد عمل قسم تقييم الأعطال على معرفة السبب الكامن وراء الوفاة سواء كان خللاً في الإنتاج أو إحدى أجزاء المركبة، وللعمل إن كان الأمر كذلك فعلاً على إيجاد التغييرات اللازمة لتفادي وجود مثل هذا الخلل في المستقبل.

لم يتم العثور على أي عطل من أي نوع. تعتمد أنظمة مكابح الطوارئ الآلية في مركبة تسلا بحسب التقرير على تقنيات لتجنب الاصطدام الخلفي، ولكنها غير مصممة للعمل بفاعلية في كل حالات الاصطدام، بما في ذلك الاصطدام الناجم عن تغيير المسارب. وقد أوضحت شركة “تسلا” بعد الحادث مباشرة أن السبب المرجح للعطل يعود إلى فشل المركبة في تمييز الشاحنة البيضاء من لون السماء. وقد يكون السبب أبسط من ذلك: لقد صمم النظام فيها لمنع وقوع الاصطدام من الخلف، ولكنها لم تكن مجهزة لتفادي هذا النوع من الاصطدام.

يستخدم نظام مكابح الطوارئ الآلي في “تسلا” الكاميرات والرادار لكشف الأجسام القريبة التي يمكن أن تشكل خطراً، وهي مصممة على غرار الأنظمة الشبيهة الأخرى لتفادي وقوع الاصطدام من الخلف. وقد وجدت الحكومة أثناء قيامها باختبار أثناء التحقيق بأن نظام تسلا يعد “حديثا جدا”، ولكن “نظام المكابح لحالات الاصطدام في الطرق المتقاطعة كالتي وقعت في حادثة فلوريدا لم يكن ضمن قدرات النظام المتوقعة”.

وقد ورد في تقرير المراجعة: “تدرك الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة أن بعض السلطات لديها مخاوف بخصوص استخدام نظام “تسلا” لمسمى “القيادة الآلية”. إلا أن هذه المسألة لم تكن ضمن نطاق هذا التحقيق.” ويعد نظام القيادة الآلية، كما هو نظام مثبّت السرعة من قبل، أداة لمساعدة السائق اليقظ في إدارة النظام المعقد الذي يقوده. إلا أن عبارة “قيادة آلية” بحد ذاتها قد تُفهم على أنّها قيادة دون استخدام اليدين، حيث تقوم المركبة لوحدها باتخاذ جميع القرارات ويتحول السائق إلى راكب وحسب. يصف هذا التقرير كيفية عمل نظام القيادة الآلي ولاسيّما أداءه في ذلك الحادث المميت، كما يسلط الضوء على جوانب القصور في النظام إضافة إلى أنظمة الأمان التي أوجدتها “تسلا” لتضمن أن يحافظ السائق على انتباهه أثناء استخدامه هذا النظام. أحد تلك الأنظمة مثلاً يطلب من السائق إرجاع يديه إلى مقود القيادة، ثم تبدأ السيارة بالإبطاء حتى تتوقف بالكامل في حال عدم استجابة السائق لهذا الأمر، وهي طريقة جيدة لتشجيع القيادة الآلية المسؤولة. ومع ذلك يمكن أن تخلق تسمية النظام توقعات غير واقعية حول التقنية، مما يدفع السائق إلى الإهمال.

ويختم التقرير قوله بأن الخلل إن وجد، فهو من الإنسان الذي يقود المركبة، حيث “كشف حادث الاصطدام في فلوريدا وجود فترة زمنية كبيرة من التشتت (لا تقل عن 7 ثوان)”.

ويضيف التقرير بأن “السائق اليقظ لديه قدر كبير من الوعي بمحيطه في أغلب الظروف المشابهة”، وخاصة إذا ترافق ذلك مع قدرة السائق المتمرس على التنبؤ بأفعال غيره من السائقين. وقد قامت تسلا بتغيير إستراتيجية مراقبة السائق لتعزز انتباهه إلى البيئة المحيطة به أثناء القيادة”.

إن أفضل تقنية سلامة حتى هذه اللحظة تتوفر بين يدي السائق نفسه. فتقنية القيادة الآلية تعمل بشكل أفضل عندما يتعامل السائق معها كأداة مصممة لمساعدته في القيادة على الطرقات بأمان أكبر بدلاً من اعتبارها سائقا آلياً.