غوغل تهدف لجعل الإنترنت مكاناً أسعد

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تودُّ غوغل أن تجعل الإنترنت مكاناً أسعد من خلال تحويل خطوة أمنية مزعجة إلى خطوة مخفية.

إنَّ استيفاء حقلٍ من حقول أكواد التحقق يمثل إزعاجاً يحاكي مرورك عبر أمن المطار وأن تخلع حذاءك لكي تمر: إذ يتعين عليك أن تحملق بعينيك وتدون حروفاً أو أرقاماً مشوَّهة لإثبات أنك لست روبوتاً برمجياً خبيثاً، حين تفعل شيئاً حميداً، مثل فتح حساب بريد إلكتروني جديد مثلاً. وتسمَّى نسخة غوغل تلك التي توفر الوقت على الإنترنت “النسخة المحدَّثة من كود التحقق” reCAPTCHA، والتي كانت النسخةُ السابقة منها تتضمن مجرد تفعيل مربع يقول “أنا لست روبوتاً” I’m not a robot، أمَّا الآن فقد لا تُضطرُّ حتى لمواجهة عذاب النقر على ذلك المربع.

أطلقتْ غوغل يوم الأربعاء “النسخة المحدَّثة الخفيَّة من كود التحقق“، وهي خدمة تعمل كمتتبِّعٍ لنشاط المستخدم في الخلفية، دون أن يتحتَّم على الإنسان فعل أيِّ شيء. (أُطلِقتْ النسخة التجريبية في نوفمبر الماضي، وفقاً لغوغل).

وقالت الشركة في مقطع فيديو: “تلك التقدمات المحرزة يدفعها مزيج من التعلم الآلي والتحليل المتقدم للمخاطر، والذي يتماشى مع التهديدات الجديدة والناشئة”. وتقول غوغل إنَّ المواقع سواءٌ أكانت تستفيد من النسخة الجديدة المحدَّثة الخفيَّة من كود التحقق أو حتى من الإصدار الذي يعتمد تفعيل مربع التحقق وحسب، فسيكون المستخدم رهيناً بمواجهة المزيد من التحديات إذا ما ظنت تلك المواقع أنَّ هناك شيئاً مريباً يحدث.

يقول شومان غوسيما جومدر، وهو رئيس قسم التقنية في شركة شيب سكيورتي (Shape Security)، في ماونتن فيو، كاليفورنيا، وموظفٌ سابق في غوغل (ساعد في طرح خدمة بريد غوغل Gmail خلال مسارٍ مهنيٍّ امتد من عام 2003 وحتى عام 2010)، إنَّ عملاق البحث مهتمٌ بجعل الإنترنت أكثر سلاسةً.

ويقول عن الخدمة المجانية: “إنَّ النسخة المحدَّثة من كود التحقق هي من بين أشهر آليات التحقق على شبكة الإنترنت اليوم، إن لم تكن أشهرها على الإطلاق. فشركة غوغل تؤمن بشكل عامٍّ بأنَّ كل ما هو في صالح الإنترنت، هو في صالح غوغل أيضاً – وهذه بالتأكيد فلسفة لطالما التزمنا بها عندما كنت هناك”. وجعلُ الخدمة غير مرئية، على حدِّ قوله، هو أساساً “لتحسين تجربة المستخدم عبر الويب”.

يقول غوسيما جومدر إنَّ نظام العمل الخفي الجديد من المرجح أن ينظر إلى عوامل مثل الطريقة التي يحرك بها المستخدم مؤشر الفأرة. ويضيف أنَّ “غوغل لديها أيضاً سجل محفوظاتٍ من المعلومات المرتبطة بعنوان ذلك الجهاز عينه على الإنترنت”، لافتاً إلى أنه إذا تم تسجيل دخول المستخدم أيضاً إلى حساب غوغل، فإنَّ الشركة تمسي أكثر دراية بما قد يكون نشاطاً بشرياً أم غير بشري.

وماذا إذن عن ذلك النص المشوه عمداً الذي لطالما اضطُررت لاستيفائه بلا شك لمرات ومرات أكثر مما قد يخطر ببالك أن تذكُره؟ وذكرت غوغل على نحو ملفت بأنه بحلول عام 2014، كانت أجهزة الكمبيوتر بأي حال من الأحوال أفضل من الإنسان بكثير في تحديد أصعب نصوص كود التحقق المشوهة. “لقد كان ذلك العالم أسوأ من كل العوالم الممكنة، من حيث معاناة معظم البشر من شيء كان محبطاً للغاية، في حين أنَّ غالبية الروبوتات البرمجية لا تواجه أيَّ معوقات حقيقية على الإطلاق، إذا كانت متطورةً بما فيه الكفاية”، على حد قول غوسيما جومدر.

يقول غوسيما جومدر “إنَّ هذا التحديث الأخير في نسخة كود التحقق يخلق نوعاً جديداً من التحدي الذي ما برح بمقدور الروبوتات البرمجية المتطورة جداً الالتفاف حوله، لكنه يقدم احتكاكاً أقل بكثير بالنسبة للإنسان الحقيقي”.