قد يؤدي عطل الصاروخ الروسي إلى ترك محطة الفضاء الدولية من دون طاقم

ما الذي سيحدث الآن؟
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كان كل من نيك هيج (رائد الفضاء من ناسا) وأليكسي أوفتشينين (رائد الفضاء الروسي) في طريقهما إلى محطة الفضاء الدولية عندما تعطل صاروخ سويوز الذي كان يحملهما، مما أطلق عملية إنهاء المهمة التي أرسلتهما في رحلة مروِّعة انتهت بسلام على الأرض.

كان هيج يتطلع بحماس إلى رحلته الأولى إلى محطة الفضاء الدولية، وقد غرَّد قبل يوم الإطلاق بأنه يتحرَّق لرؤيتها شخصياً، والآن عليه أن ينتظر بعثة لاحقة تأخذه إلى هناك.

ويوجد حالياً ثلاثة رواد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية، وهم سيرينا أونون تشانسيلور (من ناسا) وسيرجي بروكوبييف (من روسكوزموس) وألكسندر جيرست (من إيسا)، ومن المقرر أن يعودوا في 13 ديسمبر قبل انطلاق بدلائهم إلى المحطة في 20 ديسمبر، وقد استلم جيرست قيادة المحطة مؤخراً بعدما غادر رفاقهم (درو فيوستيل وريكي أرنولد وأوليج أرتيمييف) عائدين إلى الأرض. وقد أوردت وكالة الأنباء الروسية تاس أن هناك من الإمدادات على متن محطة الفضاء الدولية ما يكفي لرواد الفضاء الثلاثة حتى دون الاعتماد على الإمدادات التي كانت سويوز ستحضرها، وأن عملياتهم ستستمر وفق الجدول المقرر، وهو ما أكدته ناسا لاحقاً في مؤتمر صحفي، ولكن الطاقم سيضطر أيضاً إلى العمل من دون فردين آخرين متوقعين. وإليكم كيفية تأثير هذه الأحداث على محطة الفضاء الدولية لاحقاً:

هل سيتمكن رواد الفضاء من العودة إلى الأرض؟

توجد كبسولة سويوز متصلة حالياً بمحطة الفضاء الدولية، أي أنه يوجد وسيلة عودة لرواد الفضاء على متن المحطة، إنها نفس الكبسولة التي تحمل ذلك الثقب الشهير، الذي ليس جزءاً أصلياً من تصميم المركبة الفضائية التي ستدخل الغلاف الجوي للأرض.

ومن المقرر أن تعيد سويوز رواد الفضاء الثلاثة إلى الأرض في ديسمبر، ولكن إذا خرجوا قبل إعادة بدء بعثات سويوز المأهولة من جديد، فقد تبقى محطة الفضاء الدولية دون طاقم. كما أن لديهم من الإمدادات أكثر مما يكفيهم، ومن الممكن أن يبقوا على متن المحطة لفترة أطول بقليل، ولكن كبسولة سويوز مصممة للبقاء لمائتي يوم في الفضاء، أي حوالي ستة أشهر ونصف، وستنتهي هذه المدة في يناير.

هل تستطيع محطة الفضاء الدولية العمل من دون طاقم؟

نعم، يمكن للمختبر الذي يدور حول الأرض -من الناحية النظرية- أن يعمل دون طاقم، وقد برزت هذه المشكلة من قبل؛ ففي أغسطس من العام 2011، بعد تحطم صاروخ سويوز الذي يحمل المركبة الفضائية غير المأهولة بروجريس، أثيرت نفس التساؤلات، ومن حسن الحظ أن المهندسين حدَّدوا المشكلة، ورغم أنه تم تغيير موعد الإطلاق المأهول المقبل حينها من سبتمبر 2011 إلى نوفمبر 2011، إلا أن محطة الفضاء الدولية لم تبقَ دون طاقم.

وإذا اضطر رواد الفضاء إلى المغادرة، فعليهم أن يتأكدوا من جاهزية الأنظمة الاحتياطية للتبريد والكهرباء وغيرها، واستعدادها للعمل عند الحاجة. وسيقوم مركز التحكم الأرضي بإرسال الأوامر إلى المحطة للحفاظ على ارتفاعها ومسارها بعيداً عن الحطام الفضائي وفوق الغلاف الجوي، ويمكن لرواد الفضاء -من الناحية النظرية- تشغيل المحطة بمجرد عودتهم إليها دون مشاكل.

إذن فالمشكلة ليست في المحطة، بل فينا نحن، أو بالأحرى: في أهدافنا لهذا المكان. ففي مؤتمر صحفي لناسا، قال كيني تود (مدير تكامل العمليات لمحطة الفضاء الدولية) إن بدء البعثات المأهولة -والمُنتظرة كثيراً- لكبسولات كرو دراجون وستارلاينر أميركية الصنع يتطلب وجود رواد فضاء على متن المحطة لمراقبة الرحلات الأولى.

وماذا عن عمليات التنقل الفضائي الإفرادي؟

هذا سؤال صعب؛ فقد كان من المخطَّط تنفيذ عمليتي تنقل فضائي إفرادي لهذه البعثة في 19 أكتوبر و25 أكتوبر، وذلك بهدف تحديث نظام الطاقة للمحطة، وقد أضيفت -بعد حادثة الثقب- عملية أخرى في نوفمبر لتفحُّص الأجزاء الخارجية من سويوز حيث حدث التسرُّب.

ومن سوء الحظ أنه لا يوجد سوى واحد فقط من منفِّذي عمليات التنقل الفضائي الإفرادي، وهو ألكسندر جيرست؛ حيث إن الآخر (نيك هيج) لم يتمكن من الوصول بسبب العطل الذي وقع مؤخراً، ولهذا فإن الجدول حالياً غير مؤكد، كما قال تود في المؤتمر الصحفي: “لقد خطَّطنا لبضعة عمليات تنقل فضائي إفرادي في الأسبوعين المقبلين، وسنعيد النظر فيها نظراً لأن أحد رواد الفضاء الذين ينفذون هذه العمليات ما زال هنا على الأرض”.