الأنسولين الذكي: مفتاح العلاج الثوري لمرض السكري

1 دقيقة
الأنسولين الذكي
Shutterstock.com/goffkein.pro

وصف باحثون من كلية الطب بجامعة إنديانا الأميركية دواءً يمكنه التحكم في نسبة السكر في الدم من خلال الأنسولين الذي يستجيب نشاطه في مجرى الدم لمستويات الغلوكوز، ويتكيف وفقاً لذلك؛ وذلك في ورقةٍ بحثيةٍ نُشرت في دورية «بروسيدنج أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس».

يستغل مفهوم الدواء المطروح آليةً طبيعيةً تسمى «المفصلة الواقية»؛ والتي يتم دمجها في الأنسولين الفقاري، والمفصلة الواقية هي ميزة هيكلية طبيعية تطورت منذ أكثر من نصف مليار سنة للحفاظ على استقرار الهرمون في حالته المغلقة؛ ولكنها قابلة للطي -الأنسولين الذكي- وعملية في حالتها المفتوحة.

يمكن أن تشمل العواقب الفورية للانخفاض الشديد في نسبة السكر في الدم الهذيان والتشنجات أو فقدان الوعي، ويمكن أن تؤدي النوبات المتكررة من نقص السكر في الدم الحاد إلى تدهور معرفي. ومن ناحيةٍ أخرى؛ يمكن أن يؤدي ارتفاع السكر في الدم المزمن إلى العمى أو السكتة الدماغية أو بتر الأطراف. لذا؛ يعد البقاء في النطاق المطلوب من الغلوكوز في الدم بمثابة توازن دقيق يواجهه مرضى السكر المعتمدون على الأنسولين كل يوم.

لكن بفضل أدويةٍ كهذا؛ قد لا يضطر الناس مستقبلاً إلى المخاطرة بصحتهم على المدى الطويل لحماية أنفسهم من الأخطار المباشرة لنقص السكر الحاد في الدم، فعندما ينخفض ​​مستوى السكر في الدم، ستغلق المفصلة ببساطة؛ ولكن سيكون هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لترجمة إثبات الباحثين النظري المبدئي إلى منتج معتمَد من إدارة الغذاء والدواء.

في المائة عام منذ اكتشاف الأنسولين، مر استخدامه كعلاج لمرض السكري بالعديد من التغييرات المهمة، وقد يكون الأنسولين المستجيب للغلوكوز أن يكون القفزة التالية، وبالرغم من أنه يتم تطوير أنواع أخرى من الأنسولين المستجيب للغلوكوز؛ إلا أن ما يجعل هذا الاختراع فريداً من نوعه هو بساطته؛ إذ تستغل المفصلة الاصطناعية العمليات التي تحدث بشكلٍ طبيعي، وتقدم عدداً أقل من العناصر الخارجية أو الاصطناعية مقارنةً بالنُهج الأخرى.

بينما تستخدم الدراسة الأخيرة الفركتوز كنموذج -وهو ممثل للسكريات الأحادية؛ مثل الغلوكوز-، فإنها تثبت أن مفهوم المفصلة الاصطناعية يعمل بكفاءة. ويعمل الباحثون الآن على الأنسولين المُرشح المستجيب للغلوكوز؛ والذي يفتح ويغلق عند عتبات الغلوكوز العليا والدنيا المتراوحة على الترتيب بين 70 إلى 180 ملليغرام لكل ديسيلتر، ومن خلال استبدال مستشعر الفركتوز بأجهزة استشعار الغلوكوز، فقد يكون العلاج الثوري بالأنسولين أقرب مما نعتقد.

المحتوى محمي