هيئة كهرباء ومياه دبي ودبي 10X: فكرة ديوا الرقمية

4 دقائق
مصدر الصورة: دبي 10X

لا شك أنك سمعت عن مبادرة 10X، فما هي، وإلى ماذا تهدف؟ تستند فكرة المبادرة إلى العمل اليوم على تطبيق الأفكار التي تسعى مدن العالم الأخرى إلى تطبيقها بعد 10 سنوات، تسعى دبي من خلالها إلى التقدم بعشر سنوات على المدن الأخرى حول العالم، ولهذا يتضمن اسم المبادرة الرقم 10، في حين يرمز الحرف X إلى التفكير المستقبلي خارج الأطر التقليدية، وتتبع 10X إلى مؤسسة دبي للمستقبل

وتهدف إلى التعاون مع الجهات المعنية في حكومة دبي لتبني نماذج جديدة لحكومات المستقبل، بإحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي، ووضع خطط مستقبلية تعيد دور الحكومة في خدمة المجتمعات وصناعة المستقبل.

وقد تم إطلاق النسخة الثانية منها في القمة العالمية للحكومات 2018. حيث تم اعتماد وعرض 26 مشروعاً مبتكراً تقدمت بها 24 من الجهات الحكومية. ويأتي اختيار هذه المشاريع عقب قيام لجنة متخصصة تضم نخبة عالمية من الخبراء والمختصين بدراسة ومراجعة أكثر من 160 فكرة تم تلقيها للمشاركة في المبادرة من 36 جهة خلال أقل من 365 يوماً.

من المقرر بالطبع أن يجري تطبيق المبادرة على مراحل متعددة، وللوقوف أكثر على الخطوات العملية لتحقيق أهدافها، نقوم في بوبيولار ساينس-العلوم للعموم بالعمل على سلسلة من المقالات التي تتحدث عن مختلف الأفكار والمشاريع المبتكرة التي تم اعتمادها لهذه المبادرة الرائدة لتسبق دبي باقي مدن العمل بعشر مرات، ولتكون بذلك عاصمة عالمية للمستقبل. وبعد تغطيتنا لمشروع "التشريعات التوجيهية المفتوحة المرنة" من اللجنة العليا للتشريعات في دبي، ننتقل إلى هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا".

ديوا

سعياً منها لإعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدمية وخلق مستقبل رقمي جديد يقول المتحدث الرسمي باسم الهيئة إنها قامت بإطلاق مشروع "ديوا الرقمية"، حيث تتطلع إلى طرح نموذج رائد للمؤسسات الخدمية يستند على الابتكار في الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، حيث تعتزم الهيئة إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدمية والتحول إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم ذاتية التحكم للطاقة المتجددة.

يضيف المتحدث أن استجابة الهيئة لمبادرة 10X ترتكز على أربعة محاور وهي: الطاقة الشمسية، تخزين الطاقة، التحكم الذاتي واستخدام الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الرقمية. وستعمل الهيئة على إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي، لتشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة، بما يسمح من الاستفادة من مزيج الطاقة النظيفة بشكل متوافق مع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050.

ولضمان التكامل بين الطاقة النظيفة والتخزين وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والاعتمادية في العمليات يقول المتحدث إن الهيئة سوف تعتمد على أحدث أنظمة التعلم الذاتي للأجهزة والآلات، وحلول الذكاء الاصطناعي، حيث ستكون دبي أول مدينة تقوم خدماتها للكهرباء والمياه على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وللاستفادة من التقنيات المتكاملة التي تساعد في توفير خدمات عالمية المستوى على مدار الساعة في دبي، ستطلق الهيئة منصة رقمية جديدة ومتطورة للبيانات، بهدف تطوير الإمكانات الرقمية لدولة الإمارات في تطبيق خطط المدن الذكية، وتقديم حلول تجارية متطورة ومبتكرة، ونموذج تجاري ناجح لدبي والعالم للاستفادة من منهجيتها المبتكرة.

تحديات

وفقاً للمتحدث فإن الهيئة تعمل على تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، والتي حددت نسبة 75% كمستهدف للطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة بحلول العام 2050. وتتلخص الصعوبات التي يواجهها العالم في استخدام الطاقة النظيفة بالتمويل والأسعار، الكفاءة والطبيعة التفاعلية لمصادر الطاقة المتجددة، الأطر التنظيمية والتشريعية، الشراكة مع القطاع الخاص، وبناء القدرات.

حلول واعدة وآثار إيجابية

وفقاً للمتحدث فإن الحلول التي يقدمها هذا المشروع تتوزع على 4 محاور تتكامل معاً لإعادة تصميم وصياغة نموذج العمل بالكامل وإنشاء مؤسسة رقمية جديدة وهي كما يلي:

1.دبي للطاقة الشمسية

يعمل هذا المحور وفق المتحدث على تطوير وتحسين وتعميم استخدام الطاقة الشمسية في دبي لتشغيل 75% من الشبكة بالطاقة المتجددة بحلول 2050. ويتضمن هذا المحور 3 مبادرات فرعية: الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، والطاقة الشمسية الحرارية، والطاقة الشمسية الكيميائية.

2.تخزين الطاقة

يتضمن هذا المحور وفقاً للمتحدث 3 مبادرات فرعية أيضاً: محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بالضخ والتخزين، والطاقة الشمسية المركزة، وأنظمة تخزين الطاقة. وضمن هذه المبادرات ستطلق الهيئة أول محطة كهرومائية لتوليد الكهرباء ضمن مشروع تطوير منطقة حتا، وتعمل على تطوير أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في المنطقة مع التخزين الحراري على مدار 24 ساعة. كما تعمل الهيئة على بناء منشأة أبحاث عالمية (مختبر تكامل الشبكة الذكية) لإجراء الاختبارات والمقارنات المعيارية عن مختلف تقنيات تخزين الطاقة.

3.خدمات الذكاء الاصطناعي

يقول المتحدث إن هذا المحور يسهم تحت اسم "رمّاس" في جعل دبي أول مدينة تقدم خدمات الكهرباء والمياه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث سيتم إطلاق أجهزة وخدمات ذاتية التعلم لتعزيز تجربة المتعاملين، ودعم خدمات الموظفين وتحسين الإنتاجية. وسيتم تنفيذ مشروع "رمّاس" من خلال 3 مبادرات فرعية: الذكاء الاصطناعي للمتعاملين، والذكاء الاصطناعي للموظفين، والذكاء الاصطناعي للأنظمة.

4.الرقمنة

يوضح المتحدث بأن هذا المحور سيعمل على تمكين الهيئة من توسيع خدماتها الرقمية عبر إطلاق منصة مستقبلية تسمى "مورو"، والتي تقدم خدمات استضافة وتخزين البيانات، وإدارة الخدمات الرقمية في الفضاء السحابي لتمكين المنطقة من تحقيق أهدافها الرقمية في المنطقة. وسيتضمن مركز البيانات مبادرات فرعية كخدمات الاستضافة، والخدمات السحابية، وخدمات إدارة الأعمال.

أما عن الآثار الإيجابية للمشروع على حياة الأفراد، يقول المتحدث إنه تم توجيه كل من محاور الهيئة ضمن مبادرة 10X لإحداث أثر إيجابي أكبر للمواطنين والمقيمين والزائرين لدبي، ما سيمهد الطريق لزيادة تبني حلول الطاقة الشمسية والاعتماد عليها على نطاق واسع من قبل الأفراد، وبالتالي سيجعل المدينة مكاناً أفضل للعيش. ناهيك عن أن مشروع 10X سيمكّن الأفراد من تحسين استهلاكهم من خلال تفعيل استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي.

وعن انعكاس المشروع على حياة الأفراد، يوضح المتحدث أن دبي مدينة فريدة تضم عدداً كبيراً من الجنسيات والتي ستتمكن من المشاركة في إنشاء النظام القانوني، وفي المقابل سيسمح لها النظام بخلق المستقبل بشكل أسرع تحت مظلة قانونية وفي إطار محدد ومخصص لقطاع الأعمال، مما يجعلهم سباقين في تطبيق ابتكاراتهم لصناعة مدينة المستقبل.

يذكر أن هناك الكثير من الشركاء الاستراتيجيين للهيئة في تنفيذ هذا المشروع، ففي محور دبي للطاقة الشمسية نذكر شركتي أكوا باور، وتي يو في العالمية، المركز الوطني للطاقة المتجددة في إسبانيا، معهد إم آي تي، جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة ستانفورد.

وفي محور تخزين الطاقة، نذكر شركاء محتملين مثل كيبكو الكورية، تيسلا، المختبر الوطني للطاقة المتجددة، إل جي، وسيمنز.

في محور خدمات الذكاء الاصطناعي، نذكر شركاء محتملين مثل مايكروسوفت، ديب مايند من جوجل، وجنرال إلكتريك.

أما في محور الرقمنة، فهناك شركاء محتملون مثل فيرتشو ستريم، وشركة ديل.

لمعرفة المزيد والاطلاع على المستجدات الخاصة بالمبادرة "دبي 10X" يمكنك زيارة موقعها الرسمي على الإنترنت هنا.