يلجأ معظم الناس عند تنظيف أسنانهم إلى الفرشاة والمعجون، والخيط، لكن استخدام هذه الوسائل في تنظيف الأسنان ليس شائعاً بأي حال من الأحوال في كل مكان، إذ تستخدم جماعات من السكان الأصليين، والكثير من الأشخاص في البلدان النامية تقنيات تقليدية لتنظيف أسنانهم. بعض هذه التقنيات أكثر فعالية من غيرها.
في الشرق الأوسط وفي جنوب شرق آسيا، يتم استخدام أغصان شجرة الأراك (المعروفة باسم السواك) لتنظيف الأسنان. يتم إزالة أحد أطراف عود السواك للتخلص من اللحاء، ثم ترطب شعيرات الجزء المُزال في الماء أو ماء الورد، ويصبح عندها جاهزاً للاستعمال (شاهد الفيديو أسفله). يحتوي خشب «شجرة الأراك - Salvadora persica» على نسبة عالية من الفلورايد وغيرها من المكونات المضادة للميكروبات، التي تمنع تسوس الأسنان.
تستخدم ثقافات أخرى أنواع مختلفة من أغصان الأشجار في تنظيف الأسنان، وخاصة أغصان الأشجار العطرية التي تنعش الفم، التي استعملت منذ آلاف السنين. كان أول استخدام مسجل لهذه الأغصان في بابل القديمة (3500 سنة قبل الميلاد)، واستخدمت أيضا في الصين منذ ما يقرب من 1600 عام قبل الميلاد.
يمكن أن يكون لاستخدام الأغصان العطرية نتائج مماثلة لاستعمال فرشاة الأسنان، حسب ما بينته دراسات عديدة، لكن هذه الأغصان لا تصل عادة إلى بعض المناطق بين الأسنان، وإذا لم تستخدم على نحوٍ صحيح، فإنها يمكن أن تلحق الضرر باللثة، وتسبب تآكل الأسنان.
غرائب تنظيف الأسنان في بعض الثقافات
في بعض الثقافات، تفرك مواد مختلفة على الأسنان. على سبيل المثال في بعض البلدان الإسلامية، يفرك الناس لحاء شجرة الجوز على أسنانهم. يحتوي لحاء هذه الشجرة على مكونات مضادة للميكروبات، ويعتقد أيضاً أن لها تأثير مبيض. ومع ذلك، لم تجر أي دراسات للتحقق من فعاليتها وآثارها الجانبية.
يستخدم بعض الأشخاص في المناطق الريفية بالهند وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية مسحوق الطوب الأحمر أو الطين أو الملح أو الرماد لتنظيف أسنانهم. على الرغم من أن هذه المكونات تزيل البقع والرواسب التي تتراكم على الأسنان، فهي لا تحتوي على الفلورايد وتزيل الطبقة التي تقي الأسنان، ما ينتج عنه حساسية الأسنان وانحسار اللثة.
عاد الفحم، بدوره، إلى الواجهة في السنوات القليلة الماضية، إذ تحتوي بعض معاجين وفراشي الأسنان الحديثة على هذا المكون التقليدي الذي كان يستخدم في تنظيف الأسنان، وتشير الأدلة إلى أنه يمكن أن يبطل تأثير البكتيريا الضارة.
لكن لا يوصى باستخدام هذه المنتجات الطبيعية بكل تنوعاتها، ذلك أن نباتات التنبول (اليقطين الهندي) والفوفل (الحُضض الهندي) على سبيل المثال، التي تستخدم عادة في جنوب شرق آسيا لتنظيف الأسنان، تترك بقعاً على الأسنان واللثة. والأخطر من ذلك أن لها علاقة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.
هناك طريقة أخرى لتنظيف الأسنان لا تتضمن استخدام معجون الأسنان أو الفرشاة وهي المضمضة بالزيت. هي ممارسة قديمة في طب الأيورفيدا، تتمثل في مضمضة كمية صغيرة من زيت جوز الهند أو زيت السمسم أو زيت زهرة الشمس أو زيت الزيتون لمدة 15 دقيقة. يعتقد أن هذه العملية تزيل البكتيريا والسموم المتراكمة في الفم، حيث تشير دراسات حديثة إلى أن هذه الطريقة، إذا استعملت إلى جانب تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، تسهم في تقليل التهاب اللثة.
أساليب حديثة
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعد تسوس الأسنان وأمراض اللثة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم. وباستثناء بعض الحالات، يمكن الوقاية من هذه الأمراض عن طريق تنظيف الفم، واتباع نظام غذائي صحي، لذلك، فارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض يعود غالباً إلى اتباع طرق لحفظ صحة الفم لا ترقى إلى المعايير النموذجية.
صممت أدوات غسل الأسنان الحديثة خصيصاً لتنظيف المناطق التي يصعب الوصول إليها في الفم، لكن فقط عند القيام بعملية التنظيف بصورة صحيحة. ومع ذلك، بعض تقنيات التنظيف البديلة، مثل المضمضة بالزيت، تعد إضافات مفيدة يمكن اللجوء إليها.
ختاماً، هل استعملت أي من الوسائل القديمة في تنظيف أسنانك يوماً ما؟
تم كتابة هذا المقال بواسطة جوزفين هيرشفيلد عبر موقع ذا كونفيرسيشن