تلقى حمية الكيتو رواجاً كبيراً بين أوساط المهتمين بالصحة والرشاقة، هذا الرواج قابله اهتمام العلماء بدراسة فعالية وسلامة هذا النوع من الحميات.
حمية الكيتو ببساطة
الكيتو نظام غذائي يجعل الجسم يطلق الكيتونات في مجرى الدم. يفضل الجسم الاعتماد على الجلوكوز المشتق من الكربوهيدرات - والأخيرة موجودة في معظم الحبوب والفواكه والخضروات النشوية والبقوليات والحلويات - كمصدر رئيسي للطاقة في الجسم، لكن في حالة عدم وجود الكربوهيدرات، يلجأ الجسم إلى تكسير الدهون المخزنة بداخله إلى جزيئات تسمى أجسام الكيتون، وبمجرد الوصول إلى الحالة الكيتونية، ستستخدم معظم الخلايا أجسام الكيتون لتوليد الطاقة، وحتى يعود الجسم إلى تناول الكربوهيدرات مرة أخرى
عادة ما يحدث التحول في الجسم من الاعتماد على الجلوكوز إلى تكسير الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، خلال يومين إلى 4 أيام مع تناول أقل من 20 إلى 50 جراماً من الكربوهيدرات يومياً. لكن غالباً ما تكون هذه العملية فردية للغاية، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى نظام غذائي أكثر صرامة لبدء إنتاج ما يكفي من الكيتونات.
بين السكتة الدماغية والصرع والسكري
رايموند سوانسون، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا أجرى أبحاثاً عن آثار حمية الكيتو على الالتهابات في الدماغ؛ وما أثار فضوله هي النتيجة التي حصل عليها عندما حاول إحداث حالة الكيتون في الفئران المصابة بسكتة دماغية، والذي عبر عنها بقوله: «لقد تفاجأت حقاً، عمل منع استقلاب الجلوكوز على قمع الجينات الالتهابية، والتي بدورها ساعدت في التئام السكتة الدماغية»، وأضاف: «استخدمت الأنظمة الغذائية الكيتونية أيضاً كعلاج لبعض أشكال الصرع خصوصاً عند الأطفال منذ ما يقرب من قرن».
ركز بحث زميله إيثان فايس الحاصل على شهادة دكتوراه في الطب على دراسة أثر اتباع حمية الكيتو على مرضى السكري، وصرح عن هذا البحث قائلاً: «حمية الكيتو قوية بشكل لا يصدق، يعالج الجسم الكربوهيدرات المتبقية بشكل أكثر كفاءة، وبالتالي فهو يتطلب كمية أقل بكثير من الأنسولين».
يجري فريدريك هيشت، مدير الأبحاث في مركز «يو سي أس أف» للطب التكاملي المزيد من التجارب التي تستهدف الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2. في التجارب الخاضعة للرقابة ، أظهرت حمية الكيتو نتائج واعدة في تحسين السيطرة على الجلوكوز البشري وتقليل الحاجة إلى أدوية السكري.
الحلقة المفقودة
تتمثل إحدى العقبات الكبيرة أمام معرفة تأثير نظام كيتو الغذائي على البشر في أن العديد من الفوائد - المساعدة في تقليل الالتهاب في الدماغ، وتحسين النتائج بعد إصابة الدماغ وإطالة العمر - لم يتم العثور عليها إلا في الدراسات التي أجريت على الفئران.
بدون التجارب السريرية التي راجعت من قبل النظراء، تظل العديد من الفوائد غير مؤكدة. على سبيل المثال، كان فايس نفسه يتبع نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات عالي الدهون لأكثر من 6 أشهر، ويدعي أنه يشعر بتحسن كبير. لكنه واضح بشأن ما يعرفه وما لا يعرفه. فهو يقول: «أعتقد أنني أشعر بشعور عظيم، ولكن قد يكون ذلك بسبب تناولي كميات أقل من الطعام المعالج، أو النوم بشكل أفضل، أو لأسباب لا علاقة مباشرة لحمية الكيتون بها».
مخاطر حمية الكيتو المحتملة
يحتوي هذا النظام على نسبة عالية من الدهون المشبعة. و توصي كاثي مكمانوس مديرة قسم التغذية في مستشفى بريجهام بألا تزيد نسبة الدهون المشبعة عن 7٪ من سعراتك الحرارية اليومية بسبب ارتباطها بأمراض القلب. وبالفعل، يرتبط نظام كيتو الغذائي بزيادة الكوليسترول الضار المرتبط أيضاً بأمراض القلب.
على صعيد آخر فإن وجود الكثير من الدهون في عملية التمثيل الغذائي، يمكن أن يؤدي إلى زيادة سوء حالة الكبد الحالية. ليس هذا فحسب؛ نظام كيتو الغذائي منخفض في الأطعمة الليفية مثل الحبوب والبقوليات، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك.
تضيف ماكمانوس: «يحتاج الدماغ إلى السكر من الكربوهيدرات الصحية ليعمل. وقد تسبب الحميات منخفضة الكربوهيدرات الارتباك وتقلبات المزاج».
هل علينا تجربة حمية الكيتو؟
يتفق العلماء على النتائج الواضحة من اتباع هذه الحمية مع مرضى السكري وحالات الصرع، بالإضافة للاعتماد عليها في تخفيف الوزن، لكن نقص التجارب والاثباتات على فعالية اتباعها لمدة طويلة تجعلهم قلقين حولها.
ولذا يوصي العلماء بعدم اتباع هذه الحمية دون استشارة الطبيب وخصوصاً في حال كنت تعاني من مرض مزمن، و/أو كنت تتناول أي دواء على الإطلاق، فهناك الكثير من الأشياء التي تغير طريقة عمل الأدوية في أجسامنا، والتغذية هي بالتأكيد واحدة منها.
اقرأ أكثر عن اتباع نظام الكيتو في رمضان