بالرغم من أن احتواء الثوم على فوائد كثيرة، علاوةً على استخدامه كتوابل في أطباق معظم الثقافات، إلا أن الإفراط في تناوله ارتبط ببعض الآثار الجانبية؛ مثل تلف الكبد والغثيان والقيء وحرقة المعدة والإسهال والنزيف. في هذا المقال، نناقش الجانب الآخر؛ أضرار الثوم والآثار الجانبية لتناوله:
الثوم ورائحتة الكريهة
وفقاً لتقريرٍ أعده باحثين من عدة جامعاتٍ إيطالية، كانت روائح الفم والجسم الكريهة من أكثر الآثار الضارة المرتبطة بالثوم شيوعاً؛ إذ أنّ قلة النظافة الشخصية ليست السبب الوحيد لرائحة الجسم؛ حيث أن استهلاك الثوم قد يؤدي إلى فوحها أيضاً.
كما اتّضح أن رائحة الثوم تبقى في الفم لفترةٍ طويلة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة، ويعتقد بعض الخبراء أن المواد الكيميائية الموجودة في الثوم؛ والتي تساهم في رائحة الفم الكريهة، هي نفس المواد الكيميائية التي تجعله مفيداً أيضاً؛ لكن، ومع ذلك؛ يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة محرجة، وبالتالي؛ ربما تحتاج إلى التفكير مرتين قبل تناول الثوم؛ لكن يمكنك أيضاً اتخاذ الاحتياطات واستخدام بخاخ منعش للفم.
الثوم قد يسبب الغثيان والقيء والحموضة المعوية والإسهال
تشير الأدلة البحثية إلى أن تناول الثوم الطازج على معدةٍ فارغة قد يسبب الغثيان والقيء والحرقة؛ إذ ذكرت بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أيضاً أن تناول الثوم عن طريق الفم يمكن أن يسبب حرقة المعدة والغثيان، وقد يؤدي تناول الثوم الزائد أيضاً إلى الإصابة بما يسمى بـ«ارتجاع المريء» -أو مرض الجزر المعدي المريئي- لدى بعض الأفراد؛ لكن تبقى هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذا التأثير الجانبي للثوم.
كما وجدت بعض الدراسات الأخرى أن استهلاك الثوم الطازج الزائد يمكن أن يسبب الإسهال، وقد يرجع ذلك إلى كون الثوم يسبب نشوء الغازات.
مشاكل المعدة وعلاقتها مع الثوم
بحثت إحدى الدراسات اليابانية في منتجات الثوم المغلفة معوياً؛ وهي منتجات مغلفة بحاجز بوليمر لمنع التفكك في بيئة المعدة. نتج عن منتجات الثوم هذه عند تناولها، احمرار الغشاء المخاطي في المعدة؛ إذ تشير النتائج إلى أنه يجب توخّي الحذر قبل استخدام الثوم والمنتجات ذات الصلة؛ حيث قد يكون لها آثار غير مرغوب فيها على صحة المعدة.
وفي الواقع؛ على عكس الاعتقاد السائد؛ لا يوجد دليل مباشر يربط تناول الثوم بالوقاية من سرطان المعدة.
قد يخفض الثوم ضغط الدم بنسبة كبيرة
إذا كنت تتناول بالفعل أدويةً لارتفاع ضغط الدم، فقد يؤدي تناول الثوم إلى انخفاضٍ في ضغط الدم؛ إذ أظهرت الدراسات أن تناول مكملات الثوم يخفض مستويات ضغط الدم، وبالتالي؛ قد يكون تناول مكملات الثوم فكرةً سيئةً عندما تكون بالفعل تتناولت أدوية ضغط الدم، كما يمكن أن يؤدي تناول الثوم عن طريق الفم أيضاً إلى خفض ضغط الدم؛ لكن بشكلٍ متواضع.
قد يؤدي إلى تفاقم النزيف
قد يزيد الثوم من خطر النزيف، ومن ثم، يجب عدم تناوله مع أدوية منع تجلط الدم؛ مثل «الوارفارين»؛ خاصةً في حالة الثوم الطازج.
ومن الأفضل أيضاً التوقف عن تناول الثوم قبل 7 أيام على الأقل من الجراحة المجدولة؛ فللثوم تأثيراتٍ مضادة للصفيحات الدموية، وقد تزيد من النزيف أثناء الجراحة.
الثوم والتعرق
وفقاً لبعض الدراسات، قد يتسبب الثوم أيضاً في التعرق الغزير لدى بعض الأفراد، ومع ذلك؛ نحن بحاجةٍ إلى مزيد من البحث في هذا الصدد لمعرفة السبب الحقيقي الكامن وراء ذلك التأثير.
احذر الأكزيما أو الطفح الجلدي بسبب الثوم
قد يؤدي التلامس المطوّل مع الثوم إلى تهيّج الجلد؛ فبعض الإنزيمات المحددة في الثوم تؤدي إلى هذا التهيج. وفقاً للأدلة البحثية، يمكن أن تكون الأكزيما أيضاً إحدى الشروط المصاحبة لهذه الحساسية، ووفقاً لإحدى الدراسات؛ اتضح أن إضافة الثوم بشكلٍ متكرر إلى الوجبات المطهية يمكن أن تؤدي إلى طفح جلدي.
قد يتفاعل الثوم مع بعض الأدوية
وفقاً لدراسة واحدة فقط؛ وُجد أن الثوم يتفاعل مع الأدوية؛ مثل «كلوربروباميد»، و«فلوينديون»، و«ريتونافير»، و«وارفارين»، ولم يُعرف تماماً سبب هذه التفاعلات بعد.
الصداع أحد أضرار الثوم
الثوم؛ خاصةً عندما يؤخذ في شكله الخام، يمكن أن يسبب الصداع النصفي، وعلى الرغم من أنه لا يسبب الصداع النصفي بشكل مباشر؛ إلا أنه ينشط العملية المسؤولة عنه.
على الرغم من أن السبب الدقيق لذلك غير واضح؛ لكن يعتقد بعض الخبراء أنه قد يكون ذا صلةٍ بالعصب ثلاثي التوائم؛ مسار الألم الرئيسي في الجسم. قد يؤدي تناول الثوم إلى تحفيز هذا العصب على إطلاق جزيئات إشارات عصبية تسمى «الببتيدات العصبية»؛ التي تندفع إلى الغشاء الذي يغطي الدماغ فتسبب الصداع.
قد يسبب الثوم تغييرات في الرؤية
لقد وُجد أن الإفراط في تناول الثوم يمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى «التحدمية»؛ والتي تشير إلى نزيف داخل حجرة العين، في المسافة بين القزحية والقرنية تحديداً، وقد يؤدي تناول جرعات كبيرة من الثوم؛ وهو مضاد للتخثر، إلى حدوث التحدمية أو تفاقمها، وقد تتسبب التحدمية أيضاً في فقدان البصر بشكل دائم إذا ما طالت.
تشير الأدلة البحثية إلى بعض أضرار الثوم وآثاره الجانبية الأخرى أيضاً؛ فقد يؤدي الإفراط في تناول الثوم إلى فقدان الشهية، كما قد تؤدي الجرعات الزائدة من الثوم إلى حدوث أورام في الدم المتخثر داخل أنسجة الكلى، وحروق كيميائية في الفم، وتفاعلات حساسية مهددة للحياة، كما قد يسبب الثوم أيضاً حالة تسمى «الفقاع»؛ أحد أمراض المناعة الذاتية.
الثوم قد يسبب تلف الكبد
الاستهلاك المفرط للثوم قد يؤثر على الكبدن فعلى الرغم من أن الثوم النيء يحتوي على مضادات الأكسدة؛ إلا أن تناوله الزائد يمكن أن يؤدي إلى تسمم الكبد. وفقاً لدراساتٍ أُجريت على الفئران؛ أدى تناول الثوم بجرعاتٍ عالية -0.5 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم- إلى تلف الكبد، ومع ذلك؛ فإن الجرعات المنخفضة من الثوم -0.1 غرام إلى 0.25 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم- على أساس يومي تعدّ آمنةً للكبد.
في الختام؛ الثوم عنصر شائع في الطبخ، وله العديد من الخصائص الطبية، ومع ذلك؛ فإن أضرار الثوم وآثاره الجانبية الخطيرة التي لا تُحمد عقباها قد تطالك في حالة الاستهلاك المفرط منه، وبالتالي؛ تناول الثوم بكميات معقولة ضمن طعامك، وإذا كنت عرضةً للحساسية بسهولة، فاستشر طبيبك قبل تناول الثوم.