هل نحتاج حقاً إلى 3 وجبات طعام في اليوم؟

هل نحتاج حقاً إلى 3 وجبات طعام في اليوم؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ YARUNIV Studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعتبر تناول ثلاث وجبات في اليوم انتصاراً لدى البعض، فوفقاً لدراسة نشرها المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، انخفضت نسبة الأشخاص الذين يتناولون ثلاث وجبات يومياً بشكل ملحوظ من السبعينيات حتى عام 2010 من 73% حتى 59% عند الذكور، ومن 75% إلى 63% عند الإناث، وكان الفرق واضحاً بين الفترة ما قبل الثورة الصناعية وما بعدها.

ما يطرح السؤال التالي: هل يهم حقاً إذا كنا نتناول ثلاث وجبات أو وجبة واحدة أو ست وجبات حتّى؟ وإذا كان الأمر مهماً جداً فلماذا يكون صعباً للغاية؟ تجيب البروفيسورة إيمي بينتلي مؤرخة الطعام والباحثة في علوم التغذية والطعام في جامعة نيويورك الأميركية، كما تخبرنا ماريسا ميلوك الباحثة في علوم التغذية والمتخصصة في دراسة أنماط الإفراط في تناول الطعام كيف تحولت عاداتها الغذائية إلى الأفضل.

اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل الأغذية والوجبات للتغلب على نقص فيتامين د

لمَ ثلاث وجبات بالضبط؟

على الرغم من أننا نأخذ ذلك الآن كأمر مسلم به، فإن تقسيم النظام الغذائي اليومي إلى ثلاث وجبات لم يكن دائماً هو المعيار ولا يزال هذا النمط غير مُتبع في بعض الأماكن في العالم. حيث قالت بينتلي بهذا الخصوص: “قبل الثورة الصناعية، كان الناس في الولايات المتحدة الأميركية يميلون إلى تناول وجبتين كبيرتين فقط، ما يمد أجسامهم بالتغذية الكافية للعمل في المناطق الريفية في الهواء الطلق، أما في روما القديمة فكانت العادة أن يتناول الشخص وجبة واحدة كبيرة بالإضافة إلى وجبتين صغيرتين خفيفتين”.

وقالت ميلوك: “عدد الوجبات في اليوم نفسه ليس مفتاحاً، فكل شخص مختلف وهناك صراع مستمر وقائم حتى اللحظة حول عدد المرات التي يجب أن يأكل فيها الفرد يومياً”.

اقرأ أيضاً: من يقرر إن كنا جائعين أم لا؟ هل المعدة أم الدماغ؟

مع ذلك لم تأتِ التوصية بثلاث وجبات في اليوم من فراغ، فبحسب علوم التغذية والرياضيات، يقدر متوسط ​​حاجة الإنسان البالغ من الطعام بـ 2000 سعرة حرارية في اليوم، والتشجيع على تناول ثلاث وجبات يومياً ما هو إلا توصية عامة للتأكيد على الحصول على الطاقة التي نحتاجها بشكل كافٍ ومتسق.

أضافت ميلوك أن عدد الوجبات هو الأهم في تحقيق الاتساق المطلوب، إذ يمكن أن يؤدي تخطي وجبات الطعام والانتظار طوال اليوم لتناول وجبة نهاية اليوم وغيرها من أنماط الأكل غير المتسقة، إلى مجموعة من النتائج غير المقصودة من ارتفاع ضغط الدم إلى اضطراب مستويات سكر الدم.

كيف تعرف ما إذا كانت أنماط الأكل لديك صحية؟

تحدثت ميلوك عن وجود بعض الإشارات والأدلة التي يخبرنا جسمنا بها عند وجود اضطراب وتفاوت بين حاجتنا من الطعام وما نحصل عليه حقاً، وسلّطت الضوء على أن الشكوى من تقلبات مزاجية متكررة والغضب غير المفسر والنهم والرغبة الشديدة في تناول الطعام والجوع الذي لا يُخمد حتّى عند الشعور بالامتلاء، والشعور بالإلحاح لضرورة الأكل، ما هي إلا علامات شائعة تنبهنا بضرورة إجراء تقييم لأنماط الأكل الخاصة بنا وعلاقتنا مع الطعام.

المهم هو أن نعود أجسامنا على تناول عدد معين من وجبات في اليوم، إذ يساعد ذلك على ضبط إشارات الجسم واستخدام مقياس الجوع والامتلاء للحفاظ على جدول الطعام الذي يناسبك، بالإضافة إلى مراعاة تفضيلاتك الغذائية واحتياجاتك وقيمك الصحية. وأضافت ميلوك: “مفتاح معرفة توقيت الوجبة الأمثل لنفسك يتحقق بضبط نمط حياتك والإصغاء الجيد لما يخبرك به جسدك”.

اقرأ أيضاً: هل تعتبر وجبة الفطور هي الأهم حقاً؟

تحقق مع نفسك: توصيات أخصائية التغذية حول علاقتنا مع الطعام

يمكن أن يساعد أخصائي التغذية الخاص بك في إرشادك خلال هذه المرحلة، ولكن من المهم أن نعلم أنه لا يوجد نمط واحد يناسب الجميع بما يخص موعد تناول الطعام وعدد الوجبات.

وللمساعدة في ذلك، أدرجت لنا ميلوك مجموعة من الأسئلة التي توجهنا نحو فهم إشارات أجسامنا بشكل جيد وتحديد نمط التغذية الذي يناسبنا:

  • كيف تشعر عندما تتناول وجبة الإفطار والغداء والعشاء بشكل منتظم مقارنة بشعورك عندما تتخطى إحدى الوجبات؟
  • هل وجباتك الأساسية أو وجباتك الخفيفة تدعم حاجاتك حتى وجبتك التالية؟
  • عندما تمضي فترات طويلة من الوقت دون تناول وجبة كبيرة أو وجبة خفيفة هل تلاحظ أي تغييرات في تركيزك أو طاقتك أو مزاجك؟
  • هل تنتبه لوجود علامات جسدية عندما تشعر بالجوع وعندما تشعر بالشبع؟
  • هل هناك أي أنماط بارزة ومسيطرة في شهيتك للطعام؟
  • هل تحافظ شهيتك على نمط مستقر طوال اليوم أم تجد أنك تميل إلى تناول المزيد من الطعام في أوقات معينة من اليوم؟

ختاماً، أوضحت ميلوك أنه بالنسبة لها، كان تناول ثلاث وجبات في اليوم الطريقة الأكثر جدوى للوصول إلى احتياجاتها اليومية أثناء العمل من التاسعة إلى الخامسة، وذلك بالنظر إلى عدد المرات التي تشعر فيها بالجوع ومقدار ما تشعر بالراحة لتناوله في جلسة واحدة، فكان هذا ما يناسبها في الوقت الذي يشعر فيه البعض بأن تناول وجبتين كبيرتين أو تناول وجبات خفيفة من الصباح إلى المساء يناسبهم ويلبي احتياجاتهم.

اقرأ أيضاً: هل يجب عليك تناول وجبة الإفطار أم من الممكن تركها؟

وقالت: “هذا هو السبب في أن الثقة في جسم الفرد وضبطه أكثر أهمية من أي قاعدة نظام غذائي أو كتيب عن الصحة، إذ يمكن لدراسة علمية ما إن تقول بأن تناول 12 وجبة خلال اليوم هو الأفضل لطول العمر، ولكن في الواقع من منا يستطيع تطبيق ذلك؟”.