سواء كان صفيراً أو أزيزاً، كل شخص تقريباً على دراية بطنين الأذن العرضي. على سبيل المثال، ما تسمعه في أذنك بعد حفلة موسيقية صاخبة، أو إيقاف آلة ذات ضوضاء عالية جداً. وبينما يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم، يمكن أن يكون الطنين مزعجاً بشكل خاص عند محاولة النوم، وبغض النظر عن عدد أزواج سدادات الأذن التي تستخدمها، أو الوسائد التي تتراكم على رأسك، ستظل تسمعه. فما أسباب طنين الأذن عند النوم؟
طنين الأذن
في الواقع، طنين الأذن ليس صوتاً حقيقياً، وإنما هو الإدراك الواعي لصوت في إحدى الأذنين أو كلتيهما، دون أن يصدر فعلياً عن مصدر خارجي أو داخلي في الجسم. غالباً ما يكون مرتبطاً بالعمر، حيث نجده أكثر شيوعاً عند البالغين أو كبار السن.
يسمع المصابون بطنين الأذن مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك، الأزيز أو الصفير أو الهسهسة أو الهدير أو النقر، ويمكن أن تختلف في كل من حدة الصوت وشدته. وفقاً للأكاديمية الأميركية لعلم السمع (American Academy of Audiology) يصف نحو 1 من كل 4 أشخاص مصابين بطنين الأذن أصوات الطنين بأنها عالية.
قد تكون أعراض طنين الأذن دورية، أو يمكن أن تكون موجودة طوال الوقت بما في ذلك الليل، ما يتسبب في اضطرابات النوم. كما يمكن لضوضاء الطنين وحدها أن تبقيك مستيقظاً لساعات، بينما يُصعب القلق الذي يتسبب به طنين الأذن الدخول في حالة النوم. وهكذا يعيش من يعاني طنين الأذن في حلقة مفرغة، فالحرمان من النوم يمكن أن يجعل الطنين أسوأ، وهذا بدوره يجعل النوم أكثر صعوبة.
أنواع طنين الأذن
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لطنين الأذن، هي:
- الطنين النابض: يرتبط بالدورة الدموية، فهو دقات إيقاعية تتناسب مع نبضات قلب المرء.
- الطنين الموضوعي: وهو نوع الطنين الذي يمكن لأحد آخر، كالطبيب أو أخصائي السمعيات، سماعه بالإضافة للمصاب به.
- الطنين الذاتي: وهو النوع الأكثر شيوعاً، وفيه لا أحد يسمع الأصوات غير المرء.
أسباب طنين الأذن عند النوم
تجذب الأصوات انتباه دماغنا بشكل دائم، فيلتقطها ويعمل على إدراكها. يساعد هذا الإدراك للأصوات في توجيه الدماغ للجسم استعداداً لمواجهة المحيط ضد أي خطر. ولكن عندما تصمت هذه الأصوات، سيحاول الدماغ ملء الفراغ بأحاسيسه، فيخلق ضوضاء غير حقيقية. إذاً، يمكن القول إن هدوء الليل يتسبب بالإصابة بطنين الليل.
أسباب طنين الأذن
يمكن أن تكون لطنين الأذن أسباب مختلفة، مثل:
- نقص المدخلات السمعية: أي كلما كنت في بيئة أكثر هدوءاً، كنت أكثر عرضة للدخول في نوبة طنين.
- الأدوية: وفقاً لمركز مساعدة فقدان السمع (Center for Hearing Loss Help)، تتسبب بعض الأدوية، والتي يُقدرعددها بنحو 657 نوعاً، بطنين في الأذن كأحد الأعراض الجانبية المحتملة، ومنها:
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل إيبوبروفين وأدفيل وموترين.
- مضادات الاكتئاب مثل سيليكسا، وهو مثبط امتصاص السيروتونين الانتقائي (SSRI).
- الأسبرين.
- خافض الضغط نورفاسك.
- إنتاج الصملاخ: الصملاخ هو شمع الأذن. عندما يتراكم الصملاخ في الأذن ويتجمد، فإنه يلتقط اهتزازات أجسامنا، والتي تكون أكثر وضوحاً في الليل بسبب نقص المدخلات السمعية. يمكن أن يشمل هذا اندفاع الدم في الشرايين السباتية، أو الاهتزازات التي ترسلها نبضات القلب.
- اضطراب المفصل الفكي الصدغي: يشترك الفك أو المفصل الصدغي الفكي (TMJ) في الأعصاب والأربطة مع الأذن الوسطى، فأي مشكلات أو اضطرابات فيه تتسبب بألم في الأذن يترافق مع الطنين.
- أمراض: مثل الرشح أو مرض مينيير (Meniere)، وهو اضطراب في الأذن الداخلية ناتج عن ضغط السوائل غير الطبيعي.
- خلل وظيفي في قناة استاكيوس (النفير): وهي القناة التي تصل البلعوم بالأذن الوسطى، وتحافظ على ضغط الهواء على جانبي غشاء الطبل. وأي خلل قد يصيبها، يمكن أن يؤدي للإصابة بالطنين.
اقرأ أيضاً: نتيجةً لتراكمية تأثير الضوضاء: حماية السمع ليست أمراً يستهان به
كيف يتسبب طنين الأذن باضطرابات النوم؟
وفقاً لدراسة بحثية نُشرت في دورية اتصالات الدماغ (Brain Communications)، يمر الجسم بمراحل متعددة للنوم، لعل أهمها هو النوم العميق أو "نوم الموجة البطيئة"، وهي من أهم مراحل النوم للاعتقاد بأنها المرحلة التي تسمح للخلايا العصبية من التعافي من البلى والتمزق اليومي، بالإضافة لدورها في تعزيز الذاكرة.
اقرأ أيضاً: لماذا تحتاج الأدمغة إلى النوم؟
أفاد الباحثون أنه خلال النوم العميق ينتج الدماغ أنواعاً مختلفة من نشاط الموجات التي تنتشر ببطء ذهاباً وإياباً عبر الدماغ، ما يؤدي إلى تنشيط بعض مناطق الدماغ مثل تلك المرتبطة بالذاكرة ومعالجة الأصوات. بشكل عام، يكون النشاط أكثر وضوحاً في المناطق التي نستخدمها كثيراً أثناء اليقظة، مثل تلك المسؤولة عن الوظيفة الحركية والبصر.
لكن في بعض الحالات، تُصاب بعض مناطق الدماغ بفرط نشاط أثناء النوم العميق، ما يسبب اضطرابات مثل المشي أثناء النوم، وهو ما قد يكون مشابهاً لما يحدث للمصابين بطنين الأذن.
يعتقد الباحثون في الدراسة أن بعض مناطق الدماغ تبقى مستيقظة أثناء النوم العميق، ما يتسبب باضطرابات النوم والذعر الليلي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن. علاوة على ذلك، فإن طنين الأذن يمنع الدماغ من إنتاج الموجة البطيئة اللازمة للنوم العميق، وبالتالي قد يقضي المصابون بطنين الأذن وقتاً أطول خلال مرحلة النوم الخفيف، أي يعانون من النوم الخفيف والمتقطع.
اقرأ أيضاً: ما أنماط النوم المفيدة للصحة؟
إذاً، إن كنت تعاني من أعراض طنين مستمرة أثناء النوم أو الاستيقاظ، فمن المهم أن تسعى للحصول على رعاية طبية من أخصائي رعاية صحية، للحصول على التشخيص المناسب، وتحديد خيارات العلاج المتاحة لك.