يتطور إلى أخطر من ذلك: دليلك للتعرف على التهاب المعدة

3 دقائق
الصورة: بيكسلز

التهاب المعدة هو التهاب يصيب البطانة الواقية للمعدة، قد يحدث فجأةً أو ببطء، فيكون حاداً أو خفيفاً. يمكن أن تؤدي إليه عدة أسباب مختلفة؛ لكن الأعراض التي تظهر واحدة، وإن تُرك دون علاج، فقد يتسبب في أمراض أخرى، وربما يؤدى إلى سرطان المعدة.

ما هو التهاب المعدة؟

التهاب المعدة مصطلح عام لمجموعة من الحالات تتسبب في شيء واحد هو التهاب بطانة المعدة. غالباً ما يحدث نتيجة عدوىً بجرثومة المعدة التي تسبب القرحة، ويمكن أن يساهم الاستخدام المفرط لبعض مسكنات الألم وتناول الكثير من الكحول في الإصابة به.

قد يحدث التهاب المعدة فجأةً، ويُعرف عندها بالتهاب المعدة الحاد، أو يتطور ببطء بمرور الوقت ويعرف في هذه الحالة بالتهاب المعدة المزمن. بالإضافة إلى ذلك؛ يوجد شكل أقل شيوعاً من التهاب المعدة يسمى التهاب المعدة التآكلي، وهو عادةً لا يسبب الكثير من الالتهابات؛ ولكن يمكن أن يؤدي إلى نزيف وتقرحات في بطانة المعدة. مع ذلك؛ بالنسبة لمعظم الناس، فإن التهاب المعدة ليس خطيراً ويتحسن بسرعة بالعلاج.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب حرقة المعدة المزعجة؟

أسباب التهاب المعدة

إن أي عامل يؤدي إلى الضعف في بطانة المعدة، يسمح للعصارات الهضمية بإلحاق الضرر بها والتهابها؛ مما يؤدي إلى التهاب المعدة، وما يزيد من خطر الإصابة هو وجود بطانة معدية رقيقة أو تالفة. 

توجد عدة عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المعدة؛ تشمل هذه العوامل:

  • العدوى بجرثومة المعدة المعروفة باسم الملوية البابية؛ وهي نوع من الجراثيم يصيب بطانة المعدة، ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الطعام أو الماء الملوثين. 
  • تناول الكحول بإفراط؛ مما يؤدي إلى تهيج بطانة المعدة وتآكلها.
  • العمر؛ حيث تضعف بطانة المعدة مع التقدم في العمر، كما أن كبار السن أكثر عرضةً للإصابة بجرثومة المعدة، وتزيد لديهم اضطرابات المناعة الذاتية.
  • الأدوية؛ وخاصةً مسكنات الألم غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين والإيبوبروفين، فهي تتسبب في تقليل نسبة مادة أساسية مسؤولة عن الحفاظ على بطانة المعدة.
  • اضطرابات المناعة الذاتية؛ وفيها يهاجم الجهاز المناعي خلايا بطانة المعدة؛ وخاصةً عند الأشخاص المصابين بإحدى أمراض المناعة الذاتية أو داء السكري من النوع الأول، أو الذين يعانون من نقص في فيتامين ب 12.
  • الإجهاد الناجم عن إصابة شديدة أو مرض أو جراحة.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض كرون.
  • أسباب أخرى مثل تعاطي الكوكايين، أو التدخين، أو الإصابة بعدوى فيروسية، تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المعدة. 

اقرأ أيضاً: جرثومة المعدة: المتهم الأول في سرطان المعدة

أعراض التهاب المعدة

علاج عسر الهضم، أعراض التهاب المعدة والقولون
Shutterstock.com/Tero Vesalainen

مهما كان نوع أو سبب التهاب المعدة؛ تكون الأعراض متشابهة، وتشمل:

  • الغثيان.
  • الإقياء.
  • عسر الهضم.
  • شعور بالامتلاء في الجزء العلوي من البطن، خاصة بعد تناول الطعام.
  • حرقة أو ألم في الجزء العلوي من البطن قد يزداد سوءً أو يتحسن مع تناول الطعام.

في حال الإصابة بالتهاب المعدة التآكلي، يُضاف إلى تلك الأعراض البراز الأسود القطراني، والقيء المُدمى.

تشخيص الإصابة بالتهاب المعدة

يجري الطبيب الفحوصات الجسدية اللازمة، مع السؤال عن الأعراض وعن إصابة أحد أفراد العائلة بهذا المرض. ولتأكيد الإصابة؛ قد يطلب الطبيب ما يلي:

  • إجراء اختبارات التنفس والدم والبراز للتحقق من وجود جراثيم الملوية البوابية.
  • تصوير الجهاز الهضمي بالأشعة السينية؛ وذلك بعد تناول المريض لمحلول الباريوم، فهو يساعد في جعل القرحة أكثر وضوحاً.
  • التنظير الداخلي للتحقق من وجود التهاب؛ وذلك بإدخال أنبوب طويل ينتهي بعدسة كاميرا صغيرة؛ مما يسمح للطبيب برؤية المريء والمعدة، وأخذ عينة صغيرة أو خزعة من بطانة المعدة إذا وجد أي شيء غير عادي أثناء الفحص، لإجراء بعض الاختبارات عليها.

علاج التهاب المعدة

علاج عسر الهضم
Shutterstock.com/Natali _ Mis

بعد تحديد سبب الحالة، تبدأ مرحلة العلاج -الذي قد يكون بسيطاً أو معقداً- باستخدام عدة أدوية؛ لكن العلاج ممكن في جميع الحالات:

التوقف عن تناول مسببات الالتهاب

التهاب المعدة الناجم عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأدوية الأخرى، يكون بتجنب تلك الأدوية فقط، وإذا كان ناجماً عن تناول الكحول أو التدخين يكون العلاج بالابتعاد عنهما أيضاً.

المضادات الحيوية

تناول المضادات الحيوية إذا كان الالتهاب ناجماً عن جرثومة المعدة؛ من هذه المضادات الكلاريثروميسين والأموكسيسيلين والفلاجيل.

مثبطات مضخة البروتون

تعمل الأدوية التي تسمى مثبطات مضخة البروتون، عن طريق منع الخلايا من إفراز حمض المعدة؛ ومنها الأوميبرازول و اللانسوبرازول و الإيسوميبرازول. يجب تجنب تناول هذه الأدوية لمدة طويلة فقد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بكسور العمود الفقري والورك والرسغ والفشل الكلوي.

الأدوية التي تقلل إنتاج الحمض

تقلل بعض الأدوية من كمية الحمض التي تفرزها المعدة؛ ومنها الفاموتيدين. تخفف هذه الأدوية من آلام التهاب المعدة وتسمح لبطانة المعدة بالتعافي.

مضادات الحموضة

قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات الحموضة للتسكين السريع لآلام التهاب المعدة. يمكن لهذه الأدوية أن تُبعد الحمض عن جدار المعدة؛ لكنها قد تسبب الإسهال أو الإمساك.

إذا تُرك التهاب المعدة دون علاج، فقد يؤدي إلى حدوث نزيف في المعدة بالإضافة إلى القرحة، ويمكن أن تزيد أنواع معينة من التهاب المعدة من خطر الإصابة بسرطان المعدة؛ خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ترقق بطانة المعدة.

اقرأ أيضاً: ألم وتشنجات: دليلك الشامل لالتهاب المعدة والقولون العصبي