القهوة والشاي قد يقللان خطر الإصابة بالخرف

2 دقائق
القهوة والشاي والإصابة بالخرف
حقوق الصورة: بيكسلز.

قد يقلل تناول كميات معتدلة من القهوة والشاي من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف، وذلك وفقاً لدراسة جديدة.

أجرى الباحثون دراسة استقصائية على 365682 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 50 و 74 عاماً، وسألوا المشاركين عن كمية الشاي أو القهوة التي يشربونها كل يوم. ثم تتبع الفريق الحالة الصحية لكل مشارك لأكثر من عقد. في نهاية فترة الدراسة، كان هناك 5079 حالة خرف و 10053 حالة سكتة دماغية بين المشاركين، وذلك بناءً على سجلات المستشفيات. كان المشاركون الذين شربوا من كوبين إلى 3 أكواب من القهوة أو 3-5 فناجين من الشاي يومياً، أو مزيجاً من 4 إلى 6 فناجين من القهوة والشاي، أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف.

القهوة والشاي يقللان خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف ولكن إلى حد معين

 تمتّع المشاركون الذين يشربون القهوة والشاي بانخفاض في خطر الإصابة بالخرف بنسبة 28%، وانخفاضاً في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 32%، وذلك مقارنة بالذين لا يشربون هذين المشروبين. نُشرت الدراسة الجديدة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني في دورية «بي أو إل إس الطبية» (PLOS Medicine).

كتب الباحثون في الدراسة: «تبين نتائج دراستنا أن الاستهلاك المعتدل للقهوة والشاي بشكل إفرادي أو معاً يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف».

على الرغم من الارتباط الإحصائي بين تناول القهوة والشاي وانخفاض خطر الإصابة بالسكتة والخرف، إلا أن البحث الجديد لم يثبت أي نوع من الارتباط السببي. قال «لي إتش. شوام»، رئيس اللجنة الاستشارية لجمعية السكتة الدماغية الأميركية ورئيس قسم طب الأعصاب الوعائي في مستشفى ماساتشوستس العام، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لا يمكننا أن ندّعي وجود علاقة سببية ونقول 'إن شرب المزيد من القهوة أو الشاي مفيد للدماغ'»، وأضاف: «ما يمكننا قوله فقط هو أنه في هذه الدراسة، كان الأشخاص الذين أبلغوا عن تناول القهوة أو الشاي باعتدال أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف خلال فترة متابعة الدراسة التي دامت 10 سنوات».

اقرأ أيضاً: مخاطر أقل للقلب: الفوائد الصحية لشرب القهوة المعتدل

قصور في الدراسة نفسها

تعاني الدراسة الجديدة الكثير من الإشكاليات الإضافية، والتي يعترف المؤلفون بوجودها في ورقتهم البحثية. مثلاً، يجب الانتباه إلى أن الفريق جمع بيانات حول استهلاك القهوة والشاي المبلّغ عنها ذاتياً فقط في بداية الدراسة (أي التي تُنقل عن المشاركين أنفسهم). لم تُجمع المزيد من البيانات من الأشخاص الذين غيروا مدخولهم من القهوة خلال فترة الدراسة ولو قليلاً.

وأيضاً، يمكن أن تكون هذه البيانات المبلّغ عنها ذاتياً مقاييساً غير دقيقة، وذلك لأن المشاركين قد يخطئون في تذكر عدد الأكواب التي يشربونها، كما يمكن أن يختلف تعريف «الكوب» من مشارك لآخر. انتمى المشاركون أيضاً لمجموعة سكانية متجانسة، إذ كان معظمهم من سكان المملكة المتحدة البيض الذين يعيشون في مناطق لا تعاني من درجات عالية من الحرمان الاجتماعي الاقتصادي.

هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث تشير إلى أن استهلاك كمية منخفضة إلى معتدلة من الكافيين مفيد للصحة. بينت دراسات سابقة أن استهلاك الكافيين، وهو المركب المنشطّ ذو التأثير النفسي الموجود في الشاي والقهوة، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وبمرض ألزهايمر. كما يرتبط استهلاك الكافيين بانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب ومرض باركنسون. مع ذلك، لا تزال الفوائد الصحية للقهوة محط جدل، خاصة عند استهلاكها بكميات كبيرة.

وفقاً لما قاله «كيفن ماكونواي»، إحصائي في الجامعة المفتوحة في إنجلترا، لصحيفة «ذا غارديان»، لا يمكن تعميم الارتباط الذي حاول الباحثون إثباته في الدراسة بين خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف من جهة وشرب القهوة أو الشاي من جهة أخرى. قال ماكونواي: «بعد تجاوز الاستهلاك درجة معينة، يبدأ خطر الإصابة بهذه الحالات في الزيادة مرة أخرى حتى تصبح أعلى من الخطر الذي يتعرض له الأشخاص الذين لم يشربوا الشاي أو القهوة خلال فترة الدراسة.

... بمجرد أن يصل استهلاك القهوة إلى 7 أو 8 أكواب في اليوم، يصبح خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أكبر من خطر إصابة الأشخاص الذين لم يشربوا القهوة، وأعلى بكثير من الخطر الذي يتعرض له أولئك الذين شربوا فنجانين أو 3 فناجين في اليوم». رغم أن الكافيين يعمل بشكل رائع كمنشّط صباحي، كن حذراً من الادعاءات المبالغ بها التي من شأنها أن تعظّم فوائده الصحية.