يتمدد الرحم خلال الحمل لاستيعاب نمو الجنين، إذ يصل في أشهر الحمل الأخيرة إلى أعلى البطن ما يُشعر الحامل بحمولة إضافية من الضيق والثقل وتحجر البطن. وبشكل عام، تتباين أسباب تحجر بطن الحامل وخاصة في أشهر الحمل الأخيرة بين الأسباب الطبيعية وتلك التي تحمل بعض الخطورة.
بالنسبة لمعظم الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قد لا تشعر الحامل بفرق كبير عن الحالة الطبيعية، ويقتصر الأمر على كبر حجم البطن مع بقائه ليناً، وإن وجدت أي شكاوى فإنها تشابه تلك التي ترافق الدورة الشهرية أو تلك التي تحدث نتيجة تهيج الأمعاء بعد تناول وجبة كبيرة. والسبب هو أن الجنين ما زال صغير الحجم ويزن ما يعادل نصف أونصة مع طول يعادل 5 سنتيمترات. كما أن الرحم خلال أشهر الحمل الأولى يبقى مُحتَضناً في الحوض ومحمياً بعظامه القوية ولا يصل إلى أعلى البطن مسبباً أي أعراض تحجر فيه.
اقرأ أيضاً: متى يشكل المغص خطراً حقيقياً على الحامل؟ وما أسباب حدوثه؟
لمَ يحدث تحجر البطن في الشهر التاسع من الحمل؟
أحد أسباب حدوث تحجر البطن المرافق لاقتراب موعد الولادة هو حدوث انقباضات تُسمى "تقلصات براكستون هيكس"، والتي تسبب إحساساً متكرراً بالضيق، ومع ذلك تعتبر هذه الانقباضات طبيعية وما هي إلا تحضير لتقلصات المخاض لهذا السبب يُطلق عليها أيضاً اسم "الانقباضات التدريبية"، وهي بطبيعتها غير منتظمة ولا تسبب ألماً شديداً كالذي يحدثه المخاض الحقيقي، إلا أن هذه الانقباضات تساعد بشكلٍ أو بآخر في تحضير الرحم.
من جهة أخرى، يتوجب دائماً التوجه لمقدم الرعاية الصحية في حال كانت الحامل تعاني من ألم حاد أو نزيف مرافق لهذه الانقباضات أو عند حدوث ألم لا يتوقف بعد 30-60 دقيقة، والتي بدورها قد توجه لحدوث الولادة المبكرة أو قد تشير إلى حالة صحية مثل تسمم الحمل أو انفصال المشيمة.
كما يمكن أن يحدث تحجر البطن أيضاً لأسباب بسيطة مثل تراكم الغازات في الأمعاء، إذ تعتبر هذه الحالة الصحية مرافقة بشكل وثيق للحمل نتيجةً لحدوث التغيرات الهرمونية التي تبطئ من معدل مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، فينجم عن الوتيرة البطيئة بقاء الطعام مدة أطول في الأمعاء، ما يمنح البكتيريا التي تستوطنها مزيداً من الوقت لإنتاج الغازات ومراكمتها، والذي بدوره يسبب حدوث تحجر في البطن.
اقرأ أيضاً: كيف يتم علاج هبوط الضغط عند الحامل؟ وما أسبابه؟
بأي فترة من الحمل يبدأ تحجر البطن بالظهور؟
هذا يختلف، ولكن عادةً ما يبدأ تحجر البطن بالظهور خلال الأسبوع الـ20 من الحمل، أي بحلول الثلث الثاني أو الثلث الثالث من الحمل مع نمو الرحم، كما تتمدد العضلات والأربطة حول الرحم أيضاً، ما قد يزيد من شدة تحجر البطن نتيجة حدوث تقلصات خفيفة.
من جهة أخرى، لا يعتبر تحجر البطن نتيجة حتمية عند جميع الحوامل، وذلك نتيجة اختلاف بنية أجسامهن، إذ يؤدي كل من الطول والبدانة والكتلة العضلية دوراً في ذلك. حيث تتمتع النساء طويلات القامة بمساحة رأسية أكبر لاستيعاب نمو رحمهن المتنامي وكذلك النحيلات.
كيف يمكن علاج تحجر البطن بطرق طبيعية؟
يساعد شرب الماء والحفاظ على رطوبة الجسم في تقليل الشعور المزعج المرافق لتحجر البطن، كما يمكن تجربة المشي وتحريك الجسم، فقد تساعد وضعيات معينة في تحقيق استرخاء البطن، ويُنصح بتجنب النهوض بسرعة عند الاستلقاء بالسرير أو بعد الوقوف.
من جهة أخرى، يحقق الحصول على تدليك أثناء الحمل إرخاء العضلات ويعزز الشعور بالاسترخاء ما قد يقلل الأعراض، والأمر سيان عند استخدام وسادات التدفئة الساخنة أو عند أخذ حمام بالماء الدافئ.
اقرأ أيضاً: هل تضر المشروبات الغازية بصحة الحامل؟
متى يكون تحجر البطن حالة خطيرة؟
من المتوقع زيادة الشعور بحدوث تحجر البطن وعدم الراحة كلما اقتربت الحامل من الولادة وخاصة عندما تدخل في الأسبوع الـ37 من الحمل، لكن على الحامل التواصل مع مقدم الرعاية الصحية حالاً في الحالات التالية:
- الشكوى من انقباضات مؤلمة لا يمكن التنفس بشكل جيد أو التحدث عند حدوثها.
- عودة الانقباضات المؤلمة بفارق أقل من 5 دقائق على مدار ساعة كاملة.
- حدوث نزف مهبلي مشابه لنزيف الدورة الطمثية.
- الشعور بضعف في حركة الجنين.
- تمزق الأغشية أو "نزول ماء الرأس".