يعتبر الكثيرون أن شعور الانتظار للشفاء من كسر العظام هو أحد أسوأ المشاعر التي قد يواجهها المريض، خصوصاً عندما يكون هذا الشخص رياضياً أو نشيطاً في حياته أو يعتمد عمله على الحركة، لذا يحتاج هذا الشخص لتسريع عملية الشفاء لكي يعاود أنشطته التي توقفت، ولكي تُسرّع هذه العملية يجب فهم آلية جبر الكسور والعوامل المؤثرة عليها والقيام بعدة تدابير تعزز هذه العملية.
اقرأ أيضاً: قد يكون هناك ما هو أفضل من الكالسيوم للوقاية من كسور العظام
الكسور العظمية أكثر شيوعاً مما سبق
تشير التقديرات المنشورة في دورية أرشيف هشاشة العظام من قبل إلين هيرنلوند وزملائها عام 2013، إلى أنه بحلول عام 2025، من المتوقع حدوث 13.5 مليون كسر عظمي ناجم عن الهشاشة والسقوط في جميع أنحاء العالم كل عام، وعادةً ما يصاب الشخص بكسر عظمي واحد على الأقل طيلة فترة حياته. كل هذا يستدعي معرفة آلية علاج الكسور وكيفية تسريعها بالطرق المناسبة.
عملية التئام الكسور
لكي تلتئم الكسور العظمية لا بُدّ أن تمر بعدة مراحل مختلفة بالترتيب التالي:
المرحلة الالتهابية
وتستغرق مدة تتراوح بين الساعات وصولاً لبضعة أيام، حيث تؤدي العظام المكسورة إلى تمزق الأوعية الدموية في منطقة الكسر، ويتشكل مكانها ورم دموي، فينتج تفاعلاً التهابياً يفرز عدة وسائط التهابية، وتنشأ أنسجة ليفية وعائية تشكل وسطاً لتكوين العظام ونسيجاً أولياً ليفياً يدعى الدشبذ أو الكالس (callus).
مرحلة الترميم
وتستغرق أياماً إلى أسابيع لكي تتم، وتتكون فيها كتلة سميكة من الدشبذ حول نهايات العظام والورم الدموي، وتكون أقل صلابة من العظام لكنها متينة بما يكفي للقيام بوظيفتها، وتتراكم الخلايا المكونة للعظام التي تدعى بانيات العظام إلى المنطقة المصابة، وتزداد صلابة الدشبذ الغضروفي تدريجياً.
مرحلة إعادة البناء أو إعادة التشكيل
وتستغرق بضعة أشهر أو سنوات، وتعد هذه المرحلة الأطول، حيث تتم إزالة الدشبذ الغضروفي وتبدأ عملية التعظم، ويتشكل العظم الجديد فيبدو العظم ناعماً وطبيعياً عند تصويره بالأشعة السينية. وعلى الرغم من ظهور انتفاخ في منطقة الكسر، تقوم خلايا تدعى ناقضات العظام بالتهام النتوءات تدريجياً ليكتسب العظم شكله الطبيعي.
كيف يمكن تسريع عملية التئام الكسور؟
توجد عدة أساليب وعوامل تساعد على تسريع عملية التئام الكسور وأهمها ما يلي:
النظام الغذائي المحفّز للشفاء
لتسريع عملية الشفاء، يمكن أن يلتزم المصابون بحمية غذائية غنية بالكالسيوم وغيره من العناصر التي تسهم في التئام العظام، ومن أهمها الأغذية التالية:
- اللبن والجبن ومنتجات الألبان الأخرى.
- الخضروات الورقية الخضراء.
- فول الصويا.
- التوفو.
- المكسرات.
- الخبز وكل ما يُصنع من الدقيق المدعم.
- السمك.
وبالمقابل تعتبر الأطعمة المعالجة والتي تحتوي على السكر والملح الزائدين سبباً في تأخر التئام العظام وزيادة الهشاشة العظمية.
اقرأ أيضاً: ماذا تفعل إذا تعرّضت لكسر في الساق في مكان لا يوجد فيه أحد
تناول الفيتامينات والمعادن
يمكن للمكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن أن تسهم أيضاً في تسريع عملية الشفاء، ونذكر منها ما يلي:
- الزنك: يدخل في عمل الإنزيمات وتشكيل الدشبذ.
- النحاس: يعد عنصراً مساعداً في تركيب كولاجين العظام المهم لعملية الشفاء.
- الكالسيوم والفوسفور: وهي المعادن الرئيسية المكونة للعظام.
- السيليكون: وبشكل خاص السيليكون النشط بيولوجياً الذي يدخل عملية تخليق كولاجين العظام.
- فيتامين سي: له دور أساسي في تكوين كولاجين العظام.
- فيتامين د: يعتبر المنظم الأساسي لامتصاص الكالسيوم والتئام الكسور.
- فيتامين ك: يسهم في الحفاظ على الكالسيوم في الجسم.
- فيتامين ب 6: تم ربطه بالتئام الكسور وتقوية العظام.
التثبيت الجيد
تعد عملية تثبيت العظام ومنع طرفي العظم المكسور أو شظاياه من الحركة أحد أهم عوامل الشفاء السريع وعدم تشوّه العظم الملتئم، وقد تتضمن عملية التثبيت هذه الجبيرة الاعتيادية وفي بعض الحالات يتم استخدام البراغي والأسلاك والصفائح الخارجية أو الداخلية للحفاظ على العظم في مكانه ومنعه من الحركة، وهناك حالات لا تستدعي التدخل الجراحي، بينما غيرها تتطلب جراحة خاصة سواء لتثبيت العظام أو لإصلاح أضرار الأوعية الدموية تبعاً لموقع الكسر ونوعه.
تجنب العوامل التي تبطئ عملية التئام الكسور
توجد عدة عوامل تؤثر سلباً على عملية التئام الكسور، لذا من المفضل تجنبها، وتضم ما يلي:
- وجود تلف في العضلات والجلد والأعصاب في منطقة العظم المكسور، ما يعيق عملية الشفاء.
- نقص الفيتامينات والكالسيوم.
- وجود حالة طبية مثل هشاشة العظام أو تكوّن العظم الناقص أو السكري أو فقر الدم.
- أخذ بعض الأدوية مثل الستيروئيدات القشرية.
- شرب الكحول.
- تدخين السجائر.
- الضغط أو الوقوف أو استخدام الطرف المكسور بعد أسابيع من وضع الجبيرة.
اقرأ أيضاً: 4 كسور شائعة عند الأطفال وكيفية تقديم الإسعافات الاولية بأمان
قد لا تكون السرعة في الشفاء مفيدة دائماً، فهناك بعض الأمور التي تستغرق وقتاً لكي تتم بشكل جيد، إذ تستغرق عملية التئام العظام بشكل تام سنة كاملة، لكن من المفيد أن نساعد جسمنا على التعافي بشكل أفضل وتقصير هذه المدة نسبياً لكي نعود إلى أنشطتنا وفعاليتنا بصحة جيدة وعظام قوية.