الجيوب الأنفية هي مساحات مملوءة بالهواء داخل الجبهة وعظام الوجنتين وبين العينين وخلف جسر الأنف وعلى طول مؤخرة الرأس، وعندما تلتهب بسبب رد فعل تحسسي أو مرض أو نزلة برد، فإنها تنتفخ وتنتج المزيد من المخاط، فيسبب ضغطها انسداداً في قنوات التصريف الأنفية؛ مما يؤدي إلى ألمٍ يشبه ألم الصداع في الرأس والأنف والوجه.
أعراض صداع الجيوب الأنفية
يتجلى هذا النوع من الصداع بألم عميق ومستمر في عظام الوجنتين أو الجبهة أو جسر الأنف، ويزداد الألم عادةً عند تحريك الرأس فجأةً أو التعرض للتوتر. وفي الوقت نفسه؛ قد تكون هناك أعراضاً أخرى لالتهاب الجيوب الأنفية مثل:
- سيلان الأنف.
- الشعور بامتلاء الأذنين.
- الحمى.
- تورّم في الوجه.
غالباً ما يتم الخلط بين صداع الجيوب الأنفية وأنواع أخرى من الصداع المتكرر؛ مثل الصداع النصفي أو صداع التوتر. ونظراً لأن العلاج الذي تحتاجه يعتمد على نوع الصداع الذي تعاني منه، فمن المهم معرفة ما إذا كانت أعراض صداعك ناتجةً عن التهاب الجيوب الأنفية، فإذا كان انسداد الجيوب الأنفية هو السبب حقاً، فمن المحتمَل أن تُصاب بالحمى.
اقرأ أيضاً: أخيراً: دواء يقي من الصداع النصفي بدلاً من مجرد علاجه
أسباب صداع الجيوب الأنفية
غالباً ما يكون صداع الجيوب الأنفية من أعراض التهاب الجيوب الأنفية؛ حيث تلتهب الجيوب الأنفية بسبب الحساسية أو مسببات أخرى مثل العدوى. وقد ينتج صداع الجيوب الأنفية أيضاً عن الحساسية الموسمية التي تستمر لفترة طويلة من الزمن؛ وهذا ما يسمى التهاب الأنف أو «حمى القش»، كما يمكن أن تؤدي عدوى الجيوب الأنفية وانسدادها أيضاً إلى صداع الجيوب الأنفية.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب الشتاء: تعرف على الفرق بين الزكام والإنفلونزا
كيف أتخلص من صداع الجيوب الأنفية؟
يمكن للطبيب عادةً معرفة ما إذا كانت الجيوب الأنفية مسدودةً بناءً على الأعراض التي يصفها المريض والفحص البدني؛ ولكن في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة للّجوء إلى التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
في حين أن بعض العلاجات الدوائية التي لا تستلزم وصفةً طبيةً يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض؛ إلا أن هناك أيضاً العديد من العلاجات الطبيعية الفعالة؛ أبرزها:
استنشق البخار
يمكن للهواء الجاف والجيوب الأنفية الجافة أن يزيدا من ضغط الجيوب الأنفية؛ مما يسبب الصداع والألم النابض. يضيف البخار الرطوبة إلى الهواء؛ وهذا يساعد على ترطيب ممرات الجيوب الأنفية، ويخفف من المخاط الذي قد يتكاثف بمرور الوقت. خذ حماماً ساخناً واستنشق البخار لتقليل الضغط، كما يمكنك أيضاً استخدام جهاز ترطيب لمزيد من الراحة على المدى الطويل.
للحصول على مساعدة إضافية؛ أضف زيت الكافور إلى حمامك لتسريع عملية الشفاء؛ إذ يحتوي الكافور على مادة الـ«سينيول»؛ وهي عنصر معروف بتسريع الشفاء من التهاب الجيوب الأنفية الحاد، كما قد يساعد الزيت أيضاً في تقليل احتقان الأنف وتنظيف المسارات الأنفية.
اسمح للمياه المالحة بالتدفق
العلاج الشائع لضغط الجيوب الأنفية واحتقانها هو الغسيل بمحلول ملحي؛ إذ يحتوي بخاخ المحلول الملحي على ملح يساعد على زيادة الرطوبة في أنفك وتقليل ضغط الجيوب الأنفية. يمكنك شراء رذاذ المحلول الملحي من الصيدليات، أو يمكنك صنع رذاذ خاص بك باستخدام صودا الخبز والماء المقطر والملح الخالي من اليود.
نَل قسطاً من الراحة
يمكن أن يساعد النوم الجيد ليلاً الجسم على الشفاء؛ إذ يحفز النوم عقلك على إفراز الهرمونات التي تحفز نمو الأنسجة، كما أن جسمك يكون قادراً على إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء الضرورية لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا الأخرى عندما تكون في حالة راحة.
حاول أن تتجنب الأنشطة أو المشروبات التي تُفرط في التحفيز قبل النوم، لأن السماح لجسمك بالراحة يمكن أن يساعد على تقليل ضغط الجيوب الأنفية، وتسريع وقت الشفاء، وجعلك تشعر بمزيد من الانتعاش. يمكنك الاستعانة بمساعِدات النوم الطبيعية إذا كنت بحاجة إلى بعض المساعدة الإضافية.
أبقِ مستوى رأسك أعلى من جسدك
كما أن النوم ضروري للشفاء، فكيفية النوم يمكن أن تخفف من أعراض التهاب الجيوب الأنفية. يمكن أن يؤدي الاستلقاء بشكل مسطح إلى زيادة تراكم المخاط في الممرات الأنفية وزيادة ضغط الجيوب الأنفية وتعطيل دورة نومك.
ادعم رأسك بالوسائد ليلاً لإبقاء رأسك فوق مستوى قلبك؛ حيث ستمنع وضعية النوم هذه تراكم المخاط وازدياد الضغط على الجيوب الأنفية، كما يمكن أن تساعدك على التنفس براحة أكبر.
تأكد من حصولك على ما يكفي من الماء
يمكن أن يساهم التجفاف في جفاف ممرات الجيوب الأنفية وزيادة الضغط على وجهك. قم بزيادة كمية المياه التي تتناولها على مدار اليوم إذا كانت حرارة الطقس مرتفعة أو كنت مُجهداً؛ إذ تقلل السوائل من انسداد الجيوب الأنفية.
وبالطبع إن الماء هو خيارك الأول لإبقاء جسمك رطباً؛ إلا أنه يمكنك أيضاً الاحتفاظ بالسوائل من خلال الأطعمة والمشروبات الأخرى؛ بما في ذلك حساء المرق والشاي، والخضار والفواكه الغنية بالماء؛ مثل الطماطم والبرتقال.
مارس تقنيات الاسترخاء
قد يتسبب انسداد الجيوب الأنفية في إحداث الشعور بالضغط في رأسك ووجهك ورقبتك. يمكن أن يؤدي علاج «الارتجاع البيولوجي»؛ وهو طريقة علاج بديلة تعلمك كيفية التحكم في وظائف الجسم، إلى تخفيف هذا الضغط.
أثبتت هذه الطريقة نجاحها في تخفيف الصداع؛ حيث تم دمج تمارين التنفس العميق والتأمل لتحقيق الاسترخاء وتقليل الألم. يمكن أن تساعد اليوغا والتأمل وتقنيات الاسترخاء الأخرى في تقليل الألم والضغط الناجمَين عن التهابات الجيوب الأنفية.
مارس الرياضة
على غرار اليوغا؛ يمكن أن تقلل التمارين من ضغط الجيوب الأنفية؛ إذ يمكن أن يؤدي النشاط البدني إلى زيادة نشاط الدورة الدموية وتخفيف الضغط عن المسارات الأنفية بشكل مؤقت لتسهيل التنفس. وعلى الرغم من عدم الراحة وصعوبة التمرين أثناء المرض؛ إلا أن النشاط البدني يمكن أن يساعد في تحسين الحالة وزيادة سرعة الشفاء.
اقرأ أيضاً: نصائح للتغلب على نوبات الصداع في المنزل
الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية
تتضمن علامات وأعراض صداع الضغط -صداع التوتر- ألماً خفيفاً في الرأس، والشعورَ بالضيق أو الضغط على جبهتك أو على جانبيّ ومؤخرة رأسك، وألماً في فروة رأسك ورقبتك وعضلات كتفك، بينما تتضمن أعراض صداع الجيوب الأنفية كما أسلفنا؛ ألماً عميقاً ومستمراً في عظام الوجنتين أو الجبهة أو جسر الأنف، ويزداد الألم عادةً عند تحريك الرأس فجأةً أو التعرض للتوتر.
كما تختلف المسببات كذلك، فبينما برتبط صداع الجيوب الأنفية بمشكلةٍ في الجيوب الأنفية نفسها من التهابٍ أو عدوى، فإن المسبب الرئيسي لصداع الضغط هو تقلصات عضلية في الوجه والرقبة وفروة الرأس، ربما نتيجة زيادة المشاعر أو التوتر. كما أن هناك بعض الباحثين الذين يقترحون أن المسبب هو الحساسية المتزايدة للألم لدى المصابين بهذا النوع من الصداع، وقد ينتج ألم العضلات المتزايد؛ وهو عرض شائع لصداع التوتر، عن حساسية نظام الألم.
اقرأ أيضاً: هل هذا الصداع الذي تعاني منه سببه إجهاد العين فعلاً؟
أسئلة شائعة عن صداع الجيوب الأنفية
هل يسبب صداع الجيوب الأنفية صداعاً نصفياً؟
قد يكون صداع الجيوب الأنفية مرتبطاً إلى حد ما بالصداع النصفي، فإذا كنت مصاباً بالتهاب الأنف التحسسي؛ يمكن أن تلتهب الممرات الأنفية وتهيج استجابةً لمسببات الحساسية، ويُعتقد أن إطلاق «الهيستامين»؛ الذي يحدث كجزء من رد الفعل التحسسي يمكن أن يسبب الصداع النصفي.
هل صداع الجيوب الأنفية خطير؟
التهاب الجيوب الأنفية؛ المسبب الرئيسي لصداع الجيوب الأنفية، حتى في شكله المزمن، ليس خطيراً في العادة، ومع ذلك، ففي بعض الحالات قد يشير إلى حالةٍ كامنةٍ خطيرة. ويمكن للطبيب المساعدة في تحديد السبب، لذلك استشر الطبيب إذا استمر ألم الجيوب الأنفية أو الضغط عليها لفترةٍ أطول من أسبوع أو أسبوعين.
كيف يحدث صداع الجيوب الأنفية؟
يحدث صداع الجيوب الأنفية عندما تلتهب الممرات الأنفية في جبهتك بسبب رد فعل تحسسي أو عدوىً؛ حيث أنها تنتفخ وتنتج المزيد من المخاط ويمكن أن تنسد القنوات التي تصرفها، فينتج عن تراكم الضغط في الجيوب الأنفية ألم يشبه الصداع.
هل يمكن علاج صداع الجيوب الأنفية بالأعشاب؟
الجيوب الأنفية هي خط الدفاع الأول بين رئتيك وبقية الجهاز التنفسي. في كثير من الأحيان؛ يمكن أن تلتهب وتنسد أثناء التحديات الموسمية والتعرض للملوثات البيئية، ويمكن أن تساعد الأعشاب في دعم صحة الجيوب الأنفية بشكلٍ عام. إليك أبرز هذه الأعشاب: الأوريغانو، زيت الحبة السوداء، لسان الحمل وعرق السوس.
اقرأ أيضاً: المزعج الذي يسبب الصداع والألم: علاج احتقان الأنف