بعد ظهور الكوليرا في بعض الدول العربية: كيف تحمي نفسك من هذا المرض الخطير؟

3 دقائق
بعد ظهور الكوليرا في عدد من الدول العربية: كيف تحمي نفسك من هذا المرض الخطير؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ ktsdesign

اعتدنا على أن الكوليرا وباء أصبح من الماضي، وذلك بعد المعالجة الحديثة لمياه الصرف الصحي ومياه الشرب في البلدان الصناعية. لكنها بقيت نشطة في بعض البلدان كإفريقيا وجنوب شرق آسيا، نظراً لظروف الفقر والحرب والظروف المعيشية السيئة التي يعيشها سكان تلك المناطق دون صرف صحي ملائم.

ما هي الدول العربية التي انتشرت فيها الكوليرا؟

يرصد مركز تفشي الكوليرا شهرياً عدد حالات الكوليرا المنتشرة حول العالم وذلك من خلال أدوات بحث وبائية تمكن من تحديد وجود بؤرة إنتانية حديثة من أجل إبلاغ سلطات الصحة العامة، ليتم نشر التقارير على هذا الأساس.

وصرّح مركز تفشي الكوليرا في بيان أصدره في تاريخ 24 أغسطس/آب 2022 عن وجود ما يعادل 137 ألف حالة كوليرا مشتبه بها، بما في ذلك 91 حالة وفاة حول العالم.

وكانت البلدان التي أبلغت عن حالات جديدة هي أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وملاوي والفليبين بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى، ومن البلاد العربية ذُكرت كل من العراق وسوريا ولبنان والصومال، ما يمثل تهديداً خطيراً للشرق الأوسط بأكمله، إذ أعلنت وزارة الصحة السورية في آخر حصيلة نشرتها عن تسجيل أكثر من 250 إصابة بالكوليرا في 6 محافظات سورية، تركزت معظم الإصابات في حلب ودير الزور والحسكة وأتت إصابات دمشق وحمص واللاذقية في المرتبة الثانية. في نفس الوقت، أعلنت وزارة الصحة العراقية عن رصد 13 حالة كوليرا مشتبه بها، وتَركز 10 منها في إقليم كردستان، بينما لم تسجل أي وفاة في العراق.

اقرأ أيضاً: لماذا يضاف الكلور إلى مياه الشرب؟ وكيف يضاف بشكل آمن؟

ما هي أعراض الكوليرا؟

يبقى بعض المرضى الحاملين لجرثومة الكوليرا أو ضمة الكوليرا دون أن تظهر عليهم أعراض المرض لفترة طويلة، في الوقت الذي يشكلون فيه بؤرة لنقل العدوى، لأنهم يطرحون الجرثومة في برازهم لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة، الأمر الذي يعتبر خطيراً ومراوغاً. فكيف لنا أن نعلم من نخالط؟

ما يساعد في التوجه نحو التشخيص هو أن معظم المرضى تظهر عليهم بعض الأعراض التالية بشكل نسبي:

  • إسهال: عادةً ما يكون حاداً ويتسبب بحدوث فقدان سريع لسوائل الجسم، كما يكون خطيراً في حال لم يدبر بالشكل الصحيح وبسرعة. يتميز إسهال الكوليرا بكونه مائياً وذا لون حليبي شاحب ويُطلق عليه اسم "إسهال ماء الأرز".
  • غثيان وقيء: بشكل مشابه للإسهال، يحدث القيء في المراحل المبكرة من الكوليرا، ويمكن أن يستمر الشعور المزعج هذا لساعات.
  • التجفاف: قد يحدث التجفاف في غضون ساعات بعد ظهور أعراض الكوليرا وخاصة في حال ترافق الإسهال الحاد مع قيء مُعند. من جهة أخرى، يتظاهر التجفاف على شكل شعور بالتهيج والتعب وغوص العينين وجفاف الفم وقلة في البول وانخفاض ضغط الدم وتسرع النبض القلبي.
  • ألم بطني: ويشبه المغص بطبيعته، وهو غير مستمر، تزداد حدته تدريجياً ليبلغ ذروة معينة ليعود ويهدأ.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • تعرّق.
  • صداع.

اقرأ أيضاً: تاريخ موجز للأوبئة منذ الموت الأسود إلى فيروس كورونا

أين تعيش جرثومة الكوليرا؟

تسبب الكوليرا جرثومة تُسمى "فيبيريو كوليرا" (Vibrio Cholera)، تفرز هذه الجرثومة مادة سامة وهي التي تتسبب بحدوث أعراض الكوليرا الشديدة والتي تدفع الجسم لخسارة كميات هائلة من السوائل وفقدان الأملاح والشوارد.

لا تسبب هذه الجرثومة الكوليرا لجميع مَن تعرض لها، وهذه نقطة ليست بإيجابية، نظراً لصعوبة كشف الأفراد الذين يشكلون بؤرة لنقل هذه الجرثومة. وتنتقل الكوليرا بشكل رئيسي عن طريق المياه الملوثة ولكن يمكن العثور عليها في:

  • المياه السطحية: تعد الآبار العامة الملوثة مصادر لتفشي الكوليرا على نطاق واسع، نتيجة لتشارك الأفراد المصادر الملوثة نفسها.
  • المأكولات البحرية: يحمل تناول المأكولات البحرية وخاصةً النيئة وغير المطبوخة جيداً كالمحار خطراً عالياً للإصابة بالكوليرا.
  • الفواكه والخضروات الملوثة: قد تنقل الأسمدة غير المعالجة أو مياه الري الملوثة جرثومة الكوليرا، ولهذا السبب يُفضل غسل الخضار والفاكهة بشكل جيد وتقشيرها وخاصةً في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا.
  • البقوليات: تنمو جرثومة الكوليرا على بعض الحبوب مثل الحُمص والأرز والفول، والتي تلوثت بعد الطهي وبقيت مكشوفة ومعرّضة لدرجة حرارة الغرفة.

علاج الكوليرا

تستلزم الكوليرا علاجاً فورياً منذ لحظة التشخيص، إذ يتسبب الشكل الحاد منها بالوفاة في غضون ساعات قليلة، ومن أهم الخطوات العلاجية للكوليرا نذكر:

  • ضرورة تعويض السوائل: هذه الخطوة هي جوهر العلاج، إذ يموت نصف المصابين بالكوليرا في حال لم تُطبق، فمن الضروري تعويض السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم عن طريق الإسهال والقيء. ويُنصح المرضى بشرب الماء عن طريق الفم مع إضافة القليل من الملح إليه، أمّا في الحالات الأشد المترافقة مع قيء مُعند فتُستطب السوائل الوريدية.
  • تقوية الجهاز المناعي: من خلال تقديم المكملات الغذائية وعلى رأسها الزنك لأنه يقلل من حدة الإسهال وشدته، كما أنه يُقصر بشكل ملحوظ من مدة إصابة الأطفال بالكوليرا.

الوقاية من الكوليرا

خطر الإصابة يُصبح ضئيلاً حتى أثناء انتشار الجائحات عند اتباع خطوات الوقاية التالية:

  • غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر ولمدة 15 ثانية على الأقل وبشكل خاص بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام.
  • شرب المياه المعبأة أو المياه التي قمت بغليها أو تطهيرها بنفسك في حال الشك بوجود مصدر ملوث بجرثومة الكوليرا. وتبقى المشروبات الساخنة آمنة بشكل عام ولكن يُفضل صنعها في المنزل.
  • طبخ الطعام بشكل جيد والتأكد من تسخينه قبل تناوله، كما يفضل الامتناع عن شراء الأطعمة من الباعة الجوالين قدر الإمكان.
  • تجنّب تناول المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة بشكل كامل.
  • الالتزام بتناول الفاكهة والخضروات التي يمكن تقشيرها كالموز والبرتقال والأفوكادو والابتعاد عن العنب والتوت الذي يصعب تقشيره على سبيل المثال، وخاصةً في المناطق التي يُشك بانتشار الكوليرا فيها.

اقرأ أيضاً: كيف تحارب وباءً ينتقل عبر الماء؟

  • الالتزام بالتطعيم: يتوفر لقاح يسمى "فاكسكورا" (Vaxchora) على شكل جرعة سائلة تؤخذ عن طريق الفم قبل السفر بعشرة أيام على الأقل لأحد الأماكن حيث تنتشر الكوليرا.

المحتوى محمي