ماذا تعرف عن مرض الضمور المخيخي؟ وما أحدث العلاجات المتوفرة؟

2 دقائق
ماذا تعرف عن مرض الضمور المخيخي؟ وما أحدث العلاجات المتوفرة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Naeblys

يشغل المخيخ الجزء الخلفي من الدماغ، ويتألف من نصفي الكرتين المخيخيتين والدودة المخيخية والتي تربط بينهما. وكباقي أجزاء الدماغ، يتركب المخيخ من مجموعة هائلة من الخلايا العصبية التي تتحكم في العديد من الوظائف عالية الدقة مثل التناسق والتوازن والوقوف بثبات والمشي بثبات وحتّى الكلام وحركة العضلات.

تُصاب الخلايا العصبية للمخيخ وتتأثر وظيفتها لأسباب عديدة مثل التسمم أو التعرض الإشعاعي أو الإصابة بالرضوض، إلا أنه قد تتراجع هذه الخلايا نتيجة حدوث (التنكس المخيخي) أو ما يُعرف بالضمور المخيخي.

ما هو التنكس المخيخي؟

التنكس المخيخي بتعريفه البسيط هو تنكس وتراجع الخلايا العصبية في المخيخ، والذي ينتج بشكل أساسي عن التقدم بالعمر عند ذوي الخطورة العالية للإصابة بهذه الحالة، كما ينتج عن طيف من الاضطرابات العصبية والورمية. قد يكون إدمان الكحول والعوز الغذائي مثل عوز فيتامين B1 سبباً لحدوثه.

يميل عادةً التنكس المخيخي الناجم عن الأمراض الورمية إلى أن يكون أكثر شيوعاً عند الإناث اللاتي تجاوزن الـ50 عاماً، في الوقت الذي تزداد اضطرابات التوازن والتنسيق عند الذكور مع تقدمهم في السن بغياب أي عوامل مرضية، ومنه نستنتج أن التنكس المخيخي شائع عند الذكور بدرجة أعلى من الإناث.

بالمقابل، يصيب التنكس المخيخي الأعمار الأصغر عند وجود تاريخ من تعاطي المواد الكحولية، حيث تُضعف المشروبات الكحولية من قوة الخلايا العصبية المخيخية وتجعلها أكثر حساسية للتأثر بالعوامل الخارجية. كما يؤدي تعاطي الكحول إلى نقص الثيامين (فيتامينB1)، حيث يميل مدمنو المشروبات الكحولية إلى تجنب الوجبات ما يُسبب عوزاً غذائياً واضحاً، إضافة إلى أن الكحول نفسه يُثبط من امتصاص هذا الفيتامين في الأمعاء، والذي بدوره يُثبط بعض الوظائف الدماغية ويضر بالخلايا العصبية الدماغية.

يشيع ترافق التنكس المخيخي مع الاضطرابات التنكسية العصبية الأخرى التي تتراجع فيها أعصاب الدماغ والحبل الشوكي مثل الرنح والضمور الجهازي المتعدد ومرض "كروتزفيلد جاكوب" والتصلب المتعدد.

كما يحدث مرافقاً لحالة مناعية تُسمى متلازمة الأباعد الورمية (Paraneoplastic Syndrome)، والتي تحدث عند الإصابة ببعض أنواع السرطان وخاصةً سرطان الثدي والمبيض والرحم وسرطان "لمفوما هودجكن" وسرطان الرئة صغير الخلايا والتي يتفعل فيها الجهاز المناعي بشكل شاذ ويهاجم خلايا جذع الدماغ السليمة.

اقرأ أيضاً: 4 أسئلة تشرح لك ما هي الشبكة العصبية؟

ما هي أعراض التنكس المخيخي؟

تتفاوت أعراض التنكس المخيخي باختلاف سبب الإصابة، وتُصنف إلى أعراض عامة، يعاني منها جميع المرضى على اختلاف أسباب إصابتهم، وأعراض نوعية تتعلق بسبب الإصابة. تشمل الأعراض العامة للإصابة بالتنكس المخيخي ما يلي:

  • الدوار والدوخة.
  • مشكلات في التوازن.
  • نقص التوتر العضلي.
  • اضطرابات عينية: بما في ذلك الرؤية المزدوجة وحركات العين اللاإرادية (الرأرأة).
  • رنح حركي وضعف في التنسيق العضلي في الأطراف.
  • اضطراب المهارات الحركية.
  • الرجفان الحركي: أي عدم الثبات أثناء أداء الحركات.
  • عدم تناسق المشي والمشي بخطوات واسعة.

تشمل أعراض التنكس المخيخي المرافق للإصابة بالأورام:

  • الخرف: اضطرابات في الأداء الذهني والذاكرة والتفكير.
  • عسر الكلام: كلام بطيء وغير واضح.
  • اضطرابات نفسية مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • فُصام.

اقرأ أيضاً: اكتشاف خلايا دماغية جديدة قد تساعد في علاج الأمراض العصبية

كيف يتم علاج التنكس المخيخي؟

لا يوجد علاج شافٍ للتنكس المخيخي، إلا أنه يمكن تخفيف الأعراض والحد منها بعلاج السبب الكامن وراء التنكس وتدبيره. مع ذلك، تساعد الأدوية في إدارة بعض الأعراض مؤقتاً مثل الرجفان الحركي والدوخة واضطراب المشي.

يُعالج التنكس المخيخي المرافق للأورام بشكل هجومي، بتطبيق العلاج الكيميائي والإشعاعي بعد استئصال الورم جراحياً، إضافةً إلى العلاج المناعي المكمل بمثبطات المناعة تجنباً لحدوث متلازمة الأباعد الورمية.

ويشمل علاج التنكس المخيخي الكحولي تجنب المشروبات الكحولية، ودعم الغذاء بالحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون والأسماك، ويُفضل تدعيم كل وجبة بفيتامينات B الشاملة وخاصةً الثيامين.

اقرأ أيضاً: هل سيصبح الشلل مرضاً قابلاً للعلاج بفضل التحفيز الكهربائي العصبي؟

أحد الآفاق العلاجية الحديثة هو المعالجة الفيزيائية للسيطرة على الاضطرابات الحركية قدر الإمكان وخاصة عند ذوي الخطورة العالية لتطوير أشكال متقدمة من التنكس والذين غالباً ما يحتاجون إلى كرسي متحرك أو جهاز مساعد للتنقل ومنع السقوط.

ويحتاج البعض علاجاً للنطق والذي بدوره يعيد شيئاً من المهارات الحركية التي فُقدت، كما يرفع من توتر العضلات ويعيد قوتها، وأخيراً يحد من تراجع القدرة على النطق والكلام والبلع.

المحتوى محمي