ما هو انقطاع التنفس الاجتماعي؟ وكيف يرتبط بعطلة نهاية الأسبوع؟

ربما سمعت بالأرق أو انقطاع التنفس في أثناء النوم أو حتى متلازمة تململ الساقين وغيرها من اضطرابات النوم، ولكن ماذا عن "انقطاع التنفس الاجتماعي"؟ هل صادفت هذا المصطلح من قبل؟ إنها ظاهرة قد تفسر سبب شعورك بالتعب غير العادي أو النوم المتقطع والمضطرب في عطلات نهاية الأسبوع. فإذا كانت ليالي الراحة تشعرك بإرهاق أكبر من أيام الأسبوع المزدحمة، فقد يعزى ذلك إلى هذه الحالة الناجمة أساساً عن بعض العادات المرتبطة بعطلة نهاية الأسبوع! وإليك التفاصيل.

ما هو انقطاع التنفس الاجتماعي؟

في الواقع، صاغت هذا المصطلح مجموعة من الباحثين في دراسة منشورة في المجلة الأميركية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة في أغسطس/آب عام 2025، للإشارة إلى تفاقم الأعراض الناجمة عن اضطراب انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم خلال عطلات الأسبوع مقارنة بباقي أيام الأسبوع.

واضطراب انقطاع التنفس الانسدادي النومي هو انقطاع تام أو جزئي في التنفس، يحدث بسبب ارتخاء عضلات الجزء الخلفي من الحلق، ما يؤدي إلى تضييق مجرى الهواء أو إغلاقه. تتجلى أعراضه بالشخير المرتفع وتوقف التنفس خلال النوم واللهاث للحصول على الهواء وصعوبة الاستمرار في النوم والصداع الصباحي وجفاف الفم عند الاستيقاظ.

أما لأي درجة تتفاقم الأعراض خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ فقد وجد الباحثون، بعد تحليل بيانات أكثر من 70 ألف شخص بالغ حول العالم ممن يعانون انقطاع التنفس الانسدادي النومي بدرجات متفاوتة، أن المشاركين كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض متوسطة إلى شديدة بنسبة 18% في أيام السبت مقارنة بأيام الأربعاء، ويكون ذلك أكثر شيوعاً لدى الرجال مقارنة بالنساء، ولدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً.

وتبين أيضاً أن النوم الإضافي مدة 45 دقيقة على الأقل في عطلة الأسبوع يزيد احتمال الإصابة بانقطاع التنفس النومي بنسبة 47%. بكلمات أخرى: إذا حاول الشخص تعويض ما فاته من نوم خلال الأسبوع عن طريق النوم مدة ساعة إضافية في العطلة، فإن احتمالية تفاقم انقطاع التنفس النومي لديه تزداد إلى النصف تقريباً في تلك الليلة.

الجدير بالذكر أن الدراسة ركزت على الأفراد الذين يعانون درجات معينة من اضطراب انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أنه حتى الحالات الخفيفة أو غير المشخصة من الاضطراب قد تتفاقم أعراضها في عطلات نهاية الأسبوع بسبب تغيرات نمط الحياة.

وعلى الرغم من أن الباحثين لم يذكروا صراحة أن الأشخاص الأصحاء قد يصابون بانقطاع التنفس النومي مؤقتاً خلال عطلات نهاية الأسبوع، فإن مختصة النوم، ليندسي هانا، أوضحت أن الأشخاص الأصحاء قد يعانون نوماً أخف وأكثر تقطعاً خلال العطلات بسبب تغيير جدول النوم عدة ساعات خلال نهاية الأسبوع، وهو ما يسمى "فرق التوقيت الاجتماعي"؛ أي اختلاف مواعيد النوم بين العطلة وأيام الأسبوع.

وتشرح المختصة هانا أنه حتى دون معاناة انقطاع التنفس النومي، قد يعاني الكثير من الناس خمولاً في صباح أول أيام العمل بعد العطلة وضعفاً في التركيز وتردي المزاج ورغبة كبيرة في تناول الأطعمة السكرية، نتيجة تعطل الروتين اليومي.

في الواقع، وجد الباحثون أن تغيير وقت النوم بمقدار 60 دقيقة أو أكثر يزيد احتمالية الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي النومي في عطلة نهاية الأسبوع بنسبة 38%. أي حتى لو لم ينم الشخص فترة أطول خلال العطلة، فإن تغيير موعد النوم بحدود ساعة واحدة فقط يزيد احتمالية الإصابة بانقطاع التنفس النومي.

لماذا تتفاقم أعراض انقطاع التنفس في أثناء النوم خلال عطل نهاية الأسبوع؟

تشير الدراسة إلى أن تفاقم انقطاع التنفس في عطلة نهاية الأسبوع يرجع أساساً إلى التغييرات في نمط الحياة خلال العطلة؛ مثل السهر أو استهلاك الكحول أو زيادة التدخين. إضافة إلى قلة الالتزام بعلاجات انقطاع التنفس الانسدادي التقليدية خلال العطلة، ما يسهم في تقلبات الأعراض.

من الناحية الفيزيولوجية، يمكن للكحول والنوم غير المنتظم أن يزيدا استرخاء عضلات الحلق، ما يزيد احتمالية انسداد مجرى الهواء، كما أن النوم فترة أطول صباحاً، مثلما هي العادة في العطلات، يعني الحصول على مقدار أكبر من نوم حركة العين السريعة؛ وهي مرحلة تزداد شدتها عادة في الصباح ويكون فيها الدماغ نشطاً جداً وتكون العضلات، بما فيها عضلات الحلق، مسترخية جداً.

يسهل هذا انسداد مجرى الهواء، ما يزيد احتمالية حدوث مشكلات التنفس ويفاقم شدتها. علاوة على أن تغيير جدول النوم يربك الساعة البيولوجية الداخلية للجسم ويزعزع استقرارها؛ الأمر الذي قد يفاقم اضطرابات التنفس في الليل.

6 نصائح للتخفيف من انقطاع التنفس النومي الاجتماعي

يمكن للتغيرات الصغيرة في عادات العطلة أن تحمي الصحة وتحسن جودة النوم، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس الانسدادي النومي، وإليك كيف يمكنك التخفيف من هذه المشكلة:

حافظ على موعد استيقاظك ثابتاً: حاول الاستيقاظ في الوقت نفسه يومياً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. فذلك يساعد على استقرار ساعتك البيولوجية، ويقلل خطر الإصابة بانقطاع التنفس النومي الناتج عن أنماط النوم غير المنتظمة. أما إذا شعرت بأنك لا تنال قسطاً كافياً من النوم، فعليك النظر في عادات النوم لديك مرة أخرى، والحرص على النوم 7-9 ساعات كل ليلة. وإليك في هذا المقال كيف تحقق ذلك.
تجنب النوم ساعات طويلة في عطلات نهاية الأسبوع: النوم فترات أطول في عطلات نهاية الأسبوع قد يسبب اضطراباً في إيقاعك اليومي. إذا كنت متعباً، خذ قيلولة قصيرة لا تزيد على 30 دقيقة بدلاً من إطالة نوم الصباح لسد دين النوم. يمكنك قراءة كل ما تحتاج إلى معرفته عن دين النوم وكيفية سداده في هذا المقال.
امتنع عن شرب الكحول والتدخين: لأنهما يفاقمان الأعراض، لذا فإن معالجة هذه القضايا بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وتخفيف الوزن الزائد هي من أولى الخطوات المتخذة لمعالجة هذه الحالة.
تناول وجبات عشاء أخف وأبكر: احرص على إنهاء وجباتك الكبيرة أو الدسمة قبل النوم بـ 2-3 ساعات على الأقل، ما يمنع عسر الهضم وارتجاع المريء، اللذين قد يهيجان مجرى الهواء ويؤثران في التنفس خلال النوم.
خطط لصباحات هادئة بعد السهر: إذا سهرت حتى وقت متأخر، فجدول مهام سهلة في صباح اليوم التالي. يساعد هذا جسمك على التعافي من قلة النوم ويجنبك المزيد من التوتر والإرهاق.
لا تتخط أي علاج موصوف: إذا كنت مشخصاً باضطراب انقطاع التنفس الانسدادي، فقد يؤدي تخطي العلاج في عطلات نهاية الأسبوع إلى زيادة انقطاع التنفس في أثناء النوم وتقليل فوائد العلاج خلال الأسبوع. ويقول استشاري طب القلب للكبار، منور العنزي، إن أجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر والأقنعة، بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة، هي العلاج الأكثر شيوعاً لتوقف التنفس في أثناء النوم؛ لأنها آمنة وفعالة للغاية.

ختاماً، إذا لم تكن مشخصاً باضطراب انقطاع التنفس النومي، لكنك تعاني الخمول أو بعض الأعراض المذكورة آنفاً في عطلات نهاية الأسبوع، فقد تكون أعراض الاضطراب غير ظاهرة كثيراً خلال الأسبوع، لكنها تظهر عندما تنام فترة أطول؛ لذا، استشر متخصصاً.