علماء يستخدمون التحرير الجيني بهدف إبطاء نمو السرطان

1 دقيقة
عملية انقسام خلوي

عندما تفكر بتقنيات التحرير الجيني مثل تقنية كريسبر CRISPR، فقد يتبادر للذهن بأن هدف تلك العمليات هو تعديل الجينات المتعلقة بطول الإنسان، أو لون عينيه، أو خطر إصابته بأمراض محددة. ولكن الحمض النووي يحتوي على عدد لا حصر له من البروتينات التي تقوم كل منها بوظيفة محددة تترك تأثيراً دقيقاً ومهماً في صحة الإنسان. فعلى سبيل المثال، تؤثر بعض البروتينات بشكل بالغ على دورة حياة الخلية، فتنظم عملية نمو الخلايا وانقسامها (سواءً كانت خلايا طبيعية أو سرطانية). وقد قامت مجموعة من الباحثين بالمركز الطبي بجامعة روشستر الأمريكية باستخدام تقنية كريسبر في التحرير الجيني من أجل التخلص من أحد البروتينات الرئيسية التي تسمح للخلايا السرطانية بالتكاثر خارج إطار رقابة أو سيطرة الجسم. وعلى الرغم من أنها الدراسة الأولى من نوعها في هذا المجال، إلا أن الباحثين يأملون بأن تُفضي الدراسات والأبحاث المستمرة في نفس المجال إلى ابتكار علاج جديدٍ ونوعيٍ للسرطان.

تنجم الإصابة بالسرطان عن عدد من الأسباب والعوامل، منها ما هو جيني ومنها ما هو بيئي. وتشترك جميع أنواع السرطانات في قاسم واحد هو أنها تنتشر وتنمو عن طريق التكاثر الخلوي غير المنضبط. وفي محاولةٍ لوقف عملية التكاثر الخلوي تلك، قام الباحثون بعزل البروتين الذي يلعب دوراً حيوياً في عملية الانقسام الخلوي، ويُدعى "تيودور-إس إن"، وتنحصر مهمته في تحضير الخلية لعملية الانقسام. وبعد عزله، قام الباحثون بتعديل البروتين باستخدام تقنية حديثة يُطلق عليها اسم "كريسبر-كاس9"، وهو ما أدى إلى إعاقة الخلية من الانقسام بنفس السرعة الجنونية التي كانت تنقسم وتتكاثر بها من قبل. وقد نشر الباحثون نتائج دراستهم يوم الخميس الماضي في مجلة العلوم.

وبحسب الباحثين، فإن عوامل بروتينية مثل تيودور-إس قد تمكننا من إيجاد طريقة لإبطاء أو تسريع نمو السرطان من خلال تعطيل عملية الانقسام الخلوي. ولكن الطريق لا يزال طويلاً قبل الوصول إلى مثل ذلك العلاج. فحتى الآن لم تُجر هذه الدراسات إلا ضمن المختبرات وعلى خلايا سرطان الكلية أو سرطان عنق الرحم، وبالتالي فلا بد من تكرار تلك الدراسات على أنواع مختلفة من السرطانات قبل محاولة إجرائها على البشر. أما في الوقت الراهن، فتُقدم لنا هذه الدراسة الحديثة اقتراحاً جديداً لعلاج السرطان، وتطبيقاً جديداً لتقنية التحرير الجيني.

نأمل في النهاية أن يتطور هذا العلاج ليصبح يوماً ما علاجاً قائماً بذاته، أو مشاركةً علاجيةً في سياق خطة علاجية شاملة.