بعد أن قام الإعصار ماريا بتدمير بورتوريكو، أصبح الملايين من السكان بدون كهرباء أو وسائل اتصال. دمرت العاصفة البنية التحتية للاتصالات. وبطبيعة الحال، لا تستطيع أبراج الخليوي بث إشاراتها بدون طاقة، كما أن البطاريات الاحتياطية لا تدوم سوى لساعات. إضافة إلى أن الإعصار أحدث أضراراً في الكابلات الضوئية فوق الأرض التي تصل الأبراج بالشبكة الرئيسية أيضاً.
لجأت شركة أي تي أند تي، مثلاً، إلى إجراءات مؤقتة للمساعدة على استعادة الشبكة، مثل أبراج خليوية محمولة على شاحنات، وتقول إن 70% من السكان حصلوا على تغطية خليوية منها. كما استخدمت شركتا "أي تي أن تي" و "تي موبايل" المناطيد، فأثناء إجراء الإصلاحات على الأرض، واتخاذ خطوات أخرى إضافية، قامتا باستخدام محطات محمولة تحلق في طبقة الستراتوسفير.
الموضع بعلامة إكس
تعتبر شركة ألفابيت التقنية العملاقة الشركة الأم لجوجل، وهي مسؤولة عن هذه المناطيد، وتقول إنها "تكنولوجيا تجريبية". وفي الواقع، فإن الحاضنة التكنولوجية في ألفابيت، والتي تدير هذا المشروع، تعرف باسم "إكس، المصنع المندفع إلى السماء"، أو إكس فقط. أما مبادرة البالون فتسمى مشروع "لون" Loon.
يمكنك أن تعتبر كل منطاد برجاً خليوياً يحلق في طبقة الستراتوسفير، على ارتفاع عشرات الكيلومترات فوق الأرض. ولا تبث هذه الأبراج إشارات واي فاي، بل إشارات إل تي إي LTE عالية السرعة للربط مع الهواتف الخليوية. ويغطي كل منطاد بإشارته مساحة تزيد عن 5,000 كيلومتر مربع. غير أن هذا الإنترنت لا يكفي لمشاهدة مسلسل "Stranger Things" أو حتى إجراء اتصال هاتفي، بل هو مخصص لمهام بسيطة مثل إرسال الرسائل النصية أو تفقد البريد الإلكتروني.
من محطات التحكم الأرضية إلى المناطيد
تحتاج هذه المناطيد إلى أن تتلقى إشارة إل تي إي هذه من مكان ما، أي من الأرض، حيث تقوم كلتا شركتي الاتصالات ببث هذه الإشارات. وهذا ما يعني أمرين: لن تستطيع أن تميز أن هذه الإشارات قادمة من السماء، ويجب أن تكون متعاقداً مع إحدى هاتين الشركتين لاستخدام هذه الخدمة.
تتميز المناطيد نفسها بلون أبيض شبحي الطابع، وهي بحجم ملعب التنس تقريباً، ومصنوعة من البولي إيثيلين. لا تحمل هذه المناطيد محركات، غير أنها مزودة بألواح شمسية لتأمين الطاقة للتجهيزات التي على متنها.
بمحض الصدفة، يوجد لمشروع لون موقع إطلاق في بورتوريكو (باسم تشيكن ليتل، أي الدجاجة الصغيرة) كجزء من المشروع العام، غير أن هذه المناطيد أطلقت من موقع آخر في نيفادا، يسمى بيج بيرد (الطير الكبير).
التحرك مع التيار
بما أن هذه المناطيد واقعة تحت رحمة رياح الستراتوسفير، فلا يمكن التحكم بموضعها ومسارها إلا بتغيير ارتفاعها بحيث تلتقط طبقة مختلفة من الرياح. غير أن طريقة تنفيذ هذا الأمر مثيرة للاهتمام: حيث يوجد منطاد صغير آخر ضمن منطاد الهيليوم الكبير. وبضخ الهواء إلى داخله من الغلاف الجوي، أو إطلاق هذا الهواء، ترتفع المنظومة أو تنخفض.
وبالتالي، فإن آلية التحكم بمناطيد مشروع لون لمسافة تزيد على 25 مليون كيلومتر تعتمد على مبادئ أساسية في الفيزياء وحسب، على الرغم من أن عملية الملاحة معقدة للغاية. وقد استخدم العاملون في فريق إكس عمليات المحاكاة الحاسوبية، وبيانات قامت المناطيد بجمعها أثناء سفرها، لوضع خوارزمية تعلم آلي لتسهيل انتقال المناطيد من مكان إلى آخر، أو التجمع ضمن موقع معين.
هل ترغب بمعرفة المزيد؟ يمكنك أن تزور الموقع Flightradar24.com، وتختار بورتوريكو. ومن المحتمل أنك سترى ستة مناطيد في المنطقة، جميعها على ارتفاع يزيد عن 15.24 كيلومتر. غير أن مشروع لون لن يؤكد ملكيته لهذه المناطيد فعلياً، أو عددها بالضبط. ولم يقولوا سوى أنه يوجد (بضعة) مناطيد في المنطقة.