هل من الممكن أن يمنع الطقس شديد البرودة هطول الثلوج؟

2 دقائق
أهلاً بكم في الصحراء.

إذا كان لديك أصدقاء أو أقارب في الولايات المتحدة الأميركية فلا بد أن تكون قد سمعت عن العواصف الثلجية الحالية. وقد صدرت تقارير عن برودة الرياح في معظم أنحاء غرب وسط الولايات المتحدة: هطلت الثلوج في ولاية فلوريدا، بينما يُغرق ما يسمى "إعصار القنبلة" مدينة نيويورك بالثلوج. ولكن هل تساءلت يوماً: هل من الممكن أن يصبح الطقس بارداً لدرجة تمنع الثلوج من الهطول؟

والشخص الذي يمكن أن نطرح عليه مثل هذا السؤال هو مارك سيريز، من المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد. ويقوم سيريز وزملاؤه بدراسة "الغلاف الجليدي"، وهم مهتمون بدراسة الماء عندما يكون متجمداً. ويقول سيريز إنه ومن الناحية الفنية، فإن أي درجة حرارة تحت -1.7 مئوية تفضي إلى هطول الثلج. ولكن يوجد -كما يقول- "بعض الحقيقة" في فكرة أن هذه الدرجة قد تكون باردة جداً لهطول الثلج. وذلك لأنه مع انخفاض درجة الحرارة، فإنها تأخذ رطوبة الهواء معها، مما يقلص فرص حدوث أي نوع من أنواع الهطول.

يتكون الثلج بطريقة بسيطة نسبياً. وكل ما يحدث هو تبخر للماء، وتكاثف لقطيرات الغيوم، ووجود آلية تؤمن رفعها. وتتوفر هذه العناصر جميعاً في الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الفترة التي نشرت فيها هذه المقالة. وينشأ تكاثف الغيوم بشكل دائم غالباً، ليساعد بخار الماء على التكاثف وتشكيل سائل. وكان هناك الكثير من بخار الماء في الهواء مع العاصفة الدافئة والرطبة القادمة من المحيط الأطلسي منذ أيام. لكن وبدلاً من تدفئة الساحل، فإن نسيم البحر صادف جبهة هوائية باردة قادمة من القطب الشمالي. وعندما تتصادم الجبهتان، يتم ضغط الهواء الدافئ فوق الهواء البارد، ما يمنح العاصفة آلية الرفع التي تحتاجها لتصبح عاصفة مكتملة. وما دام هذه التصادم مستمراً، فإن خبراء الأرصاد الجوية يتنبؤون بأن أي مكان، من ولاية ماين إلى ولاية فلوريدا، يمكن أن يتوقع استمرار الظروف الجوية الباردة.

ولكن إذا تغير جزء واحد فقط من هذه المعادلة الجليدية، فقد يتوقف هطول الثلوج حتى لو بقيت درجة الحرارة منخفضة. وفي حين أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك في نيويورك في أي وقت قريب، فإن شتاء بلا ثلوج هو ما يحدث في القارة القطبية الجنوبية في معظم الوقت.

تشتهر قارتنا المنسية بغطائها الجليدي. وتعتبر القارة القطبية الجنوبية، أكثر الأماكن على الأرض برودة وأكثرها عصفاً بالرياح. والأهم من ذلك، أنها أيضاً واحدة من أكثر الأماكن جفافاً. يقول سيريز متعجباً: "في القارة القطبية الجنوبية، يكون الطقس بارداً جداً بحيث لا يحمل الغلاف الجوي سوى القليل جداً من بخار الماء، وتكون معدلات هطول الأمطار منخفضة. ولا تسجل إلا بضع سنتيمترات من الهطولات المطرية في السنة. هذا هو الحال في المناطق الداخلية للقارة القطبية الجنوبية ". وبفضل البرد الشديد للمناطق الداخلية والجو القاري (القارة القطبية الجنوبية كبيرة بما فيه الكفاية بحيث تكون أكثر اليابسة بعيدة جداً عن مصدر المياه)، تتلقى المنطقة كمية قليلة جداً من المطر أو الثلوج بحيث تصنف رسمياً كصحراء.

وفي حالات نادرة، عندما تهطل الثلوج، فإن ندف الثلج تكون صغيرة جداً لا تعلق على الأرض. يقول سيريز: "لديك هنا هذه الصفيحة الجليدية الهائلة، حوالي 70 متراً من مستوى سطح البحر محتجزة في القارة القطبية الجنوبية. وذلك لأن الهطولات المطرية ما زالت تتراكم، سنة بعد أخرى، ولآلاف السنين".

باختصار، فإن الجواب هو لا، الطقس ليس بارداً جداً بحيث يمنع هطول الثلج، ولكن بالتأكيد يمكن أن يكون جافاً جداً ليمنع ذلك. كل ما في الأمر هو أن الهواء البارد يكون عادة أكثر جفافاً، بحيث يميل الثلج للهطول بوجود الرطوبة ودرجات الحرارة العادية. يقول سيريز: "الطريف في الأمر، أنك بحاجة إلى كل من البرد والدفء معاً حتى تحظى بعاصفة ثلجية".