تعد الدودة الربداء كائناً نموذجياً لإجراء التجارب، ويعتمد عليه عدد متزايد من الباحثين، والسبب في ذلك البساطة في التعامل معه، وتوفر مجموعة واسعة من الأدوات المخبرية الجزيئية الخاصة بأبحاثها، وتمت سلسلة كامل جينومها، ما جعلها مثالية للدراسة السريعة والفعّالة لوظيفة الجينات، وهذا ما اقترحه العالم سيدني برينر في الستينيات.
تم وصف الدودة الربداء لأول مرة في عام 1900 من قبل العالم إميل موباس، الذي عزلها عن التربة في الجزائر، واقترح الباحث إلزورث دورتي في عام 1948 أن الديدان الخيطية التي تعيش بحرية من هذا النوع قد تكون مفيدة للدراسة الجينية.
تفتقر الدودة الربداء مثل العديد من الحيوانات الصغيرة إلى جهاز تنفسي متخصص، لذا تستخدم الانتشار لتبادل الغازات والحصول على الأوكسجين.
لا، فالدودة الربداء كائن غير خطير وغير معدٍ وغير ممرض وغير طفيلي، وبالوقت ذاته هي صغيرة الحجم، إذ يصل طولها إلى نحو 1 ملليمتر، وتتغذى على الميكروبات فلا تحدث ضرراً اقتصادياً للإنسان أيضاً.
يمكن أن تتكاثر الديدان الربداء الخنثوية عن طريق الإخصاب الذاتي أو عن طريق التزاوج مع الذكور، ويمكن أن تنتج خنثى ذاتية الإخصاب نحو 300 دودة قبل نضوب الحيوانات المنوية، بينما تنتج الخنثى الواحدة عند التزاوج مع الذكور ما يصل إلى 1400 دودة.
تعيش الدودة الربداء بشكل أساسي في التربة، ويجب أن تحتوي التربة على مستوى ثابت من الرطوبة، حتى تتمكن الدودة من التحرك في طبقة الماء وسحب الماء من التربة، ويجب توفر التربة محتوى أوكسجين معتدل لتنفس الدودة، وتعيش لمدة 18- 20 يوماً.
أسهمت الدودة الربداء في تحقيق الاكتشافات التالية:
يمكن للدودة الربداء أن تبقى على قيد الحياة دون طعام لمدة أسبوعين تقريباً، ويمكن دراسة هذه الخاصية واستخدامها في الدراسات الخاصة بالاستقلاب والتغذية.
تستخدم الدودة الربداء لدراسة الآليات الجينية لعملية الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر وآليات إطالة العمر واختبار الأدوية التجريبية التي تزيد من العمر الافتراضي.
تشترك عدة جينات في جينوم الدودة الربداء بنفس الوظائف الموجودة في جينات البشر أيضاً، ما يجعلها نموذجاً مفيداً لدراسة الأمراض البشرية مخبرياً، وتستخدم الدودة الربداء بشكل عام لدراسة الأمراض العصبية وأمراض القلب الخلقية وأمراض الكلى.