يصادف شهر يوليو من كل عام الذكرى السنوية لهبوط البشر على سطح القمر والمشي على ترابه للمرة الأولى. وكان مما يبعث على التفاؤل أن تتزامن الذكرى الأربعون في العام 2009 مع إصدار كريج نيلسون لأول نسخة من كتابه "رجال على متن صاروخ" Rocket men، وهو واحدٌ من أكثر التقارير تفصيلاً عن الفترة التي سبقت إرسال أول بعثة مأهولة إلى القمر. نذكر فيما يلي عشر حقائق غير معروفة كشف عنها نيلسون خلال بحثه.
- كانت صواريخ أبولو التي حملت اسم "ساترن" مزودة بوقود يكفي لإطلاق 45 كيلوجراماً من الشظايا لتغطي مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات. ولم يكن بمقدور وكالة ناسا أن تستبعد احتمال انفجارها عند الانطلاق لذا أبعدت المتفرجين من كبار الشخصيات العامة عن منصة الإطلاق بمسافة 5.6 كيلومترًا.
- كانت قدرة المعالجة في الحواسيب التي عملت على متن أبولو أقل منها في الهواتف النقالة اليوم.
- كانت مياه الشرب من المنتجات الثانوية لخلايا الوقود، ولكن مرشّحات غاز الهيدروجين في "أبولو 11" لم تعمل كما يجب، مما جعل كل المشروبات على متنها فوّارة. وفي الوقت نفسه، لم تكن قد حلّت بعد مشكلة التبوّل والتغوّط أثناء انعدام الجاذبية؛ حيث كانت تلك الأخيرة عملية مزعجة للغاية لدرجة أن أحد رواد الفضاء قضى بعثته بأكملها وهو يتناول عقاراً مضاداً للإسهال ليتجنبها.
- عندما قامت مركبة الإنزال القمرية "إيجل" بالانفصال عن مركبة أبولو 11، لم تكن مقصورة القيادة مفرغة تماماً من الضغط، مما أدى إلى اندفاع للغازات يعادل اندفاع سدادة زجاجة الشامبانيا. تسبب ذلك بانحراف هبوط الوحدة القمرية مسافة تقارب أربعة أميال عن موقع الهدف.
- نفد الوقود تقريباً أثناء هبوط الطيار نيل آرمسترونج بمركبة الإنزال "إيجل"، وقد شعر الكثيرون في غرفة العمليات بالقلق من احتمال تعرضه لحادث تحطم. مع ذلك، عبّر مهندس أبولو ميلتون سيلفيرا عن ارتياحه قائلاً: أظهرت اختباراته وجود فرصة صغيرة بأن يتمكن العادم من إحداث انفجار عكسي داخل الصاروخ عندما يهبط، ويشعل عندها ما تبقى من الدافع.
- تلك "الخطوة الصغيرة التي تحققت من أجل الإنسان" لم تكن في الواقع صغيرة إلى هذا الحد، فقد هبط آرمسترونج بالمركبة برفق شديد إلى درجة أن ماصّات الصدمة لديها لم تتعرض للانضغاط. كان عليه أن يقفز مسافة تقارب المتر من سلم "إيجل" إلى سطح القمر.
- عندما انضم رائد الفضاء باز ألدرين إلى آرمسترونج فوق سطح القمر، كان عليه التأكد من ألا يقفل باب "إيجل"، لعدم وجود مقبض خارجي لفتحه.
- ما هي أصعب مهمة أثناء السير على سطح القمر؟ أن تغرس علماً. أشارت الدراسات التي أجرتها وكالة ناسا إلى أن تربة القمر طرية، ولكن آرمسترونج وألدرين اكتشفا أن سطح القمر عبارة عن طبقة متموجة رقيقة من التراب تمتد فوق صخور صلبة. لقد نجحا بغرس سارية العلم عدة سنتيمترات داخل التراب وتصويره حتى يتم عرضه عبر قنوات البث، ثم حرص على عدم إسقاطه على الأرض (أرض القمر).
- كان العلم من صناعة شركة "سيرز"، ولكن ناسا رفضت الاعتراف بذلك لأنها لم تكن تريد "مصدراً آخر للإثارة".
- تمت صناعة كيس الهواء الداخلي لبذلات الفضاء – البطانة المحكمة التي تحافظ على جسد رائد الفضاء تحت ضغط يماثل الضغط الأرضي – إضافة إلى شرائح الذاكرات الحاسوبية من نوع "للقراءة فقط"، على يد فرق من "السيدات العجائز".
كشف كريج نيلسون عن هذه الحقائق في مختلف محفوظات ناسا بينما كان يجري بحثه الخاص بكتابه الجديد "رجال على متن صاروخ" (من إصدارات دار نشر فايكينج للنشر بسعر 28 دولار أميركي).