باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا يكتشفون مورداً مائياً هاماً

1 دقيقة

تعتبر البلاد التي تجري فيها الأنهار وتتشكل في ربوعها البحيرات هي بلاد صحية للعيش، لكن في الواقع ليس هذا كل شيء، توجد تحت كل مدينة شبكة قنوات تصريف، تمر من خلالها مياه الصرف الصحي التي تتجمع من كل أحياء المدينة، وسلامة تلك الشبكة المائية المخبأة تنعكس سلباً أو ايجاباً على صحة وسلامة سكان المدينة. وعادة ما يأنف الناس من الاقتراب من هذه المجاري، لكن في الأوساط العلمية لا شيء محرم، فحيث توجد فرصة لتحسين حياة الإنسان يتواجد مجموعة من العلماء لدراستها واستغلالها. وهذا ما حدث في مدينة جدة عروس البحر خلال الأشهر الماضية.

قام فريق من الباحثين بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا بإجراء دراسة تتناول مياه الصرف الصحي في المدينة، منطلقين من أن 50% فقط من هذه المياه يتم جمعها ومعالجتها، ولأن الفريق البحثي يرى بمياه الصرف الصحي مورداً هاماً لمياه الري التي تستخدم بالزراعة، فقد خرج الباحثون بتوصية تدعو لاستثمار أكفأ لشبكات الصرف الصحي بما يسمح بمعالجتها والاستفادة منها بشكل أكثر فعالية.

كما أوصى الباحثون بإجراء صيانة دورية للخزانات والأنابيب التي يمر خلالها الماء المعالج، وذلك لضمان الحصول على أفضل النتائج من عملية المعالجة.

وبتحليل أجراه الفريق لمياه الصرف الصحي ونشرت نتائجه على الموقع الرسمي للجامعة، وجد الباحثون أن المياه غير المعالجة تحتوي بكتيريا الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، وهي بكتيريا تعيش بأمعاء الثديات ولديها مناعة للمضادات الحيوية، مما يعقد العلاج الطبي عند الإصابة بها. وقد تم التوصل إلى أن معالجة مياه الصرف الصحي كفيلة بالقضاء على هذه البكتيريا بنسبة 99% إلى 99.9%.

وفي ورقة بحثية حديثة وجدت الباحثة د.ندى الجاسم وسيلة أخرى للقضاء على البكتيريا تتمثل بتعريض المياه لضوء الشمس لمدة 10 ساعات، وهي وسيلة فعالة للاستفادة من أحد مصادر الطاقة المتجددة للقضاء على البكتيريا، وهذه الطريقة لا تتطلب سوى توعية المزارعين بضرورة انتظار 10 ساعات قبل البدء بري الأراضي. مع العلم أن هذه الطريقة ستؤدي إلى خفض إضافي للبكتيريا بنسبة 99.9%.

بعالم العلم لا يوجد شيء غير صالح للاستخدام أو لإعادة الاستخدام، فهواء الزفير يحوي نسبة من الأوكسجين، والبول البشري يحوي الماء، وكذلك مياه الصرف الصحي تشكل مورداً مائياً لا يستهان به، خاصة عندما تتعامل معه كفاءات علمية لا يستهان بها.

 

المحتوى محمي