لا زلت لا تعتقد بأن كوكبنا يزداد حرارة؟ اقرأ هذا المقال إذاً

2 دقائق
في هذه الأيام، عدد المرات التي ارتفعت فيها درجة حرارة الأرض ربع درجة مئوية أو أكثر عن متوسط الحرارة في القرن العشرين هو أكبر بكثير من المعتاد. وهنا نرى عدد السنوات خلال العقد التي كانت فيها درجات الحرارة فوق المتوسط - وعدد تلك السنوات التي ارتفعت فيها الحرارة بمقدار ربع درجة أو حتى نصف درجة مئوية فوق الطبيعي.

كان عام 2016 أكثر الأعوام حرارة على الكوكب مذ بدأ البشر بالاحتفاظ بسجلات الحرارة، حيث ارتفعت متوسط درجات الحرارة العالمية لسطح الأرض والمياه إلى 14.83 درجة مئوية. وهذا أعلى بـ 0.94 درجة مئوية من متوسط درجة الحرارة في القرن العشرين. قد لا يبدو ذلك كبيراً، ولكن الفارق بين متوسط الحرارة العالمية الحالي ومتوسط الحرارة خلال العصر الجليدي القديم - عندما كانت الولايات المتحدة تحت الأنهار الجليدية بعمق 915 متراً - هو 2.78 درجة مئوية فقط تقريباً، وذلك وفقاً لسجلات المناخ المحفوظة في الجليد والأشجار.

وتظهر نفس السجلات أن التغييرات بهذا المقدار لا تحدث ببساطة على مدى قرن من الزمان. حيث تظهر بصمات الإنسان في جميع اتجاهات درجات الحرارة الأخيرة. فقد ازدهرت الصناعة في أواخر القرن الثامن عشر، وبالتالي تم إطلاق ملوثات جديدة في الهواء. ونتيجة لذلك، تضاعف غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة، والتي تحبس الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض. ويشير أحد التقديرات إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2011 كانت أعلى بمقدار 150 مرة مما كانت عليه في عام 1850.

وقد لعبت التقلبات الطبيعية - مثل ظاهرة إلنينيو - دوراً في ذلك. ولكن إذا كان الاحتباس الحراري العالمي يشبه ركوب السلم المتحرك نحو الأعلى، والذي يتحرك صعوداً أو هبوطاً على طول المسافة، فكذلك الأمر مع درجات الحرارة التي قد ترتفع أو تنخفض، ولكن بشكل عام فإن تغير المناخ يدفعها نحو الارتفاع.

في هذه الأيام، عدد المرات التي ارتفعت فيها درجة حرارة الأرض ربع درجة مئوية أو أكثر عن متوسط الحرارة في القرن العشرين هو أكبر بكثير من المعتاد. ونرى في الصورة أعلاه عدد السنوات خلال العقد التي كانت فيها درجات الحرارة فوق المتوسط - وعدد تلك السنوات التي ارتفعت فيها الحرارة بمقدار ربع درجة أو حتى نصف درجة مئوية فوق الطبيعي.

  1. بداية التسجيل
    بدأ علماء الأرصاد الجوية في انكلترا بجمع إحصاءات الطقس في عام 1659، ولكن لم تبدأ البلدان بتبادل البيانات السنوية حتى عام 1873 من خلال ما أصبح يعرف لاحقاً بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وبالتالي فإن السجل العالمي الرسمي لم يبدأ حتى عام
  2. الارتفاع الكبير في أربعينيات القرن العشرين
    من المرجح أن يكون ازدهار الصناعة وامتلاك السيارات على نطاق واسع قد حفّز هذه القفزة فوق المتوسط. ومن المفارقات، بأنه هذا الارتفاع توقف بعد فترة قصيرة بسبب اندلاع تلوث الهباء الجوي الناجم عن الفحم والنفط، والذي يقوم بتبريد الكوكب عن طريق إنتاج الغيوم التي تبدّد ضوء الشمس. ولكن بحلول سبعينيات القرن الماضي، تجاوزت انبعاثات المركبات مثل ثاني أكسيد الكربون كافة آثار التبريد المرتبطة بالملوثات.
  3. الارتفاع المتزايد
    لا تحتاج إلى شهادة علمية لمعرفة أن متوسط درجة الحرارة العالمية آخذ في الارتفاع. قد تمنع تقلبات الطقس الطبيعية عام 2017 من تسجيل رقم قياسي جديد لدرجة الحرارة، ولكن بما أن السنوات الأعلى حرارة تزداد درجة حرارتها، فإن تلك السنوات التي لا تتمكن من تسجيل رقم قياسي جديد تزداد حرارتها كذلك.