ناسا تعود إلى القمر: تعرّف على أول أربعة رواد فضاء من جيل أرتميس

ناسا تعود إلى القمر: تعرّف على أول أربعة رواد فضاء من جيل أرتميس
Josh Valcarcel/NASA
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بقي يوجين سيرنان، قائد بعثة ناسا (NASA) المأهولة الأخيرة إلى القمر، أبولو 17، يشعر بالثقل الهائل لهذه الرحلة المهمة والإنجاز المفصلي بعد سنوات عديدة من عودته. وكتب سيرنان في سيرته الذاتية قائلاً: “لقد أدركت أن الآخرين ينظرون إليّ بطريقة مختلفة عن نظرتي لنفسي، لأنني واحد من 12 بشرياً وقفوا على سطح القمر. لقد تقبلتُ هذا الأمر، وتقبلتُ المسؤولية الهائلة المقترنة به، ولكنني لم أحظَ بعد ذلك بفرصة للقيام بشيء مماثل على الإطلاق”.

ولكن سينضم إلى سيرنان -الذي توفي في 2017- وزملائه في هذا الفصل المنفرد من صفحات التاريخ أربعة رواد فضاء جدد، ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين ذهبوا إلى القمر إلى 28 شخصاً. فقد أعلنت ناسا ووكالة الفضاء الكندية عن طاقم أرتميس 2، وهي أول بعثة سينطلق فيها البشر إلى ما بعد المدار الأرضي المنخفض منذ أبولو 17 في 1972. وتتضمن البعثة، التي ستدوم 10 أيام، الذهاب إلى القمر والقيام برحلة حوله بمساعدة الجاذبية، والعودة بعد ذلك إلى الأرض.

اقرأ أيضاً: ما هي ميزات بدلات الفضاء الجديدة التي ستستخدم في مهمات أرتميس؟

وقد أُعلن عن هذه البعثة في مركز جونسون الفضائي في هيوستن بتكساس، أمام حشد من شركاء ناسا، والسياسيين، والطلبة المحليين، ورواد الفضاء الدوليين، وأعضاء بعثات أبولو السابقة. وقد اختير طاقم البعثة من قبل مدير عمليات الطيران في ناسا، نورمان نايت، ورئيس مكتب رواد الفضاء في ناسا، جو أكابا، ومديرة مركز جونسون الفضائي، فانيسا وايت. وخلال الإعلان، انضم إليهم على المنصة مدير ناسا، بيل نيلسون، ووزير الابتكار والعلوم والصناعة في كندا، فرانسوا فيليب شامبين.

وقال نايت بعد أن أعلن عن المجموعة النهائية من الأسماء: “أنتم جيل أرتميس. نحن جيل أرتميس”. هؤلاء هم رواد الفضاء الأميركيون والكنديون الأربعة الذين سيمثّلون الإنسانية في الرحلة القمرية المقبلة.

كريستينا كوش، أخصائية في البعثة، ناسا

شاركت كوش في ثلاث بعثات كاملة إلى محطة الفضاء الدولية، وسجّلت رقماً قياسياً جديداً لأطول رحلة فضائية لرائدة فضاء في 2020. وقبل هذا، أجرت كوش، والتي تتحدر من ميشيغان، أعمالاً بحثية في القطب الجنوبي، كما عملت على الأدوات والمعدات في مركز غودارد للتحليق الفضائي. وستكون المهندسة الاحترافية الوحيدة في طاقم أرتميس 2. وقد قال نايت مازحاً في أثناء تقديمها: “أعلم تماماً الشخص الذي ستتصل به قيادة البعثة عندما يتعطل شيء ما في المركبة”.

وقد عبّرت كوش، أمام الجمهور الذي يتابعها من المنزل، عن ترقبها لركوب صاروخ نظام الإطلاق الفضائي (اختصاراً: “إس إل إس” (SLS)) من ناسا في رحلة تحليق في أجواء القمر قبل العودة إلى الأرض: “ستكون رحلة لمدة أربعة أيام حول القمر، حيث سيتم اختبار جميع تجهيزات مركبة أوريون الفضائية وميزاتها، وبعد الوصول إلى الجانب البعيد من القمر، سنعود إلى الأرض لنهبط في مكان ما من مياه المحيط الأطلسي. إذاً، هل أشعر بالحماس؟ بالتأكيد. ومن أهم الأشياء التي أشعر بالحماس إزاءها أننا سنحمل حماسكم وأحلامكم وآمالكم مع هذه البعثة“.

بعد أرتميس 2، ستكون كوش رسمياً أول امرأة تسافر إلى ما بعد مدار الأرض. ستدور كوش مع فريقها حول القمر مسافة 10,300 كيلومتر قبل العودة إلى الأرض.

اقرأ أيضاً: 10 مهمات قمرية تاريخية مهّدت الطريق أمام مهمات أرتميس

جيريمي هانسين، أخصائي في البعثة، كندا

تنقّل هانسين في تجاربه التدريبية بين قاع المحيط قرب جزيرة كي لارغو في فلوريدا، والكهوف الصخرية في سردينيا بإيطاليا، والغلاف الجوي قارس البرودة فوق الدائرة القطبية الشمالية. وقد قام هانسين، الذي كان طياراً في سلاح الجو الكندي، بقيادة اتصالات محطة الفضاء الدولية من مركز قيادة البعثة في 2011، ولكن هذه البعثة ستكون أول مرة يذهب فيها إلى الفضاء الخارجي. كما أن هانسين هو الكندي الوحيد المشارك في بعثة قمرية.

“نحن ندرك أن الولايات المتحدة قادرة على العودة إلى القمر دون الاستعانة بأحد، وتشعر كندا بالامتنان للعقلية والقيادة التي تحمل طابع التعاون الدولي في الولايات المتحدة”، كما قال في المؤتمر الصحفي. وسلّط هانسين الضوء أيضاً على السلوك الكندي المندفع نحو الأمام في مجالات العلوم والتكنولوجيا: “لقد أسهم الكثيرون في هذه الخطوة التي أفضت إلى ذهاب شخص كندي إلى القمر في إطار شراكة دولية. فلننطلق”.

فيكتور غلوفر – طيار، ناسا

يعتبر غلوفر من الطيارين المخضرمين، سواء في أجواء الأرض أو في الفضاء الخارجي. يتحدر غلوفر من كاليفورنيا، وتشمل خبراته، بين الركوب والقيادة، أكثر من 40 نوعاً مختلفاً من المركبات، بما فيها كبسولة كرو دراغون من سبيس إكس (SpaceX) في 2020 خلال أول رحلة فضائية تجارية على الإطلاق إلى محطة الفضاء الدولية. وقد ذُكرت قيادته المميزة ومكانته الرفيعة ضمن فئته من رواد الفضاء عدة مرات خلال الحدث. وقد قال قائد أرتميس 2، ريد وايزمان: “في السنوات القليلة الماضية، أصبح بمثابة معلّم لي”.

في خطابه، تحدث غلوفر عن المستقبل العظيم للتحليق الفضائي البشري. وقال: “إن أرتميس 2 ليست مجرد بعثة للذهاب إلى القمر والعودة بعدها إلى الأرض، بل إنها الخطوة التالية في الرحلة التي ستوصل البشرية إلى المريخ. أمامنا الكثير من العمل قبل أن نتمكن من تحقيق هذا الهدف، ونحن ندرك هذا جيداً”. سيكون غلوفر أول رائد فضاء إفريقي الأصل يسافر إلى القمر.

غ. ريد وايزمان – قائد، ناسا

أنجز وايزمان الكثير في رحلة واحدة إلى الفضاء. ففي بعثة إلى محطة الفضاء الدولية في 2014، شارك في 300 تجربة علمية، وأجرى عمليتين طويلتين للتنقل الفضائي الإفرادي خارج المركبة. وقد شغل وايزمان، الذي يتحدر من ماريلاند، منصب رئيس مكتب رواد الفضاء في ناسا من 2020 إلى 2022، كما ترأس الأعمال الدبلوماسية مع وكالة الفضاء الروسية، روسكوزموس (Roscosmos).

وقال نايت متحدثاً عن خدمة وايزمان العسكرية الحافلة بالإنجازات والتكريمات: “لطالما كانت هذه طبيعتك. إنها المهمة التي وُلِدت للقيام بها”.

اقرأ أيضاً: عودة البشر إلى القمر: بدء العد التنازلي لمهمة أرتميس 1

يُعتبر الحفاظ على السلامة خلال البعثات الفضائية أهم مسؤوليات قادة البعثات. وبما أن طاقم أرتميس 2 هم أول مجموعة من رواد الفضاء الذين سيستخدمون صاروخ “إس إل إس” والمركبة الفضائية أوريون، فسوف يكونون مسؤولين عن اختبار تكنولوجيات التحليق الجديدة من ناسا وسبيس إكس من حيث ديمومتها واستقرارها، وذلك خلال مراحل الرحلة المختلفة، بدءاً من مغادرة الغلاف الجوي للأرض، والاندفاع نحو الحقل الثقالي للقمر، والالتفاف حوله، والعودة إلى الأرض في محاولة لدخول غلافها الجوي بأمان. وسيكون وايزمان مسؤولاً عن كل هذا مع الاستعانة برواد الفضاء الآخرين، إضافة إلى توجيهات قيادة البعثة على الأرض.