تصورات محتملة لما كانت تبدو عليه بعض أقدم النجوم في كوننا

3 دقائق
تصور فني محتمل لما كانت تبدو عليه النجوم الأولى في الكون. مصدر الصورة: ن.ر.فولر، مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية

بداية باردة

عندما ننظر عبر التلسكوبات، يمكننا عندها أن ننظر إلى الماضي. فالضوء ينتقل بسرعة، ولكنه لا يزال مع ذلك يستغرق الكثير من الوقت حتى يسافر من مصادره المنتشرة في أرجاء الكون لكي يصل إلى أعيننا المستقصية. وقد رصدنا ثقوباً سوداء هائلة الحجم تعود إلى الحقبة الأولى من عمر الكون، حيث لم يكن قد مضى على الانفجار الكبير سوى 800 مليون سنة.

ولكن الباحثين تمكنوا، كما تقول دراسة نُشرت مع حلول مارس في مجلة Nature، من النظر إلى ماضٍ أبعد من ذلك، وذلك عندما كانت النجوم الأولى تتشكّل في كوننا، حيث لم يكن قد مضى على الانفجار الكبير سوى 180 مليون سنة فقط.

يقول ألان روجرز، الفلكي في مرصد هايستاك التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بيان صحفي له: "إن ما كان يحدث في تلك الفترة من عمر الكون، هو أن بعض الإشعاعات الصادرة عن النجوم الأولى بدأت تسمح للهيدروجين بالظهور. وهو ما دفع الهيدروجين ليبدأ بامتصاص الإشعاعات الخلفية الكونية، وبالتالي أصبحت رؤيته ممكنة على شكل صور ظلّيّة، عند ترددات راديوية معينة. تلك كانت الإشارة الحقيقية الأولى بأن النجوم بدأت بالتشكل فعلاً، وبالتالي بدأت بالتأثير على الوسط المحيط من حولها".

يعتقد الباحثون أنه من غير المرجح لنا أن نعود إلى حقبة أقدم في ماضي النجوم في وقت قريب، ولكنهم سيواصلون البحث عن المعلومات المتعلقة بمرحلة الطفولة من عمر الكون، بما في ذلك معرفة الأسباب التي تجعل غاز الهيدروجين يبدو أكثر برودة بكثير مما هو متوقع. وتشير ورقة بحثية أخرى في مجلة Nature إلى أن ذلك قد يعود إلى وجود المادة المظلمة، وهي احتمالية مذهلة تجعل الباحثين الآخرين توّاقين للتقصّي عنها.

في خضم جميع الأخبار الأخرى عما كان يجري في العالم خلال الأسبوع الأول من مارس، ربما لم يتسنّى لك المزيد من الوقت لأخبار الفضاء. إلا أنه كان هناك عالم كامل من الأشياء الجارية. نذكر فيما يلي عدداً من القصص الأخرى التي ربما فاتك الاطلاع عليها:

يبدو القمر جافاً، ولكنه يحتوي على الماء بالتأكيد.
مصدر الصورة: مركز جودارد للرحلات الفضائية التابع لوكالة ناسا

قمر رطب وموحش

خلال الأسبوع الأول من مارس، كان هناك الكثير من الأخبار المتعلقة بالقمر. نعلم مسبقاً أن الماء موجود على القمر وأن هناك صعوبات كبيرة محتملة قد تحول دون وصولنا إلى كميات منه. ولكن دراسةً جديدةً نُشرت في دورية Nature Geoscience، وجدت أن الماء قد يكون أكثر انتشاراً مما كنا نظن، أي أنه منتشر على امتداد مناطق جغرافية واسعة، ولكنها خلصت أيضاً إلى أن جزيئات الماء قد يصعب الوصول إليها إلى حد كبير (على شكل جزيئات هيدروكسيل فعالة OH، بدلاً من H2O).

يهتم الباحثون بفهم المزيد عن احتياطات القمر من المياه لأن الماء يمثل مورداً ثميناً للبعثات المستقبلية، فهو مورد هام جداً للشرب بلا شك، ولكنه هام أيضاً لكي يتفكك إلى أوكسجين (للتنفس) وهيدروجين (لتزويد الصواريخ بالوقود).

كما أن الماء على سطح القمر يقدم لنا معلومات عن تطور التابع الطبيعي لأرضنا. فقد قامت ورقة بحثية نُشرت في دورية Earth and Planetary Science Letters باستخدام نماذج لمحاكاة نظريات عن الطرق المحتملة التي تشكلت بها القمر. وقد وجد مؤلفوها أن الانتشار الجغرافي للماء على نطاق واسع من سطح القمر بقي متوافقاً مع الفرضية المطروحة، والتي تقول إن جسماً آخر بحجم كوكب اصطدم بالأرض خلال مرحلة مبكرة من عمرها. حيث تسبب الاصطدام بتطاير مواد منهما باتجاه الفضاء، والتي تجمعت لتشكل قمرنا في نهاية المطاف.

انطلق GOES-S

كيف يبدو الأمر عندما يلتقط قمر اصطناعي لأغراض الطقس على كاميرته عملية إطلاق قمر اصطناعي آخر لأغراض الطقس؟ سيكون شيئاً شبيهاً بالصورة التالية:

حقوق الصورة: CIRA and RAMMB

تلك العلامة المضيئة الصغيرة كانت الطاقة الحرارية الصادرة عن الصاروخ الذي يحمل GOES-S (أصبح يحمل الآن اسم GOES-17)، والذي يعد أحدث قمر اصطناعي لكل من ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا". حيث سيقوم بمراقبة الظروف الجوية القاسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد تم تصويره من قبل القمر الاصطناعي الذي سبقه مباشرة GOES-16، والذي قام أيضاً بالتقاط العوادم الناجمة عن عملية الإطلاق.

حقوق الصورة: CIRA and RAMMB

هل ترى تلك الخصلة الخيطية التي تتوجه عبر السحب بالقرب من كيب كانافيرال؟ أجل، إنه هو مرة أخرى! وقد أمكن إنتاج هذه الصور بواسطة أداة تسمى "جهاز التصوير الأساسي المتطور". يمكنك قراءة المزيد هنا عن التكنولوجيا التي تمكّن هذا القمر الاصطناعي من مراقبة الطقس والتنبؤ بالكوارث.

مرافق الطواقم التفاعلي المتنقل من تصميم شركة إيرباص.
مصدر الصورة: إيرباص

يقول سايمون

وأخيراً وليس آخراً، تتضمن الأخبار الحديث عن روبوت فضائي. حيث سيتوجه مرافق الطواقم التفاعلي المتنقل (اختصاراً: سايمون) إلى محطة الفضاء الدولية ISS في يونيو القادم. هذا الرفيق الذي يبلغ من الوزن 5 كيلوجرام، والمزود بتكنولوجيا واطسون من آي بي إم، سيقوم بتتبع رواد الفضاء على متن ISS ومساعدتهم... مهلاً لحظة، ما الذي يمكن لكرة مستديرة بلا جسد تحمل وجهاً مبتسماً أن تفعله بالضبط؟

بحسب ما ورد في مدونة آي بي إم، فإن رواد الفضاء "سيقومون معاً بتجربة البلورات، وحل أحجية مكعب روبيك السحري بالاعتماد على مقاطع الفيديو، وإجراء تجربة طبية معقدة مستخدمين سايمون ككاميرا طائرة ’’ذكية‘‘ ".

نأمل هذه المرة أن يسير الأمر بشكل أفضل مما حدث مع فكرة روبونوت الأخيرة (روبوت خاص بناسا مصمم على هيئة بشرية). تم توضيب "روبونوت 2" الذي تعرض لخلل كبير أوقفه عن العمل منذ 2015 على متن ISS، وهو ينتظر العودة إلى الأرض بطريقة غير رسمية.