ما الفرق بين الكويكب والمذنب؟

2 دقائق
الكويكب ريوجو الذي يستقبل حالياً زيارة من المركبة الفضائية هايابوسا 2.

يكتظ نظامنا الشمسي بالأشياء التي تدور حول الشمس، حيث تدور الأرض حول الشمس مرة كل 365 يوماً تقريباً، وتشاركها في الدوران سبعة كواكب أخرى مع أقمارها التي تدور حول هذه الكواكب، إضافة إلى الكثير من الأجسام الأخرى، بما فيها الكويكبات والمذنبات.

ولكن ما ماهية الكويكبات والمذنبات؟

ليس الكويكب سوى مجرد صخرة تدور حول الشمس، صحيح أن الكويكبات أصغر من الكواكب، ولكن يمكن أن يصل بعضها إلى أحجام كبيرة، حيث يبلغ عرض أكبرها (الكويكب فيستا) حوالي 529 كيلومتراً وفقاً لناسا، أما أصغر كويكب درسه العلماء فلا يتجاوز عرضه 1.8 متر.

ويوجد 780,290 كويكباً في النظام الشمسي، ولكنها لا تتألف جميعها من نفس المواد، حتى أن العلماء يصنفونها إلى ثلاث مجموعات بناء على مكوناتها: المعدنية، والحجرية، والمؤلفة من صخور صلصالية أو تحتوي على السيليكا.

وما زلنا نحاول تعلم المزيد عن الكويكبات، فقد وصلت المركبة اليابانية هايابوسا 2 مؤخراً إلى الكويكب ريوجو، كما أن بعثة أوزيريس ريكس لناسا تتجه إلى كويكب آخر اسمه بينو، وتخطط كل من هاتين البعثتين لاستخلاص عينة من الغبار والصخور من سطح الكويكب وإعادتها إلى الأرض.

وقد أجرت هايابوسا 2 الكثير من القياسات على ريوجو، وهي تدور حالياً حول الكويكب، كما أُرسِلت ثلاث آلات أخرى إلى السطح، ومن هذه الآلات مسبار سطحي لم يتحرك كثيراً من مكانه أثناء استكشاف السطح لمدة 17 ساعة. وقد بدأ العلماء على الأرض يدرسون قياسات المسبار بهدف التوصل إلى المزيد من المعلومات حول كيفية تشكل الكويكب، أما الآلتان الأخريان فهما أصغر بكثير، وهما مصمَّمتان للقفز حول السطح، ويعملان على استكشاف السطح بشكل ذاتي منذ 21 سبتمبر.

المذنب 67 بي/ تشوريوموف- جيراسيمينكو كما بدا من المركبة الفضائية روزيتا في 2015، أما الغشاوة الظاهرة في الصورة فهي جزء من هالة (ذؤابة) المذنب.
مصدر الصورة: إيسا/ روزيتا/ الكاميرا الملاحية، جميع الحقوق الأدبية محفوظة وفق الرخصة الأصلية

لا شك في أن الكويكبات مليئة بالإثارة، ولكن ماذا عن المذنبات؟ يبلغ عدد المذنبات المعروفة في النظام الشمسي 3,526 مذنباً، وهما بذلك يختلفان -أولاً- من حيث العدد.

وعلى العكس من الكويكبات، يبدو المذنب أقرب إلى قطعة قذرة من الجليد منه إلى صخرة، ويبقى قلبه -المسمى بالنواة- متجمداً ومتصلباً أثناء سفره عبر أقاصي النظام الشمسي. كما تميل المذنبات إلى اتخاذ مدارات تبتعد فيها كثيراً عن الشمس، حيث تكون الحرارة أخفض بكثير من المنطقة قرب الأرض، ولكن في بعض الأحيان، يجلبها المدار إلى منطقة قريبة.

ومع اقتراب المذنب من دفء الشمس، ترتفع حرارة الجليد ويتحول مباشرة إلى بخار، مما يؤدي إلى نشوء غيمة من الغبار والغاز في أثر نواة المذنب، وتسمى هذه الغيمة بالهالة أو الذؤابة، وهي تمنح المذنب منظراً ذا غشاوة، ومع زيادة اقترابه من الشمس يلحق به أثرُ الغاز والغبار مدفوعاً بالجسيمات المتدفقة من الشمس، مما يؤدي إلى ظهور ذيلٍ قد يمتد إلى مئات آلاف الكيلومترات، وهو يشير دائماً إلى الاتجاه المعاكس لاتجاه الشمس.

وحين يقترب المذنب من الأرض، يبدو ذيله كخطٍّ لامع في السماء، ورغم أن هذا لا يحدث كثيراً إلا أنه يشكل منظراً جميلاً ومثيراً للمشاعر، ولطالما سجَّل الناس حول العالم مناسبات رؤية المذنبات منذ آلاف السنين.

وقد اقتربنا من المذنبات كثيراً أيضاً؛ فقد حلَّقت بعثة ستاردست عبر ذيل أحد المذنبات وعادت إلى الأرض مع بعض العينات في 2006، كما أن بعثة روزيتا -التي انتهت في 2016- التقطت أكثر من 100,000 صورة مذهلة لسطح أحد المذنبات.

كما أن هناك بضعة مذنبات تمر قرب الأرض كل عام، ولكن لا يمكن رؤية الكثير منها إلا باستخدام التلسكوب، وإذا كانت ذؤابة أحد المذنبات ساطعةً بما يكفي لتُرى بالعين المجردة، فيمكنك أن تعد نفسك سعيد الحظ!

هذا هو إذن الفرق الكبير بين المذنبات والكويكبات؛ حيث تتألف الكويكبات من الصخور والمعادن، بينما تتألف المذنبات من مواد متجمدة تذوب عند اقترابها من الشمس.