مركبة ناسا الفضائية “جونو” على وشك استكشاف أسرار البقعة الحمراء العظيمة للمشتري

1 دقيقة
في العاشر من يوليو، ستقترب المركبة الفضائية جونو بما فيه الكفاية لاستكشاف الطبقة الخارجية للبقعة الحمراء العظيمة للمشتري.

لقد استمر البشر بمراقبة البقعة الحمراء العظيمة للمشتري عبر المناظير منذ أكثر من 300 عام. ولقد ساعدتنا بعثتي فوييجر وجاليليو على معرفة المزيد عن هذا الإعصار الممتد بعرض 16093 كم، لكن ما زال هناك الكثير من الأسرار الغامضة حول هذا الإعصار، والتي تحتاج إلى الاستكشاف.

حسناً، من الأفضل أن نستعد للاقتراب الجديد في الأسبوع القادم لمركبة ناسا الفضائية "جونو"، والتي ستقترب أكثر من أي مركبةٍ سابقةٍ إلى ذلك الإعصار الغاضب، ونأمل أن تطلعنا على بعضٍ من أسراره.

في 10 يوليو، ستحلق جونو فوق مركز البقعة الحمراء العظيمة على ارتفاع حوالي 9000 كم. وخلال هذا الاقتراب، ستتوجه جميع أجهزة المركبة الثمانية -من ضمنها الكاميرا- إلى البقعة من أجل جمع البيانات حولها.

يشير سكوت بولتون، الذي يدير بعثة جونو، إلى أن الفريق يتطلع إلى الإجابة عن عدة أسئلةٍ خلال اقتراب المركبة. يقول بولتون: "السؤال الأساسي الأهم هو: ما هو شكل البقعة عندما تقترب منها كثيراً؟ هذا سؤالٌ أساسيٌ وبديهي، وهناك بالطبع أسئلةٌ علميةٌ أخرى مرتبطةٌ به".

رغم أن بولتون لا يستطيع معرفة ما ستكتشفه مركبة جونو، لكنه يأمل أن ترسل كاميراتها صوراً مدهشةً، وهو أمرٌ ليس بجديدٍ بالنسبة للمركبة، إذ أنها قد أرسلت فعلاً صوراً مذهلةً للجانب الآخر للكوكب العملاق.

صورةٌ مذهلةٌ للقطب الجنوبي للمشتري، لقطتها عدسة المركبة الفضائية جونو. يأمل العلماء أن ترسل المركبة صوراً أخرى مذهلةً للبقعة الحمراء العظيمة أيضاً.

قد تكشف لنا البيانات القادمة تفاصيل أكثر عن كيفية عمل هذه الإعصار العملاق، والذي تعصف الرياح فيه بسرعة 684 كم\سا، وعن غلاف المشتري بشكلٍ عام. قد تساعد التجهيزات الموجودة ضمن المسبار على معرفة سبب اللون الأحمر للبقعة، وقد تسبر أغوارها لأول مرةٍ في تاريخ البشرية.

يقول بولتون: "ستنظر المركبة خلال قمم الغيوم، وقد نتمكن من استكشاف مدى عمق جذور هذا الإعصار. هل سنكتشف بصمة الإعصار تحت قمم الغيوم، أم ستكون النظرة سطحيةً فقط؟ قد يساعدنا هذا الأمر على فهم كيفية تشكل الإعصار، وسبب استمراره حتى الآن".

يعتقد كثيرٌ من العلماء بأن جذور الإعصار ممتدةٌ عميقاً جداً داخل الغلاف الجوي للمشتري، لكن يقول بولتون بأن مراقبة جونو قد تنقض هذه الفرضية. يقول بولتون: "لم تكن لدينا حتى الآن أدواتٌ تستطيع استكشاف ما تحت الطبقة الخارجية للمشتري".