شارك
الرئيسية
4 دقيقة
ربما سمعنا جميعاً بالثعلب الماكر في صغرنا، والسلحفاة التي سبقت الأرنب المتكبر بمثابرتها في السير، لكن هل هذه القصص والروايات عن الحيوانات مجرد خرافات أم حدثت بالفعل؟ وهل رأى أجدادنا أحداثاُ تعبّر عن ذكاء بعض الحيوانات المختلفة ووضعوها في قصص شعبية؟
للتحقق من مستوى ذكاء الحيوانات، تقوم العديد من المراكز البحثية من حول العالم بدراسات ضمن هذا المجال، مستخدمين في ذلك عدة مقاييس وتجارب تحدد مدى ذكاء الحيوان في نطاق معين، فالإنسان هو الكائن الأذكى بكافة المجالات، لكن هناك بعض الحيوانات التي قد تضاهي بذكائها طفلاً عمره بضع سنوات.
اقرأ أيضاً: ضفادع على ثعبان، و5 حيوانات أخرى تركب حيوانات أكبر منها
أذكى 8 حيوانات على كوكب الأرض
قد يصنف البعض الحيوانات بحسب ذكائها بالترتيب، لكن الأمر قد لا يبدو صحيحاً؛ نظراً لوجود عدة أنواع من الذكاء، وتفوق بعض الحيوانات في مجالات معينة دون سواها يجعل الأمر صعباً، لذا يمكن عرض لائحة بتلك الحيوانات ومجال تفوقها والتجارب التي تثبت ذلك كما يلي:
الأخطبوط
يعد الأخطبوط من اللافقاريات الأذكى على كوكب الأرض، ويجمع ضمن مهاراته خفة الحركة والذكاء والقوة، ويمتلك الأخطبوط دماغاً كبيراً نسبياً بالنسبة لحجم جسمه، ويحتوي رأسه على الدماغ المركزي. تتوزع ثلاثة أخماس أعصاب الأخطبوط على أذرعه الثمانية التي تعمل كمراكز عصبية محيطية، وتعد قدرته على فتح غطاء علبة بحاجة للتدوير من أشهر تجارب إثبات ذكاء الأخطبوط.
ويتميز الأخطبوط بذكاء عالٍ للأسباب التالية:
- يمتلك ذاكرة قصيرة وطويلة الأمد ذات كفاءة عالية، نظراً لسلوكه المتاهات وتعلمه منها، وإمكانية التعرف على الأفراد الذين يتعاملون معه على الرغم من ارتدائهم الزي الموحد.
- يمكنه تغيير شكله والتمويه بحسب المكان الذي يقف به لتجنب المفترسات، وللإيقاع بضحاياه.
- يمتلك القدرة على حل المشكلات.
- يستخدم الأدوات مثل أعواد الخشب وغيرها.
- لديه وعي بدائي لذاته، يشابه وعي طفل عمره 3 سنوات.
الغراب
ينافس الغراب القرود في الذكاء أحياناً، فالغربان قادرة على التعلم من تجاربها، ومن الممكن أن تتعلم من البشر كيفية تشغيل أجهزة معينة، ولوحظ أن بعض الغربان في اليابان تستغل قساوة الإسفلت لتحطيم قشرة الجوز القاسية بإسقاطها من علو مرتفع، لكن ما يثير الدهشة أن بعض الغربان تعلمت قراءة إشارات المرور، فتضع الجوز عندما تكون الإشارة حمراء على الشارع وتبتعد عندما تصبح خضراء فتحطم السيارات المارة قشرة الجوز وتأخذها الغربان عندما يصبح لون الإشارة أحمر مجدداً.
أهم ما يميز ذكاء الغربان ما يلي:
- تعيش في جماعات مكونة من أزواج أو أفراد لا رابط بينها، فهي حيوانات ذكية اجتماعياً.
- يمكنها استخدام الأدوات، ومن الممكن أن تبتكرها، حيث يمكن أن يستخدم الغراب الأسلاك المعدنية كخطاف ليصل إلى ما يريد تناوله.
- تتعرف على الوجوه البشرية.
- تخزّن طعامها لأوقات لاحقة.
- يمكن مقارنة ذكاء الغربان بذكاء طفل عمره 7 سنوات.
اقرأ أيضاً: أكثر الحيوانات براعة في التمويه
الدلافين
يشار إلى الدلافين أحياناً على أنها ثاني أذكى الحيوانات على وجه الأرض، بسبب ارتفاع نسبة حجم دماغها إلى جسمها، وتتميز الدلافين بالأمور التالية:
- يمكنها إظهار المشاعر.
- تقوم الدلافين بالترفيه واللعب بشكل متطور تبعاً لعمرها.
- تعيش ضمن مجموعات وتتعاون فيما بينها.
- تستخدم الأدوات، فيمكنها أن تستخدم الإسفنج البحري لتحمي نفسها عندما تمر ضمن الحيد المرجاني.
- تقوم الدلافين بالخداع، إذ قامت بعض الدلافين المدربة في حوض السباحة على التقاط القمامة من الحوض مقابل مكافأة من الطعام، بإخفاء قطع من القمامة والورق تحت بعض الصخور لكي تحصل على مكافآت أكثر.
- يمكنها التواصل بشكل فعّال مع بعضها بعضاً بلغة خاصة.
- لدى الدلافين سونار صوتي يجعلها تستشعر ما يجري من حولها.
الراكون
يمتلك الراكون نحو 438 مليون خلية عصبية في دماغ صغير نسبياً، ما يجعله من أذكى الحيوانات على اليابسة، ويعد الراكون مصدر إزعاج كبيراً للسكان في الولايات المتحدة الأميركية، إذ ينبش النفايات ويدخل المنازل على الرغم من وجود عدة عوائق تمنع دخوله، وأكثر ما يميزه من حيث الذكاء ما يلي:
- لدى الراكون ذاكرة قوية.
- يقوم الراكون بحل المشكلات بشكل جيد.
- يستعطف الراكون البشر عندما يعطونه طعاماً، فيمكن أن يمد يده ليطلب الطعام من شخص أعطاه إياه سابقاً.
- تستطيع حيوانات الراكون فتح الأقفال المعقدة والأبواب، فهي تملك مهارات إدراكية عالية وقدرة على استخدام أيديها مثل القرود.
اقرأ أيضاً: حتى الحيوانات عملت كجواسيس أيضاً
النحل
لا ينظر لذكاء النحل على مستوى الأفراد بل على مستوى السرب، فالنحل من الكائنات التي تتبع نظاماً اجتماعياً ملكياً وتتخذ قراراتها بديمقراطية، حيث تجتمع نحو 50,000 عاملة لاتخاذ قرار الانتقال لمستعمرة جديدة، وينطلق البعض لاستكشاف المساكن المحتملة، وعندما تعود تعبّر عن جودة المكان الذي وجدوه بالرقص، فالمجموعة التي وجدت المكان الأفضل سترقص بشكل أكثر حماسة لتقنع باقي السرب بالذهاب إليه، وأهم الأمور التي تميز النحل من حيث الذكاء ما يلي:
- لديه مهارات تواصل عالية.
- مهارات التصميم والبناء للمستعمرات والخلايا وتنسيق تخزين العسل.
- التعرف على الوجوه والصور.
- للنحل القدرة على العد.
- لديه ذاكرة جيدة.
الخنزير
يشتهر الخنزير بأنه من الحيوانات القذرة التي تعيش بفضلاتها، لكن الخنازير تمتاز بمستوى ذكاء عالٍ نسبياً من الناحية الإدراكية والعاطفية، وتمكنت الخنازير بحسب التجربة المجراة في بريطانيا من قِبل العالم دونالد بروم، والمنشورة نتائجها في دورية سلوكيات الحيوان عام 2009، من أن تستخدم الانعكاس للعثور على طعامها، إذ وضع العلماء الطعام بعيداً عن الخنازير ولكنه كان مرئياً من خلال انعكاسات متاهة من المرايا، فتعلمت الخنازير الاستفادة من الانعكاس للوصول إلى الطعام. وأهم ما يميز الخنازير بمجال الذكاء الأمور التالية:
- تمييز الأفراد بعضها بعضاً وتذكر الاختلافات.
- التواصل مع بعضها من خلال اللمس والرائحة والصوت والبصر.
- تعلم التقاط الإشارات اللفظية وغير اللفظية للبشر.
- استخدام الأدوات ولعب ألعاب الفيديو.
الفيل
تمتلك الفيلة أكبر دماغ بين الحيوانات البرية، إذ يبلغ وزن دماغ الفيل نحو 5 كلغ، ولديها ذاكرة قوية تصل لسنوات طويلة، حيث تذكرت بعض الفيلة أفراد عائلتها بعد عقود من انفصالها عنها. وتتميز الفيلة بصفات الذكاء التالية:
- تظهر الفيلة تعاطفاً كبيراً فيما بينها وتحزن على موتاها.
- تستطيع الفيلة استخدام الأدوات.
- تنظف الفيلة طعامها قبل تناوله.
- تفهم الفيلة أوامر الإنسان لها في الأسر.
- تمتلك الفيلة وعياً ذاتياً عندما ترى نفسها في المرآة.
الشمبانزي
من المعروف لدى الأغلبية أن الشمبانزي يعد من أذكى الكائنات، ولكن على الرغم من ذلك لا يبلغ مستوى ذكائها سوى مستوى طفل عمره 5 سنوات. ومن أشهر الأمور التي تتميز بها الشمبانزي ما يلي:
- التواصل مع بعضها برموز وأصوات مختلفة وتتواصل مع الحيوانات الأخرى.
- تعلم لغة الإشارة والتواصل مع البشر.
- لديها مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي.
- الشعور بالغيرة عند رؤيتها شيئاً بيد غيرها.
- شن الحروب ضد بعضها بعضاً.
- استخدام الأدوات وتصنيعها مثل تشكيل الرماح للصيد.
اقرأ أيضاً: 8 أساليب تلجأ إليها الحيوانات لتفرض سيطرتها على منطقتها
تطول اللائحة التي تذكر الحيوانات الذكية، فلا يزال هناك الكلاب والببغاوات والقطط والماعز والجرذان وغيرها، لكن يبقى دور الإنسان أن يعتني بهذه المخلوقات ويحافظ عليها وعلى البيئة التي هي بيتنا المشترك، فالبشر هم الكيان الأكثر ذكاءً ووعياً على هذه الأرض.