التقط فريق من الباحثين في معهد غاي هارفي للأبحاث (Guy Harvey Research Institute) بجامعة نوفا ساوث إيسترن لقطات مذهلة لصيد سمكة أبو شراع (sailfish)، كما تُرى من منظور السمكة نفسها. لتحقيق ذلك، صمم الفريق بطاقة مزودة بأجهزة استشعار متقدمة وكاميرا تتمتع بمزايا كاميرا غو برو (Go Pro) الشهيرة. ذهب الباحثون إلى رحلة صيد في منطقة تروبيك ستار لودج في بنما، حيث اصطادوا سمكة أبو شراع ووضعوا البطاقة التي صمموها عليها ومن ثم أطلقوها مجدداً إلى المياه، كان هدفهم الأولي دراسة كيفية تعافي سمكة أبو شراع بعد أن يصطادها الصيادون، لكن سرعان ما غيروا تركيزهم إلى أسلوبها في الصيد.
أسلوب صيد سمكة أبو شراع
يقول مؤلفو الدراسة إن أنماط الصيد لدى أسماك أبو شراع، المعروفة بأنها الأسرع في العالم، ما زالت غير معروفة تماماً، إلا أن أبرز نمط شائع معروف هو تجمع هذه المفترسات العليا معاً ومهاجمة فرائسها من أسماك الطعم بأفواهها الحادة التي تساعدها على الإمساك بها وتمزيقها، ويحدث كل ذلك قريباً من سطح مياه المحيط ويمكن للناس مشاهدته بسهولة، إلا أن البحث الجديد نظر فيما يحدث عندما تصطاد سمكة أبو شراع فريستها بمفردها.
اقرأ أيضاً: لماذا ما تزال المواد الصناعية عاجزة عن تقليد جلد سمك القرش؟
أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، رايان لوغان، لموقع فيز دوت أورغ (Phys.org) أن أسماك أبو شراع تقضي معظم وقتها في الغوص بين سطح الماء وطبقة المنحدر الحراري، حيث تتناقص درجة حرارة المياه، فمن المعروف أن هذه الطبقة تجذب أعداداً كبيرة من الفرائس التي تتجمع فيها تجنباً للمياه الباردة، وربما كانت أسماك أبو شراع تستفيد من ذلك. ويضيف: "على الرغم من أن معظم المشاهد لا يظهر فيها سوى المياه الزرقاء، لكنني أدركت أن ثمة ما يحدث حين لاحظتُ سمكة أبو شراع تسبح مسرعةً نحو السطح".
مشاهد مذهلة لسمكة أبو شراع
التقط الباحثون مشاهد مذهلة لسمكة أبو شراع تزن 45 كيلوغراماً وهي تندفع مسرعة إلى السطح من عمق 60 متراً وهي تطارد سمكة تونا صغيرة. في مقطع الفيديو، تضرب سمكة أبو شراع سطح الماء بقوة وهي تهجم بعنف على سمكة التونا مرة تلو المرة إلى أن تتمكن أخيراً من قتلها. يقول الباحثون إن هذه المشاهد، إلى جانب دراسة معدلات الأيض لدى سمكة أبو شراع، يمكن أن تساعد في توضيح الجوانب غير المعروفة من بيولوجيا هذه المخلوقات، مثل عدد المرات التي تحتاج فيها إلى التغذية.
اقرأ أيضاً: سمكة بالكاد تنام قد تجعل البشر من الحيوانات الليلية
ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن سمكة أبو شراع حصلت على قدر كبير من الطاقة من صيدها الناجح مقارنة بالجهد الذي تبذله في المطاردة، فكمية الطاقة التي حرقتها في أثناء البحث عن الفريسة على مدار النهار والليل كانت كبيرة، ويقترحون أنه من الممكن استخدام النهج الذي اتبعوه كنقطة انطلاق لتوفير المعلومات اللازمة لنماذج الطاقة والغذاء المستقبلية، وتعميق فهمنا لدور هذه الحيوانات المفترسة البحرية في محيطاتنا.