هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
«كم من الأشياء تم إنكارها يوماً ما، لتصبح حقائق في اليوم التالي فحسب!» الروائي «جول فيرن»، في قصته من الأرض إلى القمر تأتي التقنيات الحديثة التي نستخدمها يومياً من أفكار المبتكرين والمبدعين الذي يقضون أوقاتهم في مختبرات الأبحاث، من أجل مهمةٍ واحدة، وهي إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهنا وابتكار المنتجات الجديدة. ومع ذلك، ظهرت بعض الأفكار والاختراعات المعاصرة أولاً في قصص الخيال العلمي، حيث تنبأت بها العديد من الأفلام والروايات بدقةٍ، ومهّدت الطريق للعديد من التقنيات التي نتمتع باستخدامها اليوم. استلهم المهندس والفيزيائي الأميركي «روبرت جودارد» ابتكاره أول صاروخ يعمل بالوقود السائل في العالم، من رواية الخيال العلمي «حرب العوالم»…
هذا المقال يحتوي معلومات مدققة علمياً لن تجدها في أي مكان آخر
«كم من الأشياء تم إنكارها يوماً ما، لتصبح حقائق في اليوم التالي فحسب!»
الروائي «جول فيرن»، في قصته من الأرض إلى القمر
تأتي التقنيات الحديثة التي نستخدمها يومياً من أفكار المبتكرين والمبدعين الذي يقضون أوقاتهم في مختبرات الأبحاث، من أجل مهمةٍ واحدة، وهي إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهنا وابتكار المنتجات الجديدة. ومع ذلك، ظهرت بعض الأفكار والاختراعات المعاصرة أولاً في قصص الخيال العلمي، حيث تنبأت بها العديد من الأفلام والروايات بدقةٍ، ومهّدت الطريق للعديد من التقنيات التي نتمتع باستخدامها اليوم.
استلهم المهندس والفيزيائي الأميركي «روبرت جودارد» ابتكاره أول صاروخ يعمل بالوقود السائل في العالم، من رواية الخيال العلمي «حرب العوالم» التي كتبها الروائي العظيم «هربرت جي. ويلز» عام 1898. كما ظهر الكمبيوتر اللوحي أول مرة بالفعل في فيلم المخرج «ستانلي كوبريك»، «2001: أوديسا الفضاء» عام 1969.
امتلك الخيال العلمي على مر الأعوام أثره الواضح على حياتنا؛ إذ كانت العديد من الابتكارات والتقنيات، وحتى أسلوب حياتنا، التي نعدها اليوم أمراً مسلماً به، مجرد أفكار في مملكة الخيال العلمي يوماً ما.
إليكم بعض هذه الابتكارات التي تحولت من مملكة الخيال العلمي إلى أرض الواقع.
الغواصة
افتُتن المخترع الأميركي «سيمون ليك» بفكرة السفر والاستكشاف تحت سطح البحر، منذ أن قرأ رواية الخيال العلمي الشهيرة للروائي جول فيرن بعنوان «عشرون ألف فرسخ تحت سطح البحر» في عام 1870، حيث تخيل في الرواية سفينةً كبيرةً تغوص تحت الماء أطلق عليها اسم «Nautilus».
وفي عام 1897، بنى سيمون ليك غواصة «Argonaut1»، وهي مركبة بطول 36 قدماً تعمل بمحرك بنزين بقوة 30 حصان، كان ما يميزها مجموعة من العجلات التي سمحت لها بالتوازن عند الإبحار على السطح. كما امتلكت منظاراً للرؤية، وغرفةً للغواص، وخرطوماً عائماً لتوفير الهواء للمحرك والطاقم.
استخدم ليك الغواصة في بداية الأمر لإنقاذ حطام السفن الغارقة في خليج تشيسابيك، لكنه في عام 1898 استخدمها للإبحار من نورفولك في ولاية فرجينيا إلى ساندي هوك بولاية نيو جيرسي. وهي الرحلة التي اعتبرت منذ ذلك الحين أول رحلة لغواصة في المياه المفتوحة للمحيط.
نالت الرحلة إشادة واسعة، وأرسل الروائي جول فيرن رسالة تهنئة إلى المهندس سيمون ليك، يهنئه بها على تحقيق حلم صناعة الغواصة.
الطائرة المروحية
يخترع بطل رواية «روبور الفاتح»، التي كتبها «جول فيرن» عام 1886، أول آلة طيران أثقل من الهواء في العالم، ويُطلق عليها الباتروس، آلة طيران تشبه الطائرة المروحية.
وفي مطلع القرن العشرين، يقرأ صبي روسي صغير، يبلغ من العمر 12 عاماً، يُدعى إيجور سيكورسكي رواية فيرن، ويحاول بناء طائرته المروحية الأولى باستخدام الشريط المطاطي.
تحول سيكورسكي إلى أحد أهم رواد مجال الطيران، حيث صمم أول طائرة تجارية وأطلق عليها «Ilya Muromets»، في عام 1914. وبعدما هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1919، وفي أعقاب الحرب الأهلية الروسية، بدأ سيكورسكي شركة الطيران الخاصة به.
قام سيكورسكي بتجربة العديد من تصاميم الطائرات المروحية في حياته، قبل أن ينجح في نهاية المطاف في عام 1939 مع الطائرة طراز «VS-300»، التي تُعد أول طائرة مروحية حديثة، والأولى التي يتم إنتاجها على نطاقٍ واسع.
دائماً ما كان يقتبس سيكورسكي مقولة جول فيرن: «أي شيء يمكن أن يتخيله رجلٌ ما، من الممكن أن يصنعه رجلٌ آخر».
الكمبيوتر اللوحي
في رائعة الخيال العلمي التي قدمها ستانلي كوبريك في فيلمه «2001: أوديسا الفضاء»، حمل رواد الفضاء أجهزة كمبيوتر لوحية محمولة تحتوي على جميع المعلومات التي قد يحتاجونها.
وفي سلسلة الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الشهيرة «ستار تريك»، كان طاقم السفينة يحمل أجهزةً أطلق عليها «PADD»، وهي ترمز إلى جهازٍ محمولٍ للوصول إلى المعلومات. مثّل كلا النموذجين المفاهيم الأولى للأجهزة اللوحية التي نملكها اليوم.
الأمر المثير للاهتمام، أن الأجهزة اللوحية التي استخدمها رواد الفضاء في فيلم «أوديسا الفضاء» كانت أساساً لدعوى قدمتها شركة سامسونج ضد شركة آبل في معركتها القانونية بشأن الحقوق الإبداعية لأجهزة الكمبيوتر اللوحي.
حيث ادّعت شركة آبل أن جهازها اللوحي «آيباد» كان أول نموذج لجهاز كمبيوتر لوحي محمول، بينما ردت شركة سامسونج الدعوة بأن الفكرة تواجدت في أفلام الخيال العلمي لفترةٍ طويلة، مستشهدةً بفيلم ستانلي كوبريك، وبالتالي سُمح لهم بتطوير الفكرة.
الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل
أصبح «روبرت جودارد»، العالم الأميركي الذي صنع أول صاروخ يعمل بالوقود السائل، والذي أطلقه بنجاح في 16 مارس/آذار 1926، مفتوناً بالطيران الفضائي بعد قراءة الرواية الكلاسيكية «حرب العوالم»، التي كتبها الروائي هربرت. جي. ويلز عن غزو سكان المريخ لكوكب الأرض. وفي الرواية، أطلق المريخيون كبسولات عبر الأرض باستخدام مدافع عملاقة.
بعد دراسة الفيزياء، ركز جودارد بدلاً من ذلك على تحسين تصميم الصواريخ، التي كانت تعمل بالبارود في ذلك الوقت وتُستخدم كألعابٍ نارية أو مدفعية. أظهرت نظرية وتجارب جودارد أن الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل يمكن أن تكون أكثر كفاءة. كما نجح في تطبيق التحكم ثلاثي المحاور، وأنظمة التوجيه على الصواريخ، وكلها تسمح بالتحكم في الصواريخ بفعاليةٍ أثناء الطيران.
لم تحظَ عبقرية جودارد بالتقدير اللازم في عصره؛ لأن الصحافة في ذلك اليوم لم تكن تعتقد أن الصاروخ يمكن أن يعمل في الفراغ. وبعد أن سخرت صحيفة نيويورك تايمز من أفكاره في عام 1920، قال جودارد كلماته الشهيرة: «كل رؤية مستقبلية هي مزحة حتى يأتي من يحققها أول مرة؛ وبمجرد إدراكها، تصبح أمراً شائعاً».
السيارات ذاتية القيادة
بعد مشاركته في المعرض العالمي لعام 1964، أرسل كاتب الخيال العلمي إسحاق عظيموف مقالاً لصحيفة نيويورك تايمز يتخيل ماهية الاختراعات التي سيتم عرضها في المعرض العالمي بعد 50 عاماً.
ليذكر في مقاله: «سيُبذل الكثير من الجهد في تصميم المركبات التي تملك أدمغة الروبوتات، وهي مركبات يمكن ضبط وجهاتها مسبقاً، والتي ستستمر في القيادة دون الحاجة لتدخلٍ من ردود الفعل البطيئة للسائق البشري».
كما قدم فيلم مثل «I, Robot» من بطولة النجم «ويل سميث»، فكرة السيارات بدون سائق، إذ يصوّر عالماً بدون حوادث سيارات، حيث لا يضطر أحد إلى إضاعة وقته في القيادة خلال الرحلة.
حتى وقتٍ قريب، كانت رؤية هذه التكنولوجيا تبدو وكأنها خيال علمي في حد ذاتها، لكن مع دخول أكبر الشركات العملاقة في هذا المجال، مثل جوجل وتسلا، واختبارهم لهذا النوع من السيارات ذاتية القيادة بالفعل، أصبح الأمر حقيقةً.
هناك الكثير والكثير من الابتكارات والاختراعات التي قدمها لنا الخيال العلمي أولاً، واستلهم منها المبتكرون التصميم والفكرة لاحقاً. لذا في المرة القادمة عندما ترى تقنيات جديدة في مسلسل «بلاك ميرور» على سبيل المثال، لا تتعجب أو تستنكر هذه التقنيات، فقد نراها بالفعل في المستقبل القريب.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.