دليلك الشامل لتقديم الإسعافات الأولية في حالات التسمم

دليلك الشامل لتقديم الإسعافات الأولية في حالات التسمم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ kirill_makarov

التسمم هو تماس عرضي مع مادة سامة أو التعرض لتراكيز سامة من مادة غير مؤذية بتراكيزها الطبيعية، ولا يُقصد بالتماس العرضي اللمس أو البلع وحسب، وإنما لسع الحشرات السامة والعقارب والأفاعي واستنشاق الغازات كغاز أول أوكسيد الكربون، أو حقن عقاقير أو مواد كيميائية أو طبية مثل الأدوية؛ إذ يكون غاز أول أوكسيد اكربون وبعض الأدوية ساماً في الجرعات العالية فقط. التسمم بالمنظفات منتشر أيضاً، وخاصة عند الأطفال الذين يتناولونها عن طريق الخطأ أو في حالات التماس المطول بين الأطفال والمنظفات، إذ تسممهم الغازات المنبعثة منها، وخاصةً أن الأطفال حساسون جداً حتى للكميات الصغيرة من بعض الأدوية والمواد الكيميائية.

اقرأ أيضاً: ما هي الإسعافات الأولية الصحيحة للتعامل مع لسعة العقرب؟

الأعراض التي تشير إلى حدوث التسمم

تحاكي علامات التسمم وأعراضه حالات صحية أخرى مثل النوب الاختلاجية والسكتة الدماغية ونقص سكر الدم، لهذا تؤدي القصة السريرية ومعرفة تراتبية أحداث المريض وما كان يفعله قبل ظهور الأعراض دوراً أساسياً في توجيه التشخيص إلى التسمم، ومن الأعراض التي تشير للتسمم نذكر:

  • حروق أو احمرار حول الفم والشفتين في حال كانت المادة السامة مُبتَلعة.
  • دوار.
  • رائحة نفس تشبه المواد الكيميائية مثل البنزين أو مخفف الطلاء.
  • التقيؤ واضطراب المعدة.
  • تسرع النبض القلبي.
  • صعوبة في التنفس.
  • الميل للنعاس وفقدان الوعي في الحالات المتقدمة.
  • الارتباك وتغير الحالة الذهنية، ومن الشائع أيضاً حدوث القلق والانفعالات التي لا يمكن السيطرة عليها.
  • نوبة اختلاجية.

كيف تتعامل مع شخص تبدو عليه علامات التسمم؟

إذا كنت تعتقد أن شخصاً قد تعرض للتسمم ولا يزال واعياً، فاطلب منه الجلوس ساكناً وابقَ معه في انتظار وصول المساعدة الطبية. وإن كان تعرض للتسمم عن طريق ابتلاع شيء ما فمن المهم مساعدته وحثه على بصق أي بقايا من المادة السامة في فمه، ومن الضروري للغاية تجنب حثه على الإقياء، فذلك من أشيع الأخطاء التي تُرتكب في حالات التسمم، فالإقياء يعني أن المادة السامة ستعبر المريء مرة أخرى وهذا يعني أذية أنسجته، وقد يصل الأمر إلى انثقاب المريء في حال ابتلاع مواد كاوية.

اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم عند التعرُّض للسعة قنديل البحر؟

أما في حال التعرض للتسمم عن طريق ملامسة المادة للجلد أو الملابس، فينبغي إزالة بقايا المادة السامة عن الجلد وغسل المنطقة جيداً بالماء الدافئ أو البارد، مع الحرص على تجنب تعريض نفسك للمادة السامة خلال هذه العملية.

وعند مساعدة شخص فاقد للوعي تعرّض للتسمم، حاول إيقاظه وشجعه على بصق أي مواد متبقية في فمه، مع تجنب وضع يدك في فمه، ووضع الشخص في "وضعية الاسترداد" التي يستلقي  فيها المصاب على جانبه مع وضع وسادة خلف ظهره وسحب الجزء العلوي من ساقه إلى الأمام قليلاً، كي لا يسقط على وجهه أو يتدحرج للخلف، تُساعد هذه الوضعية في تخفيف العبء عن القلب كما أنها تُبقي الرأس متجهاً نحو الأسفل ليخرج القيء دون أن يتنفسه المصاب أو يبتلعه.

وفيما يتعلق بإسعاف شخص فاقد للوعي تعرض للتسمم، من المهم البدء بالإنعاش القلبي الرئوي فوراً في حال كان لا يتنفس أو لا يبدي علامات على وجود أي فعالية قلبية.

وعند الشك بأن التسمم ناجم عن أبخرة سامة، فمن الضروري أن نشجع الشخص على الخروج من المنطقة الملوثة إلى الهواء الطلق إذا كان ذلك ممكناً، وإذا كان فاقداً للوعي فاطلب المُساعدة لإخراجه.

كيفية مساعدة الطاقم الطبي في حالات إسعاف مُصاب بالتسمم

يحتاج الطاقم الطبي بعد وصوله إلى أخذ قصة مرضية مفصلة لعلاج المصاب بالتسمم بفعالية، لهذا احرص على التأكد من المعلومات التالية حول تعرض المريض للتسمم في أثناء انتظار وصول الطاقم الطبي لتوجيه المعالج نحو العلاج المناسب، وهي:

  • المواد التي يُعتقد بأنه ابتلعها أو استنشقها أو تعرض لها.
  • المدة الزمنية التي مضت على التعرض لها.
  • لماذا تناول المصاب المادة؟ هل كان حدثاً عرضياً أم تصرفاً متعمداً.
  • كمية المادة التي استهلكها.
  • الأعراض التي ظهرت على المصاب.

كما يرغب الطاقم الطبي أيضاً بمعرفة عمر المصاب ووزنه المقدر، وما إذا كانت لديه أي مشكلات طبية حالية، وما إذا كان يتناول أي أدوية في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: دليلك للإسعافات الأولية للحروق بأنواعها

ما علاج التسمم الذي يُقدم في المستشفى؟

تُجرى مجموعة من الاختبارات التشخيصية مثل اختبارات الدم، كمعايرة غلوكوز الدم ووظائف الكبد وتخطيط القلب الكهربائي في البداية، ومن ثم يقدم العلاج، ومن أهم العلاجات التي تُستخدم في تدبير حالات التسمم في المستشفى ما يلي:

  • الفحم المنشط: يرتبط الفحم بالسم ويمنع امتصاصه في الدم.
  • مضادات السموم: مواد تمنع السم من العمل أو تعكس آثاره.
  • المهدئات: تُعطى في حالات القلق أو الانفعالات غير المُسيطر عليها.
  • الأدوية المُضادة للصرع في الحالات الاختلاجية.
  • وضع الشخص على جهاز التنفس الصناعي في حال غياب الحركات التنفسية.
  • بعض الإجراءات النوعية لبعض حالات التسمم، ففي حال التسمم بجرعة زائدة من المواد الأفيونية يُعطى المصاب "النالوكسون" أو "الناركان"، أما في التسمم الناجم عن ابتلاع بطاريات كما يحدث عند الأطفال، فيكون المصاب عرضة لحدوث حروق شديدة في المريء، لهذا يُطلب إجراء صورة أشعة سينية بسيطة لتحديد موقع البطارية، وإذا كانت البطارية في المريء فيجب إزالتها بالتنظير، أما إذا انتقلت إلى المعدة فيكون من الآمن السماح لها بالمرور عبر الأمعاء.

اقرأ أيضاً: كيف تجهز عدة الإسعافات الأولية التي تناسب احتياجاتك؟

المحتوى محمي