يتعرض الشخص الطبيعي في حياته إلى عدد لا يحصى من اللسعات المزعجة والمؤلمة بمختلف أنواعها طيلة العام، وقد تكون بعض هذه اللسعات خطيرة في بعض الأحيان، فعدد الأشخاص الذين تسبب في مقتلهم البعوض يفوق مجمل عدد البشر الذين قتلوا في حروب تاريخ البشرية بأجمعها، إذ يقتل البعوض الذي ينقل الملاريا نحو 2 إلى 3 ملايين شخص، ويُحدث أكثر من 200 مليون حالة مرضية كل عام.
توجد قواعد عامة للتعامل مع اللسعات المختلفة، لكن الخطوة الأولى دائماً هي معرفة المُسبِّب، من أجل تحديد طريقة العلاج الأفضل لها. ويمكن التفريق بين مختلف اللسعات من خلال صفاتها كما يلي:
- تسبب لدغة العقرب احمراراً وانتفاخاً بسيطاً في البشرة، ومعظم لسعات العقارب ليست ضارة لكنها تسبب ألماً مع شعوراً بالوخز والحرقة حول منطقة اللدغ.
- تظهر لدغات البعوض بلون أحمر مع ارتفاع طفيف في البشرة، وتسبب الحكة والتهيج الجلدي.
- معظم لسعات النحل مؤلمة وغير ضارة، تتميز بنتوء جلدي أحمر حوله هالة بيضاء، وقد يُحدِث التعرض المتكرر للسعات النحل رد فعل تحسسي من سُم النحل، لكن النحلة الواحدة تلسع لمرة واحدة ثم تموت وغالباً ما تبقى إبرة اللسع في الجلد.
- تشبه لسعات الدبابير تلك التي يسببها النحل، ومن المحتمل ظهور كدمة مؤلمة حول الموقع بسبب السم، لكن لا يترك الدبور إبرته اللاسعة في الجلد، وغالباً ما تنشأ علامة بيضاء صغيرة في منتصف مكان اللسع.
- تلسع البراغيث الأشخاص على الساقين والكاحلين تاركةً نتوءات حمراء صغيرة تؤدي إلى حكة مزعجة غير ضارة.
- تسبب لدغات العنكبوت احمراراً وتورماً مؤلماً ويُفضَّل مراجعة الطبيب عند تفاقم الأعراض.
- تترك لدغة القراد طفحاً جلدياً يشبه عيناً متوسعة.
اقرأ أيضاً: هل ينقل البعوض فيروس كورونا؟ وماذا عن الذباب؟
كيفية التعامل مع أنواع اللسعات المختلفة
يعد عدم إهمال اللسعات القاعدة الأساسية في التعامل معها، لأن الإهمال قد يؤدي لتفاقم الحالة، لذلك يجب بحسب الحالة القيام بالإجراءات الملائمة لكل حالة.
العقارب
بالنسبة للعقارب يمكن وضع الثلج على المنطقة للتخفيف من التورم، وأخذ مضادات الهيستامين أو مراهم الكورتيزون لتخفيف الالتهاب والحكة، لكن في حال ظهرت أعراض أخرى مثل التنفس السريع وارتفاع ضغط الدم والتشنج، يجب الذهاب إلى المشفى حالاً، ومن الأفضل أخذ العقرب في صندوق ليتم تشخيص نوعه والتعامل مع الحالة بشكل مناسب.
النحلة أو الدبور
بينما عند التعرض للسعة نحلة أو دبور، يجب إخراج إبرة اللسع من الجلد بسرعة، إذ كلما طال بقاؤها زاد انتشار السم، ويتم ذلك من خلال كشطها بالظفر أو بقطعة شاش معقمة إن توفرت وليس بالملقط تفادياً لانتشار السم، يليه غسل المنطقة بالماء والصابون ووضع كمادة باردة لتقليل التورم، ومن الممكن أخذ الأسيتامينوفين والإيبوبروفين لتخفيف الألم، وفي حال ظهرت أعراض رد الفعل التحسسي مثل الصعوبة في التنفس والغثيان وغيرها، يجب مراجعة الطبيب.
البعوض
أما في حال كانت لسعة بعوضة، يمكننا تطبيق أحد الحلول التالية:
- مسح منطقة اللسع بالكحول دون تأخير، لكن فقط لمرة واحدة؛ فتكرار العملية يؤدي إلى جفاف الجلد.
- وضع عسل فوق اللدغة لتقليل الالتهاب، ولكن يجب تغطيته لعدم جذب المزيد من الحشرات.
- وضع خليط ماء وشوفان فوق مكان اللسع.
- استخدام كيس شاي بارد أو فرك الريحان لتخفيف الهيجان والحكة.
- تناول مضادات الهيستامين لتفادي الالتهاب مثل البينادريل أو الكلاريتين أو دهن الكالامين على المنطقة المصابة.
- وضع جل الألوفيرا على النتوء، فهو لتخفيف الحكة وإزالة النتوء بشكل سريع.
- استخدام كريمات الستيروئيدات القشرية الخفيفة في الحالات الضرورية.
- فرك فص من الثوم على مكان اللسعة بسبب امتلاكه خواص مضادة حيوية طبيعية.
ومن الأفضل تجنب العلاجات المنزلية مثل الصودا وعصير الليمون ومعجون الأسنان والخل، فعلى الرغم من فعاليتها فإنها تسبب ظهور حب الشباب أو حرق البشرة وجفافها.
العناكب
يجب التعامل مع لدغات العناكب الضارة مثل العناكب السوداء الكبيرة كما يلي:
- وضع ضماد ضاغط لمنع انتشار السم بشكل كبير في الجسم.
- عدم التحرك لمنع انتشار السم.
- خفض الطرف المصاب.
- الاتصال بسيارة الإسعاف، وفي حال تطلب الأمر يجب القيام بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR).
كيف نمنع أنفسنا من التعرض للسع؟
من الممكن تجربة الخطوات التالية لتجنب لسعات الحشرات في الخارج:
- تجنب استخدام العطور الفواحة أو ارتداء الملابس زاهية الألوان كونها تجذب الحشرات.
- ارتداء أحذية جيدة، وعدم ارتداء الصنادل، وارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة في الأراضي المفتوحة أو الترابية.
- الهدوء وعدم القيام بردات فعل سريعة لدى اقتراب حشرة، لأنها غالباً تُقيّم خطورة وجودك قربها، فأي تصرف هجومي منك سوف ينبهها لكي تلسعك.
- الابتعاد عن أماكن انتشار الحشرات مثل خلايا النحل أو مناطق الزهور الكثيرة.
بعض الحقائق المتنوعة بما يخص اللسعات
فيما يلي بعض الحقائق المتنوعة التي تجيب عن الأسئلة التي قد تراودنا فيما يخص اللسعات من أنواع الحشرات المختلفة:
- يجذب بعض الناس البعوض أكثر من غيرهم بسبب عدة عوامل مثل نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكربون التي يفرزها الشخص، ورائحة الجسم وحرارته، وهناك العديد من الدراسات التي تتم على هذا الموضوع بالذات في سبيل الوقاية من الأمراض التي تنتقل بسبب البعوض.
- لا يجب مصّ السم من لسعة العقرب أو الحية، فهذه الطريقة ضارة وقد تسبب انتشار السم في فم الشخص الذي يسحبه، وغالباً ما يسبب أيضاً شق مكان اللسع بالسكين وتركه ينزف التهابات خطيرة وأذية نسيجية للمصاب.
- معظم أنواع البعوض غير مميتة وغير ممرضة، فمن نحو 3500 نوع معروف للبعوض، تقوم 6% من إناث هذه الأنواع بلدغ البشر، وتقوم أنثى البعوض فقط باللسع من أجل تغذية بيوضها بالبروتينات والحديد الموجود في دم الإنسان والحيوانات.
- سبب شعورنا بالحكة بعد التعرض للسعة الحشرات ناجم عن حدوث رد فعل تحسسي تجاه مضادات التخثر الموجودة في لعاب الحشرة، حيث تنتفخ الأوعية الدموية المحيطة بمنطقة اللسعة، مُحدثة تهيجاً في الأعصاب القريبة منها، فيفرز الجسم الهيستامين وتلتهب المنطقة وتثير الحكة.
- ينجم الارتياح البسيط الذي تشعر به عند حكّ منطقة لسعة الحشرات عن تنبيه المستشعرات العصبية بالألم، فيشتت الانتباه عن الشعور بالحكة، لكن لا يجب أن نقوم بالحك وخصوصاً في منطقة اللسع لتفادي الالتهاب الذي ينشأ عن دخول أنواع البكتيريا المختلفة الموجودة على سطح البشرة للجسم، ولمنع توسيع ثقب اللسعة ونشر لعاب الحشرة تحت الجلد بشكل أكبر.
رغم تنوع أنواع اللسعات واللدغات، يبقى الحل الأفضل للتعامل معها هو تفادي حدوثها من الأساس، ولكن في حال حدثت من الممكن استخدام النصائح السابقة لمداواة مكان الإصابة ومعالجته لكي يتحسن بسرعة.