كيف أكتشف إصابة طفلي بمرض السكري؟ وكيف أتعامل معه؟

5 دقائق
كيف أكتشف إصابة طفلي بمرض السكري؟ وكيف أتعامل معه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Africa Studio

يصاب بعض الأطفال بالسكري، وقد تكون إصابتهم من النمط الأول أو الثاني. يمكن اكتشاف إصابة الطفل بأحد هذين النوعين عند ظهور أعراض محددة، ويتأكد الطبيب من التشخيص بعد إجراء عدة اختبارات مؤكِّدة.  

سكري الأطفال من النمط الأول

في النمط الأول من السكري لا ينتج جسم الطفل المصاب بالسكري هرمون الإنسولين، بسبب مهاجمة جهاز المناعة للخلايا التي تنتجه في جزر لانغرهانس في البنكرياس. لذلك يجب أن يعوَّض نقص هذا الهرمون عن طريق الحقن أو مضخة الإنسولين. لا يوجد علاج شافٍ له، ويكون التحكم فيه عن طريق ضبط نسبة السكر في الدم.

سكري الأطفال من النمط الثاني

في النمط الثاني من السكري، لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، أو أنه ينتج الإنسولين، لكن لا يكون فعالاً في خفض نسبة سكر الغلوكوز في الدم، فيتراكم في مجرى الدم دون أن يصل إلى خلايا الجسم التي تصبح مقاومة له، أو أن البنكرياس لا ينتج كمية كافية من الإنسولين. يُعالج عادة بالحبوب الفموية. تعدّ السمنة السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بالسكري من النمط الثاني. 

كيف أكتشف إصابة طفلي بمرض السكري؟

تظهر على الطفل المصاب بالسكري أعراض مميزة، وتشمل:

  • العطش.
  • كثرة التبوّل، أو التبوّل في الفراش ليلاً.
  • الجوع الشديد.
  • الإعياء.
  • فقدان الوزن غير المقصود.
  • ضعف الرؤية.
  • رائحة نَفَس لاذعة.
  • الإصابات المتكررة بالأمراض المعدية.

تشخيص إصابة الطفل بالسكري

عند ظهور بعض الأعراض السابقة، يوصي الطبيب بإجراء التحاليل المخبرية التي تؤكد الإصابة: 

اختبار سكر الدم العشوائي

وفيه تؤخذ قيمة السكر في الدم في أي وقت، وتشير القيمة 200 ميلليغرام/ ديسيلتر أو أكثر إلى الإصابة.

اختبار الخضاب السكري (A1C) 

الخضاب السكري معروف أيضاً بالسكر التراكمي، ويشير هذا الاختبار إلى متوسط ​​مستوى السكر في الدم  خلال ثلاثة أشهر ماضية. إذا بلغت قيمته 6.5% أو أعلى في اختبارين منفصلين تعني الإصابة بالسكري.

اختبار السكر الصيامي

وهو الاختبار الذي يُجرى بعد انقطاع عن الطعام والشراب لمدة 8 ساعات على الأقل. وتدل نسبة 126 ميلليغرام/ ديسيلتر أو أعلى إلى الإصابة.

تحدد هذه الاختبارات إصابة الطفل بالسكري من عدمها، لكن لتحديد نمط الأصابة (الأول أو الثاني) يجب إجراء اختبارات الأجسام المضادة التي تزداد نسبتها في دم المصابين بالسكري من النمط الأول.

العوامل التي تزيد خطورة إصابة الطفل بالسكري

إن وجود مصابين في العائلة، خاصةً أحد الوالدين أو الأخوة بالسكري، يزيد خطر إصابة الطفل بالسكري، سواء كان من النمط الأول أو الثاني. ويوجد عوامل أخرى قد تزيد من خطورة الإصابة بأحد النوعين. 

السكري من النمط الأول 

تشمل عوامل زيادة خطر الإصابة بالسكري من النمط الأول:

  • الوراثة: يؤدي وجود بعض الجينات إلى زيادة خطر الإصابة بالنوع الأول من داء السكري.
  • الفيروسات: تؤدي الإصابة بفيروسات معينة إلى تدمير المناعة الذاتية لخلايا جزر لانغرهانس.

السكري من النمط الثاني

تختلف العوامل في النمط الثاني عن الأول، وتشمل:

  • السمنة وهي عامل الخطر الأقوى لإصابة الأطفال بمرض السكري من النمط الثاني. 
  • وجود الخلايا الدهنية يزيد مقاومة خلايا الجسم للإنسولين.
  • الخمول وقلة النشاط.
  • تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة وشرب المشروبات المحلاة بالسكر.
  • إصابة الأم بسكري الحمل.
  • الولادة المبكرة، أو انخفاض الوزن عند الولادة.
  • متلازمة التمثيل الغذائي: وتتمثل بوجود مجموعة من الحالات منها ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكولسترول الحميد، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، وزيادة محيط الخصر.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات: وهي متلازمة تصيب الإناث بعد سن البلوغ، تنتج عن خلل في الهرمونات، ما يؤدي إلى زيادة الوزن، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة شعر الوجه والجسم، ومشكلات في التمثيل الغذائي يمكن أن تؤدي بدورها إلى مقاومة الإنسولين ومرض السكري من النمط الثاني.

مضاعفات الإصابة بالسكري على المدى الطويل

تؤثر إصابة طفلك بالسكري على جميع أعضاء جسمه الرئيسية. من هذه المضاعفات:

  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 
  • تلف الأعصاب.
  • اعتلال الكلى السكري.
  • اعتلال شبكية العين.
  • هشاشة العظام. 
  • السكتة الدماغية.
  • القدم السكري.
  • أمراض المناعة الذاتية لدى مرضى السكري من النمط الثاني.

لتجنب الإصابة بهذه المضاعفات، يجب ضبط نسبة السكر في الدم ضمن المستويات الطبيعية قدر الإمكان، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين والأنشطة الرياضية، وزيارة الطبيب بانتظام.

علاج السكري عند الأطفال

يتمثل علاج السكري باتباع نظام غذائي صحي يشمل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، مع التقليل من الدهون والكربوهيدرات قدر الإمكان، بالإضافة إلى زيادة النشاط البدني. 

أما الأدوية، فهي الإنسولين فقط لدى مريض السكري من النمط الأول، بينما يمكن لمريض السكري من النمط الثاني أخذ واحد من 3 أنواع من الأدوية وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية: 

  • الميتفورمين: وهي الحبوب الأشهر في تنظيم مستويات السكر في الدم، فهي تقلل كمية السكر التي يطلقها الكبد في مجرى الدم بين الوجبات وتساعد خلايا الجسم على استخدام الإنسولين بشكل أكثر فعالية.
  • ليراجلوتايد: وهو دواء على شكل حقن، يساعد على إفراز المزيد من الإنسولين من البنكرياس بعد الوجبات، عندما تكون مستويات السكر في الدم عالية. 
  • الإنسولين: ويعطى لمريض السكري من النمط الثاني إذا كانت مستويات السكر مرتفعة للغاية.

هل يمكن وقاية الأطفال من الإصابة بالسكري؟ 

لا توجد طريقة معروفة للوقاية من السكري من النمط الأول عند الأطفال، لكن الوقاية من النمط الثاني ممكنة عن طريق تناول الطعام الصحي منخفض الدهون والسعرات الحرارية، مع الإكثار من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة، وممارسة الأنشطة البدنية مثل التمارين الرياضية أو الرقص أو غيرها.

مشكلات قد يتعرض لها الطفل المصاب بالسكري يجب أن تعرف كيف تتعامل معها

على الرغم من اتباع الخطة العلاجية الخاصة بمريض السكري، كثيراً ما يتعرض الطفل لبعض الحالات التي يجب أن تكون على دراية بها، وبكيفية التصرف حال حدوثها. تشمل هذه الحالات:

انخفاض نسبة السكر في الدم 

عندما تنخفض نسبة السكر في الدم إلى أقل من 70 ميلليغرام/ديسيلتر، تظهر أعراض مثل الشحوب والرجفة والجوع والتعرق الشديد وصعوبة التركيز والدوار وفقدان الوعي. يجب قياس نسبة سكر الدم للتأكد عند ظهور هذه الأعراض لدى الطفل المصاب بالسكري، خاصةً عند عدم تناول الطعام أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو تلقي جرعة زائدة من الإنسولين. 

عند تعرض الطفل لهذه الحالة أعطه أي مصدر غذائي غني بالسكر مثل عصير الفاكهة، أو أقراص الجلوكوز، أو الحلوى الصلبة، أو الصودا. لا تلجأ إلى الأطعمة التي تحتوي على دهون مضافة، مثل الشوكولاتة أو المثلجات، فهي لا ترفع نسبة السكر بسرعة.

ارتفاع نسبة السكر في الدم 

على العكس من الحالة السابقة، يرتفع مستوى السكر في الدم فوق الحد المسموح لمريض السكري عند الإفراط في تناول الطعام، أو تناول أنواع معينة من الأطعمة، أو عدم تناول أدوية السكري أو الإنسولين.

تتمثل الأعراض في: كثرة التبول، وزيادة العطش أو جفاف الفم، وتشوش الرؤية، والإعياء والغثيان. يجب أن تقيس نسبة السكر في الدم بعد ظهور هذه الأعراض على الطفل للتأكد، وإيقاف تناول الأطعمة التي تسبب الارتفاع، وتعديل الجرعة الدوائية بعد استشارة الطبيب.

الحماض الكيتوني (الخلوني) السكري

إن النقص الحاد في الإنسولين يتسبب في إنتاج الجسم لبعض الأحماض السامة التي تسمى الكيتونات (الخلون). عند تراكم الكيتونات في الجسم، يدخل الطفل في حالة تسمى الحماض الكيتوني السكري (DKA). من علامات الإصابة بهذه الحالة: العطش أو جفاف الفم الشديد، وزيادة التبول، وجفاف الجلد، والغثيان والقيء وآلام البطن. أما العرَض الأكثر تميزاً في الحماض السكري هو وجود رائحة الفاكهة الحلوة اللاذعة في أنفاس الطفل.

عند تأكيد تشخيص إصابة طفل بالسكري، يجب مراجعة الطبيب بشكل دوري ليراقب نموه وضغط الدم ومستويات الكوليسترول لديه، ووظائف الكلى والكبد، وقدميه، كما يجب مراجعة طبيب العيون مرة في السنة.

يوصي الأطباء غالباً بإعطاء الطفل المصاب بالسكري لقاح الإنفلونزا كل عام، وقد يُوصى بلقاح الالتهاب الرئوي ولقاح كوفيد-19 إذا كان الطفل يبلغ من العمر 5 سنوات أو أكبر.