قد تعتقد أن أفواه الكلاب مقرفة، وهي كذلك، لكنها ليست أسوأ من أفواهنا. المناخ الدافئ والرطب يعني أن أفواه البشر والجراء، على حد سواء، ملاجئ لأنواع عديدة من البكتيريا التي يُبقيها التدفق المستمر للمواد الغذائية نشيطة، وأي عضة -بما في ذلك عضة الإنسان- قد تكون آثارها خطيرة. لذا فليس من المفاجئ أن تتحول الجروح التي تعرضت لهذه البكتيريا أحياناً إلى جروح في غاية السوء، حتى تلك التي لعقتها الجراء الصغيرة.
في أوهايو أصيبت امرأة بعدوى نادرة بعد أن لعق كلبها الأليف جرحها المفتوح، وانتهى بها الأمر بعد أيام في غرفة الطوارئ، تهذي، وتعاني حالة خطيرة من «السخامية»، مما اضطر الأطباء إلى بتر ساقيها ويديها.
تعيش بكتيريا السخامية في أفواه الكلاب، ولا تسبب أي ضرر لها، لكنها معدية للإنسان. ورغم أن أنواعاً كثيرة من هذه البكتيريا تعيش في أفواه الكلاب، فإن غالبية عضاتها ليست خطرة، إذا استثنينا العلامات التي تتركها على الجلد. أما لعقها لصاحبها فاحتمال تَسبُّبه في العدوى أقل، وتحدث العدوى فقط عندما يصاب جرح عميق بميكروب خطير. تتسبب غالباً عدوى البكتيريا السخامية في أعراض بسيطة، وقد كانت المريضة المذكورة آنفاً استثناءً. وفي العموم يمرض الأشخاص الذين يعانون ضعف الجهاز المناعي جراء إصابتهم بعدوى البكتيريا السخامية.
ولا تحدث عضات الكلاب في أغلب الأحيان أي إصابات خطيرة، لكن إذا اخترقت الجلد فينبغي عليك زيارة الطبيب. وقد تكون الإصابات الخطيرة الناتجة عن عضات الكلاب نادرة، لكن الوقاية ضرورية لتقليل احتمال الإصابة بعدوى خطيرة. إليك ما يجب أن تحترز منه إذا عضك كلبك أو لعقك.
1. بكتيريا الباستوريلا
أكثر من نصف الجروح الناجمة عن عضات الكلاب تحتوي على بكتيريا الباستوريلا، مما يجعلها المصدر الأكثر شيوعاً للعدوى. تكون أعراض الإصابة بها موضعية غالباً ومنها: الاحمرار، التورم، الألم الخفيف، لكن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا تُركت دون علاج. هذه المضاعفات مثل: انتفاخ الغدد الليمفاوية، والحمى من بين أعراضها البسيطة، لكن يمكن أن يصاب الأطفال الصغار على وجه الخصوص بالتهاب السحايا أو الالتهاب الرئوي نتيجة العدوى.
2. بكتيريا المُكوَّرات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين
عادة ما يكون مصدر المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين هي المستشفيات وحصائر المصارعة المُلوَّثة، لكنها قد تعيش أحياناً في أفواه الكلاب، وليس هذا شائعاً؛ لذا فهذه البكتيريا ليست مصدر قلق كبير، لكن إذا أصبت بالعدوى، تصبح الحالة حرجة وخطيرة. تقتصر معظم حالات العدوى ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين على إصابات الجلد التي يمكن علاجها بسهولة، لكن إذا دَخَلَتْ البكتيريا إلى مجرى الدم، وهو ما يَحدثُ على الأرجح من خلال جرح عميق - يصبح الوضع مثيراً للقلق؛ إذ قد يُسبِّب تعفن الدم الذي يمكن أن يكون قاتلاً.
3. الكُزاز
قد تظن أن «الكُزاز» مرض تصاب به نتيجة تلقيك إصابة بواسطة قطعة معدنية صدئة، لكن هذا ليس مصدراً للبكتيريا المطثية الكزازية؛ فهي تعيش على التربة والغبار وفي أفواه الكلاب. عدوى الكُزاز ليست شائعة، لكن نحو 10% من حالات الإصابة به قاتلة؛ لذلك إذا مرّ أكثر من عقد على آخر لقاح أخذته ضد الكزاز، فينبغي أن تحصل عليه ثانية؛ لأن بكتيريا المطثية الكزازية في كل مكان.
4. داء الكلب
داء الكلب مميت، تذكر هذا، لكنه أصبح نادراً للغاية مع ظهور حملات التلقيح على نطاق واسع، ولم تُسجّل سوى 125 حالة إصابة بداء الكلب في الولايات المتحدة بين عامي 1960 و2018، لكنه يظل مصدر قلق كبير لأن كل شخص يُصاب به مصيره الموت، ما لم يتلق جرعة لقاح بعد يوم من إصابته، حيث يمكن أن ينقذ هذا الإجراء الوقائي حياتك. هذا هو السبب في أن معظم الأطباء يعطون الأشخاص الذين عضتهم الكلاب جرعة لقاح؛ لذا يجب عليك زيارة الطبيب إذا عضك كلب، وظننتَ أنها ليست خطيرة.
ختاماً، إذا كانت مصاباً بجروح مفتوحة (قروح)، خدوش، لسعات الحشرات، أو أي نوع آخر من الجروح، ينبغي عليك الاعتناء بها جيداً باستخدام المطهرات والضمادات، حتى تقلل خطر الإصابة بأي نوع من العدوى.