الحقيقة وراء طعام الكلاب والقطط

4 دقائق
طعام الكلاب والقطط
shutterstock.com/ eva_blanco

تجلب دراسة جديدة أخباراً مقلقةً لأصحاب الحيوانات الأليفة فيما يتعلق بحساب البصمة الكربونية لها. اتضح أن التأثير البيئي للحيوانات الأليفة كبير، وهو ليس جيداً.

يقول «غريغوري أوكِن»؛ أستاذ الجغرافيا بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومؤلف الدراسة: «أحب الكلاب والقطط، وأنا بالتأكيد لا أحفّز الناس على التخلص من حيواناتهم الأليفة». يشير أوكن إلى أن الحيوانات الأليفة تقدّم لنا الصداقة وفوائد اجتماعية وصحية وعاطفية لا يمكن تجاهلها. يضيف أوكن: «هذه الورقة لا تحاول إخبار الناس بما يجب عليهم فعله أو عدم فعله؛ بل إنها تتعلق بتوفير المعلومات التي نأمل أن تحفز المحادثات مع منتجي أغذية الحيوانات الأليفة والمستهلكين».

اقرأ أيضاً: قصة صداقتنا الأبدية مع الكلاب

يقول أوكن: «أعتقد أننا يجب أن نأخذ في الاعتبار جميع التأثيرات التي تُحدثها الحيوانات الأليفة حتى نتمكن من إجراء حوار صادق عنها»، ويضيف: «مثلما يتخذ المستهلكون قرارات بشأن الأكياس التي يمكن إعادة استخدامها، وشراء أجهزة الطاقة الشمسية، وما هي السيارات التي يريدون قيادتها وما هو الطعام الذي يأكلونه، فإن القرار بشأن نوع الحيوان الأليف الذي سيحصلون عليه -أو ما إذا كانوا سيقتنون حيواناً أليفاً في المقام الأول- يمكن أن يُبنى على قناعاتهم حول تأثير ذلك على البيئة، ويجب أن [يساعدهم] على اتخاذ الخيارات بما يتماشى مع مبادئهم».

يقدّر أوكن أن لحوم طعام الكلاب والقطط تتسبّب بانبعاثات غازات الدفيئة بمقدار يقابل الانبعاثات التي تنتجها 13.6 مليون سيارة. يتطلب إنتاج اللحوم المزيد من الطاقة والأراضي والمياه مقارنةً بزراعة المحاصيل، ويولّد المزيد من الانبعاثات أيضاً؛ مما يساهم في الاحتباس الحراري. عندما تتجشأ الأبقار والمواشي الكبيرة الأخرى وتضرط، فإنها تطلق كميات هائلةً من غاز الميثان، وهو إحدى غازات الدفيئة الخطيرة.

اقرأ أيضاً: ليس مجرّد دمية: ما عليك معرفته قبل إحضار حيوان أليف لأطفالك

الأبقار مصدر كبير للتلوث بالكربون. الصورة: بيكسلز

درس العلماء تأثير إنتاج الغذاء على تغير المناخ كثيراً. على سبيل المثال؛ وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن استبدال الفاصوليا بلحم البقر في الأنظمة الغذائية يمكن أن يخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبيّنت أخرى أن استبدال اللحوم بالحشرات الصالحة للأكل؛ مثل صراصير الليل ويرقات خنافس الدقيق هو خيار جيد؛ لكن تلك الدراسات كانت تركز فقط على البشر.

استندت حسابات أوكن على عدد الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة، والمكونات الموجودة في طعام الكلاب والقطط الرائدة في السوق، ووجد أن الكلاب والقطط في الولايات المتّحدة تأكل حوالي 25% من إجمالي السعرات الحرارية المشتقة من الحيوانات في هذا البلد. يقول أوكن أنه إذا شكّلت الكلاب والقطط التي يبلغ عددها 163 مليوناً دولتها الخاصة، فستحتل هذه الدولة المرتبة الخامسة في استهلاك اللحوم العالمي، بعد روسيا والبرازيل والولايات المتحدة والصين.

اقرأ أيضاً: هل يمكن إطعام الكلاب طعاماً خُضرياً؟

قال أوكن: «بالنظر إلى المكونات الموجودة في طعام الكلاب والقطط؛ تمكّنت من تقدير كمية المنتجات الحيوانية وغير الحيوانية الموجودة فيها». نظراً لأن الطاقة الموجودة في الدهون والكربوهيدرات والبروتينات ثابتة نسبياً؛ «استطعت بعد ذلك معرفة مقدار الطاقة الموجودة في كل منها ومقدار الطاقة الآتية من الحيوانات».

أثارت ورقة أوكن البحثية؛ والتي نُشرت في دورية «بلوس ون»، انتباه الخبراء الذين يدرسون تفاعل البشر مع الحيوانات الأخرى.

للكلاب بصمة كربونية أيضاً. الصورة: بيكسلز

يقول «هارولد هيرزوغ»؛ أستاذ علم النفس في جامعة كارولينا الغربية: «ما نفعله عندما ننظر إلى علاقتنا بالحيوانات هو صورة مصغرة لحالة الإنسان»، ويضيف: «نحن نعيش مع الحيوانات الأليفة لأنها تُدخل نفسها في حياتنا، ونحن نحبها. نحن جميعاً نربي حيوانات أليفة؛ ولكن هناك قضايا أخلاقية مرتبطة بتربية الحيوانات الأليفة».

قال هيرزوغ؛ والذي يمتلك قطةً اسمها «تيلي»: «إن رسالة الدراسة هي أن هناك عواقب بيئية لا يمكن إهمالها لتربية الحيوانات الأليفة، وهي أكبر بكثير مما كنت أتصور»، ويضيف: «إدراك هذا الأمر والتفكير فيه هو شيء مفيد لنا. هل يعني ذلك أنه يجب عليك التخلّص من حيوانك الأليف؟ لا؛ ولكن قد ترغب في تبديل سيارتك الرياضية متعددة الاستخدامات (سيارة الـ أس يو في) بسيارة أصغر، أو شراء كلب أصغر حجماً في المرة القادمة».

يعتقد «مارك بيكوف»؛ أستاذ علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة «كولورادو بولدر»، أن مثل هذه الدراسات مهمة لأنها «تطلب من الناس التفكير في العلاقة بين الإنسان والحيوان».

كما أن هذه الدراسات تثير أسئلةً استفزازيةً يجب على أصحاب الحيوانات الأليفة التفكير فيها. يقول بيكوف: «هل يجب أن تتناول الكلاب اللحوم؟ لا. لا أعتقد ذلك»، ويضيف: «لا أعتقد أن البشر يجب أن يأكلوا اللحوم».

قال بيكوف إنه قام بتربية العديد من الكلاب النباتية التي «عاشت جميعها حياة طويلة وصحية ولم تعاني من زيادة الوزن مثل العديد من الحيوانات الأليفة اليوم». يقول أيضاً: «كان آخر كلب ربّيته نباتياً، وكان يأكل عندما كنت آكل أنا، وكانت صحّته جيدةً. أعتقد أن هذا الموضوع يتعلق بسلوك البشر وخياراتهم الغذائية. تأخذ الحيوانات الأليفة سمات أصحابها، وإحدى هذه السمات هي النظام الغذائي الذي تتبعه».

سأختار تربية هذا الكلب بدلاً من قيادة سيارة أس يو في كل مرة. الصورة: مارلين سيمونز

لكن بعض الأدلة تشير إلى أن المنتجات الغذائية التجارية الخاصة بالحيوانات الأليفة والتي لا تحتوي على اللحوم غير كافية غذائياً، وهناك تساؤلات حول ما إذا كان يمكن للقطط البقاء بصحة جيدة دون استهلاك اللحوم. القطط تحتاج إلى «التورين»؛ وهو حمض أميني موجود فقط في البروتينات الحيوانية. التورين ضروري للرؤية ووظيفة القلب ووظيفة الجهاز المناعي عند القطط. يقول هيرزوع: «يمكن أن تصبح الكلاب نباتيةً؛ لكن ذلك لا ينطبق على القطط».

اقرأ أيضاً: هل طعام القطط آمن للاستهلاك البشري؟

يقترح أوكن نهجاً يأكل البشر ضمنه اللحوم عالية الجودة الموجودة في أغذية الحيوانات الأليفة الفاخرة. يقول أوكن: «لا يحتاج الكلب إلى تناول شرائح اللحم»، ويضيف: «يمكن للكلاب أن تأكل أشياءَ لا يستطيع الإنسان أن يأكلها، فماذا لو تمكّنا من تحويل بعض طعام الحيوانات الأليفة هذا إلى طعام للبشر؟».

اقرأ أيضاً: لماذا تحب القطط الجلوس في صناديق؟

قد يحاجج البعض بأن الطعام الذي لا يناسب البشر لا ينبغي منحه للحيوانات الأليفة أيضاً. يقول أوكن: «إنه قرار أخلاقي، ولا يمكنني اتخاذه بالنيابة عن الآخرين؛ لكن الأوراق البحثية مثل ورقتي هذه يمكن أن تثير تساؤلات حوله».

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي