دع التكاليف الباهظة جانباً: أسهل روتين للعناية بالبشرة

6 دقائق
أسهل روتين للعناية بالبشرة
حقوق الصورة: شترستوك.

يمكن أن تشمل العناية بالبشرة كل شيء من عادات النظافة اليومية البسيطة، إلى الطقوس الشخصية والمريحة التي تطبّقها لتشعر بالانتعاش. لكن مع وجود العديد من المنتجات والموضات التي يتم تداولها، يصعب أحياناً التمييز بين ما تحتاجه بشرتك فعلاً وما هو مجرد إضافة لطيفة.  

الحقيقة هي أن بشرتك تعمل على مدار الساعة وتقوم بالفعل بعمل رائع في العناية بنفسها. هذا يترك لك دوراً قد يبدو صغيراً، لكنه ضروري للحفاظ على صحة بشرتك.  

بشرتنا غنية للغاية

 البشرة هي أكبر عضو في الجسم، وهي مسؤولة عن الوظائف الهامة مثل تنظيم درجة الحرارة وموازنة السوائل. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد: فالجلد مسؤول أيضاً عن الحفاظ على الأجزاء الداخلية، مثل الدم والعضلات، في الداخل، والأشياء الخارجية، مثل البكتيريا والفيروسات، في الخارج.

لدرء أي ميكروبات أو مسببات أمراض غير مرحب بها، ينتج هذا العضو غشاءً مغلفاً يعرف باسم «رداء الحمض». يتكون هذا الحاجز الواقي من مزيج مثالي من الزيوت الطبيعية والأحماض الأمينية وخلايا الجلد الميتة، وهو مسؤول عن الحفاظ على رطوبة البشرة والحفاظ على توازن درجة حموضتها، عادة عند 5.5.  

يقول «ديلان ألستون»، طبيب الأمراض الجلدية في شركة «إنترماونتن ميديكال غروب» في ولاية يوتا: «عندما تتلف هذه الطبقة أو يضطرب مستوى الحموضة، يصبح الجلد أكثر عرضة للإصابات والعدوى».

تستخدم البشرة أيضاً الغدد الدهنية لترطيب نفسها بشكل طبيعي، وتجدد نفسها في عملية تسمى «التجديد الخلوي»، والتي تحدث كل 20 إلى 45 يوماً حسب عمرك

بالمثل، وكما يمكن أن تكون قد لاحظت إذا جُرحت من قبل، فإن بشرتك لديها القدرة على إصلاح نفسها. يعتقد العلماء أن هذه الخاصية المذهلة ممكنة بفضل القدرات التجديدية للخلايا الجذعية الموجودة في قاعدة بصيلات الشعر لدينا. 

لكن تماماً مثل أي عضو آخر، يكون الجلد أيضاً عرضة للتلف الذي لا يمكن إصلاحه، وللفشل والسرطان. كما يقول ألستون، تخيّل أن الجلد هو شريط مطاطي، فهو مرن، ولكن بمجرد أن يتم شده كثيراً أو قطعه، لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه.  

هذا هو السبب وراء ضرورة تطبيق بعض طرق حماية البشرة يومياً. 

نمط الحياة الصحّي يعتبر اعتناءً بالبشرة أيضاً

هناك عدة أسباب تدفعك إلى اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن. وعندما تفعل ذلك، سيؤثّر هذا على بشرتك. 

تقول «أدريين هوتن»، أستاذة مساعدة سريرية في طب الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة ستوني بروك: «إذا كنت تمارس الرياضة، وتشرب ما يكفي من الماء، وتأكل طعاماً صحياً، فستتحسن بشرتك».

قد تعتقد أن شرب الكثير من الماء سيؤدي بالتأكيد إلى انتعاش البشرة. للأسف، لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية التي تثبت أن شرب الماء سيحافظ على رطوبة بشرتك. مع ذلك، يؤكّد العلماء على أهمية شرب كمية مناسبة من الماء للحفاظ على الصحة العامة، وهو ما سيؤدي بشكل غير مباشر لجعلك تشعر بالإشراق.  

اغسل وجهك

يعد غسل المكياج أمراً ضرورياً، ولكن حتى إذا لم تكن تستخدمه، فمن المهم غسل وجهك مرتين في اليوم.

توصي هوتن باستخدام الماء الفاتر ومنظف لطيف. غالباً ما يحتوي صابون اليدين العادي على مكونات مضادة للبكتيريا أو حتى الكحول، ما يجعله شديد الكشط، ومجففاً للوجه. 

بعد ذلك، جفف وجهك بمنشفة نظيفة. لا تستخدم المنشفة التي تجفف يديك بها، فأنت لا تريد أن تشق أي بكتيريا متبقية طريقها إلى وجهك وتتسبب في انتشار البثور.  

أخيراً، إذا استطعت، توصي هوتن بالانتظار لمدة 30 دقيقة قبل استخدام أية منتجات أخرى لتقليل خطر التهيج.

ضع في اعتبارك أن الإفراط في غسل الوجه هو شيء موجود، ويمكن أن يؤدي إلى الاحمرار وجفاف الجلد وتعطيل الحاجز الواقي. التزم بغسل الوجه مرتين فقط في اليوم، ويفضل أن تفعل ذلك عند الاستيقاظ وقبيل النوم. أضف غسولاً إضافياً فقط إذا كنت بحاجة إلى إزالة العرق أو أوساخ ما بعد التمرين أو بعد تنظيف المنزل الموسمي.   

استخدم الكريم الواقي من الشمس دائماً

عندما يتعلق الأمر بالمنتجات، كل شيء اختياري، باستثناء استخدام الكريم الواقي من الشمس واسع النطاق كل يوم. تقول هوتن: «لا شك في أن استخدام الكريم الواقي من الشمس هو أهم خطوة». 

الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية أمر بالغ الأهمية لأسباب مختلفة. أولاً، إنه يساعد في حماية الجلد من حروق الشمس التي تسبب تهيجاً مؤلماً، والتي تترك أيضاً علامات دائمة وتتسبب في زوال لون البشرة مع الوقت. ثانياً، يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تفكيك «الكولاجين» بسرعة، وهو بروتين موجود في البشرة مسؤول عن إبقائها مرنة ومقاوِمة. النتيجة هي الشيخوخة المبكرة في شكل تجاعيد وخطوط دقيقة ومظهر رث.    

يقول ألستون: «بالنسبة لأولئك الذين يرغبون باستخدام مستحضرات العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة، فإن المنتج الوحيد الذي ثبت أنه يبطئ أو يؤثر حقاً في عملية الشيخوخة هو الواقي الشمسي»، ويضيف: «هذا كل ما في الأمر، وكل المنتجات الأخرى احتياليّة». 

ثالثاً، وأهم شيء، يحمي الكريم الواقي من الشمس بشرتك من الأشعة فوق البنفسجية. يرتبط التعرض للأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة (الأشعة فوق البنفسجية من النوع إيه) ومتوسطة الطول (الأشعة فوق البنفسجية من النوع بي) ارتباطاً وثيقاً بالإصابة بسرطان الجلد، فهي تلحق الضرر بالحمض النووي في خلايا الجلد، ما يجعله ينسخ نفسه بشكل خارج عن السيطرة. وجد مسح أجري عام 2019 أن 10% فقط من البالغين الأميركيين يستخدمون واقياً شمسياً كل يوم، وتقدر مؤسسة سرطان الجلد أن واحداً من كل 5 أميركيين سيصاب بسرطان الجلد في حياته.  

تقول هوتن إن الكثير من الناس ما زالوا يعتقدون أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لا يحتاجون إلى استخدام الواقي الشمسي، لكن هذه خرافة. تتمتع البشرة المصبوغة ببعض الحماية الطبيعية التي تصل إلى درجة إس بي إف 15، لكن هذا لا يكفي لدرء التلف الذي يتسبب به الضوء تماماً.   

يعد الواقي الشمسي خطوة أولى رائعة لحماية نفسك من سرطان الجلد، ولكن استخدامه بشكل صحيح هو أمر بالغ الأهمية أيضاً. هذا يعني أنه عليك استخدامه كل يوم، وليس فقط في الصيف، أو عندما يكون الطقس مشمساً. نتعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة باستمرار على مدار العام، ويمكن أن تشق هذه الأشعة طريقها بسهولة عبر السحب والنوافذ. يذكر هوتن المثال السريري الشهير لسائق شاحنة يبلغ من العمر 66 عاماً لاحظ أن جانب وجهه الأقرب للنافذة تعرض لأضرار أكبر بكثير من الشمس على مر السنين مقارنة بالنصف الآخر.   

اقرأ أيضاً: كم عدد مرّات الاستحمام التي تحتاجها لتحافظ على نظافتك؟

استخدم الريتينويد 

يمكن أن يكون استخدام المرطب مرتين يومياً، وخصوصاً الذي يحتوي على بعض المواد المفيدة المضافة مثل «السيراميد» أو «حمض الهيالورونيك»، مفيداً جداً لجعل بشرتك تبدو صحيّة.

لكن بقدوم المساء، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار استخدام منتج يحتوي على «الريتينويد». تقول هوتن إنه إذا كان استخدام الواقي الشمسي هو الخطوة الأهم في روتين العناية بالبشرة، فاستخدام الريتينويد هو ثاني أهم خطوة. 

يساعد هذا الشكل من فيتامين «أ» في إنتاج الكولاجين والتجديد الخلوي، ما يؤدي إلى بشرة ممتلئة ومشرقة. غالباً ما يكون هذا المكون مهيّجاً، لذلك من الأفضل استخدامه في تركيبة كريم أو بعد دهن المرطب. تعتبر الريتينويدات الفعالة التي تُصرف بوصفة طبية أشدّ، ولكنك ستجد أيضاً الكثير من الخيارات التي لا تستلزم وصفة طبية، ووفقاً لهوتن، بعضها أفضل من البعض الآخر. تقول هوتن: «وزّع كمية بحجم حبة البازلاء على أجزاء مختلفة من الوجه، وافركها». 

مع ذلك، لا يجب استخدام الريتينويدات دون حذر. إذا قمت باستخدام كمية كبيرة أو بشكل متكرر، فقد يتسبب ذلك في احمرار الجلد أو تقشيره أو حرقه. يتفق ألستون وهوتن على أن الناس يجب أن يبدؤوا باستخدام الريتينويدات ببطء وبشكل تدريجي، وعليهم التأكد من أن الجلد يمكن أن يتحملها. كما يؤكدان على أهمية استخدام هذه المنتجات في المساء، إذ يمكن أن تتسبب بفرط التصبّغ عند تعرض الجلد لأشعة الشمس.   

أفضل استراتيجية هي أن تسأل طبيب الأمراض الجلدية عن نوع منتج الريتينويد الذي تحتاجه بشرتك، وأفضل طريقة لاستخدامه.

الاتساق هو السر

من المهم حقًا أن تفهم أن غسل وجهك واستخدام الواقي الشمسي واستخدام الريتينويدات لن يساعدك في علاج حب الشباب أو الشيخوخة المبكرة أو البقع الداكنة على بشرتك، بل سيقيك منها. توضّح هوتن أن القيام بشيء ما فقط بعد ظهور التجاعيد على بشرتك يعني أنك تأخرت. تقول هوتن: «ما يخطئ به معظم الأشخاص هو أنهم لا يعتنون بوجوههم كل يوم». 

تأكد أيضاً من تخصيص روتين العناية بالجلد الخاص بك لبشرتك. من المغري تطبيق جميع الطرق الرائجة للعناية بالبشرة على أمل الحصول على نتائج جيدة. لكن من المرجّح ألا تحصل على هذه النتائج، وذلك لأن الكثير من المنتجات والأساليب لا تعمل بالطريقة نفسها مع الجميع.   

هنا تنفعك استشارة طبيب الجلد.

من الجيد أن تدلل بشرتك، ولكنه أمر غير ضروري

قد يستفيد بعض الأشخاص من تأثيرات فيتامين «ج» التي تساعد في زيادة إشراق البشرة، أو من قدرة مضادات الأكسدة على تصفيتها. لكن حسب هوتن، يجب عليك الالتزام بالأساسيات فقط.  

تمتّعت بشرة البشر بصحة جدية لآلاف السنين قبل ظهور منتجات العناية بالبشرة، لذا فأي خطوة إضافية تفعلها هي لتدليل نفسك، ومعظمها قد لا يحدث فرقاً كبيراً.  

يقول ألستون: «للأسف، الكثير من الناس مقتنعون بأن هناك منتج معين أو غسول يحمل سر الحصول على بشرة مذهلة وصحية»، ويضيف: «الأكثر شيوعاً من ذلك هو أن جميع كريمات البشرة تحتوي على مكونات متشابهة جداً. ما يمكن أن يختلف اختلافاً كبيراً هو التركيب المناسب الذي يسمح للمنتج بدخول الجلد».   

لكننا لا نطلق الأحكام هنا، فالجميع يستحق أن يشعر بالدلال. طالما أنك لا تلحق الضرر ببشرتك، إذا كان من المهم بالنسبة لك اتباع طقوس شخصية باستخدام بعض المنتجات في نهاية اليوم، فلا يجب أن تتوقف. من المرجّح ألا يفيدك ذلك، ولكن إذا كان يجعلك تشعر بشعور جيد، فلا ضير فيه.  

المحتوى محمي