كيف تزرع الطماطم في الماء؟ إليك دليلاً علمياً بسيطاً وشاملاً

6 دقيقة
كيف تزرع الطماطم في الماء؟ إليك دليلاً علمياً بسيطاً وشاملاً
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Alekandre Baevi

يمكنك الاستمتاع بجني ثمار الطماطم طوال العام دون التضحية بطعمها أو نكهتها، وذلك عبر زراعة الطماطم في الماء، إذ تساوي أو تتفوق هذه الثمار في نكهتها وقيمتها الغذائية النباتات المزروعة في التربة. وفي هذا المقال، سنغطي كل ما تريد معرفته حول زراعة الطماطم في الماء بما في ذلك الأنظمة الأفضل وأوساط النمو والظروف المناسبة والمحاليل المغذية التي تحتاجها وغير ذلك.

اقرأ أيضاً: 7 فوائد صحية لمنتجات الزراعة المائية

خطوات الزراعة المائية للطماطم

الزراعة المائية هي زراعة النباتات في محلول مغذٍّ من الماء والعناصر الغذائية بدلاً من زراعتها في التربة. من الممكن أن تُزرَع في وسط خامل تماماً مثل حصى جوز الهند أو الصوف الصخري لتثبيت جذور النباتات في مكانها، ثمّ إضافة المحلول المغذّي مباشرة على الجذور. وعلى الرغم من أن الزراعة المائية للطماطم تتيح التحكم في ظروف الزراعة إلى حدٍّ كبير، ما يسمح بنمو أسرع للنباتات، وزيادة في غلّة الثمار، مع  فرصة أقل لحدوث الأمراض، فإن الزراعة المائية تتطلب عمالة ومعرفة كبيرة بنظام العمل، وغالباً ما تكون أكثر تكلفة من الزراعة العادية. على كلّ حال، إذا لم تكن قد زرعت سابقاً وفق هذه الطريقة، وأثارت فضولك، فإليك الخطوات التي تحتاجها.

اختيار نظام الزراعة المائية

ثمّة العديد من أنظمة الزراعة المائية التي يمكن للطماطم أن تنمو جيداً في كل منها. وبشكلٍ عام، عند اختيار النظام، عليك التفكير في المساحة المتوفرة لديك وكمية المياه واستهلاك الكهرباء والتكاليف. وأهم الأنظمة المستخدمة في الزراعة المائية هي:

  • أنظمة الاستزراع في المياه العميقة: يعتمد هذا النظام على وضع النباتات المزروعة في أوانٍ شبكية على نحو مغمور في خزان عميق يحتوي على محلول مغذٍ وأوكسجين، مع ضرورة ترك مسافة قليلة من الجذور فوق خط المحلول كي لا ينغمر أي جزء من الساق أو الأوراق في المحلول.
  • نظام أيروبونيكس: يعمل هذا النظام عبر وضع النباتات بشكل معلّق في الهواء ثم تعريض جذورها لضباب أو رذاذ المحلول المغذي.
  • تقنية الأغشية المُغذِّية NFT: يعتمد هذا النظام على وضع النباتات في صينية زراعة تكون مائلة قليلاً، ويوضع تحتها خزان يحتوي على محلول مغذٍّ وحجر هواء ومضخة. يتم ضخ المحلول المغذي إلى صينية الزراعة، بحيث يلامس المحلول نهايات الجذور فقط ولا يغمرها بشكل كامل، ثم ونتيجة ميل الصينية، ينزلق المحلول نحو نهاية الصينية التي تحتوي على فتحة تصريف، ويعود عبرها إلى الخزان، ليتم ضخّه مرة أخرى إلى الصينية أعلاه.
  • نظام التنقيط المائي: يعتمد هذا النظام على ضخّ المحلول المغذّي إلى النباتات عبر شبكة من الأنابيب، لكن على نحوٍ لا يتم فيه غمر الجذور كلياً، وإنّما يُضاف على شكل قطرات المحلول إلى وسط النمو المحيط بالجذور.
  • المد والجزر: يُدعى أيضاً بنظام الغمر والتصريف، يعتمد هذا النظام على ضخّ المحلول المغذّي من خزان في الأسفل إلى صينية النمو الموضوعة فوق الخزان، حيث يتم إغراق جذور النبات الموضوعة بأوانٍ شبكية بالمغذيات بشكل منتظم، ثم يُعاد تصريف المياه من صينية النمو إلى الخزان مرة أخرى بفعل الجاذبية. على عكس باقي الأنظمة، فإنّ جذور النباتات في هذا النظام لا تبقى مغمورة في محلول المغذيات باستمرار، وإنّما تمّتص المغذيات عند ضخّ المحلول المغذّي، ثمّ تجفّ تدريجياّ أثناء تصريفه إلى الخزان حتى موعد الضخّ التالي.

اقرأ أيضاً: إليك كيفية إنشاء نظام الزراعة المائية في المنزل

اختيار وسط الاستنبات

حسب النظام الذي اخترته، قد تحتاج إلى اختيار وسط الاستنبات (الزراعة) أي مادة لوضع نباتات الطماطم فيها، بشكل يضمن ثبات النبات. يجب أن يكون وسط الاستنبات مصنوعاً من مادة خاملة لا تتفاعل مع الهواء أو مع الماء أو المغذيات، وأن يكون له هيكل مسامٍ بحيث يستطيع المحلول المغذي اختراقه، بالإضافة لأن يكون ذا درجة حموضة معتدلة. علاوةً على ذلك، من المهمّ فهم كيف يتصرف وسط الاستنبات هذا مع تغيّرات درجة الحرارة، فلا يتوسّع مثلاً ويسبب تكسير الجذور، كما يجب أن يكون سهل التنظيف، فلا تتجمع مسببات الأمراض على هذا الوسط. هناك العديد من المواد التي يمكنك اختيار إحداها كوسط لنمو الطماطم ومنها:

  • البيرلايت: منخفض التكلفةوفعّال إلى حد ما لكنه يغسل في نظام المد والجزر، من الممكن جعله أفضل عبر مزجه مع 25% من الفيرميكوليت.
  • لِيْف جوز الهند.
  • الصوف الصخري: ممتاز لزراعة الطماطم لكن ينبغي ارتداء القناع الواقي والقفازات تجنباً للتهيّج.

زراعة بذور الطماطم

لديك خياران، إمّا أن تحصل على شتول الطماطم جاهزة من أحد المشاتل، وإمّا أن تزرع البذور بنفسك، وهو الخيار المُفضَّل، لأنّه وفي حال كانت شتلة واحدة مصابة بإحدى الآفات أو الأمراض، فإنها غالباً ما تسبب انتقال الآفة أو المرض إلى باقي الشتول.

لزراعة البذور نفِّذ ما يلي:

  • ضعها في مكعبات صغيرة من الصوف الصخري، وحافظ عليها رطبة بإضافة ماء حامضي  pH=4.5، ثمّ غطِّها لتأمين بيئة رطبة ودافئة تحفِّز على الإنبات. وعندما تنبت البذور، أزِل الغطاء، وضع الشتول تحت مصدر ضوء صناعي لمدة 12 ساعة على الأقل يومياً، مع الانتباه لئلّا يسطع الضوء على الجذور كي لا يتلفها.
  • عندما تنبت الشتول أكثر وتظهر الجذور والأوراق الخضراء، وهو ما يستغرق عادة من 10 إلى 14 يوماً، حينها، يمكنك نقل الشتول إلى نظام الزراعة المائي الذي اخترته. وهنا، انقلها إلي أوانٍ شبكية بلاستيكية تحتوي على مكعبات جديدة من الصوف الصخري، بحيث تبعد الشتول عن بعضها بعضاً مسافة 10 إلى 12 بوصة.
  • في نظام المد والجزر، اضبط مؤقت مضخة الماء بحيث تعمل لمدة 30 دقيقة كل 2.5 ساعة، وعليك أن تراقب النباتات، فإذا بدأت بالذبول، زِد وتيرة الريّ، أما إذا أصبحت لزجة أو منقوعة قلل وتيرة الريّ. ينبغي أن يكون وسط الاستنبات على وشك الجفاف عندما يحين موعد دورة الريّ التالية.

اقرأ أيضا: ما هي أنواع محاصيل الزراعة المائية؟

ضبط ظروف النمو

ثمّة العديد من ظروف النمو التي يجب أن توليها اهتماماً خاصاً عند زراعة الطماطم في الماء، وهي:

الإضاءة

لضمان ظروف نمو مثالية، ينبغي تعريض نباتات الطماطم النامية لـ 16 إلى 18 ساعة من الضوء نهاراً، ثم إطفاء الأنوار بشكل كامل لمدة 8 ساعات ليلاً. وبشكل عام، تحاكي مصابيح الهاليد المعدنية ضوء الشمس بدقة ما يجعلها خياراً شائعاً في أنظمة الزراعة المائية، ويمكن أيضاً استخدام مصابيح الليد ومصابيح الفلورسنت ومصابيح الصوديوم، لكنها قد تسبب نمواً أبطأ أو مختلفاً، ويُنصَح بتجنُّب المصابيح المتوهجة فهي غير فعّالة وقصيرة العمر مقارنة بالخيارات الأخرى.

درجة الحرارة

في النهار، يجب أن تتراوح درجة حرارة الهواء بين النباتات من 65 إلى 75 درجة فهرنهايت (18 إلى 24 درجة مئوية)، أما في الليل، يجب أن تتراوح درجات الحرارة من 55 إلى 65 درجة فهرنهايت (12.8 إلى 18.3 درجة مئوية)، ويمكن أن يساعد تشغيل مروحة في الغرفة على الحفاظ على درجة حرارة متساوية في جميع أنحاء المكان.

إضافة المحلول المغذي

بدايةً، يتطلب كل نبات طماطم نحو 2 ونصف غالون من المحلول المغذي (ماء +مغذيات)، ومع ذلك يُنصَح بأن تكون كمية الماء أكثر من ضعف الحد الأدنى هذا، وذلك لأن النبات قد يستخدم الماء بشكل أسرع نتيجة بعض العوامل. ويُنصح باستخدام مياه الأمطار المُجمَّعة فهي أكثر ملاءمة للزراعة المائية مقارنة بمياه الصنبور.

عند إضافة المحلول المغذي إلى خزان الماء، ينبغي اختيار محلول غذائي خاص بالزراعة المائية وليس الأسمدة العادية، كما يُفضَّل الابتعاد عن الأسمدة العضوية لأنها قد تتحلل، فتجعل تنظيف النظام والعناية به أمراً معقداً. يختلف المحلول المغذّي باختلاف نوع الطماطم والمحتوى المعدني للمياه. وبشكل عام، يمكن الحصول على خلطة المغذيات الجاهزة من الأسواق، مع ضرورة الانتباه إلى أن المتطلبات الغذائية لنبات الطماطم تختلف باختلاف مرحلة النمو، وذلك على الشكل التالي:

  • المرحلة الأولى: وهي النباتات الصغيرة (من ظهور الفلقة إلى ظهور 9-15 ورقة) تتطلب مغذيات أقل تركيزاً مقارنة بالنباتات الناضجة، فالإكثار من النيتروجين هنا سيزيد النمو الخضري بشكل كبير، ما يؤدي إلى سيقان سميكة وأوراق كثيفة ومتعرجة، كما يؤدي إلى انخفاض معدّل الإزهار. بالإضافة إلى ذلك، يجب التقليل من الكالسيوم والبوتاسيوم لعدم الحاجة إليها عند هذه المرحلة.
  • المرحلة الثانية: وهي النباتات في مرحلة الإثمار المبكر (من 18 إلى 24 ورقة) تتطلب هذه المرحلة مستويات متزايدة من البوتاسيوم والنيتروجين والكالسيوم، لكن بشكل أقل من النباتات الناضجة.
  • المرحلة الثالثة: وهي النباتات المثمرة الناضجة، تتطلب هذه المرحلة أعلى مستويات من العناصر الغذائية لتعزيز نمو النبات وتطوير الثمار، إذ إنّ زيادة البوتاسيوم ضرورية لنمو النبات وتطوره، وزيادة الكالسيوم ضرورية لمنع تعفّن نهاية الزهرة.

بالإضافة إلى المغذيات الكبرى التي تحتاجها نباتات الطماطم كالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم، فإنها تحتاج أيضاً لوجود بعض المغذيات الدقيقة مثل المنغنيز والحديد والموليبدنيوم والزنك والنحاس وغيرها. ينبغي الانتباه إلى درجة حرارة المحلول المغذي، بحيث تكون ما بين 68 إلى 72 درجة فهرنهايت (20- 22 درجة مئوية)، فلا تقلّ عن 60 درجة فهرنهايت (16 درجة مئوية)، ولا تزيد على 80 درجة فهرنهايت (27 درجة مئوية).

ضبط حموضة المحلول المغذي

ينبغي أن تكون درجة pH المحلول المغذي بين 5.8 إلى 6.3، في حال زادت الحموضة أو نقصت عن هذا المجال، فيمكن ضبطها بإضافة بعض المواد. على سبيل المثال، يمكن إضافة حمض الفوسفوريك لخفض رقم الـpH أي زيادة الحموضة، بينما يمكن إضافة هيدروكسيد البوتاسيوم لرفع درجة الـpH أي خفض الحموضة وزيادة القلوية.

مراقبة الموصلية الكهربائية للماء

على الرغم من أنّ الحصول على المقياس الخاص بقياس التوصيل الكهربائي أمرٌ مكلفٌ نوعاً ما، لكنّه طريقة ممتازة لقياس تركيز العناصر الغذائية في المحلول. ينبغي أن تكون نتيجة القياس في نطاق بين 2 إلى 3.5 سيمنز، أما في حال كان القياس خارج هذا النطاق فيجب تغيير الماء كلياً أو جزئياً. في حال لم يكن مقياس التوصيل الكهربائي متوفراً، ابحث عن العلامات التالية على نباتات الطماطم:

  • تجعُّد أطراف الأوراق نحو الأسفل يعني أنّ المحلول مركّز جداّ، يمكن تخفيفه بإضافة الماء بدرجة pH تساوي 6.
  • في حال تجعّد أطراف الأوراق نحو الأعلى أو تلّون الساق بالأحمر، فهذا يعني وجود نقص في المغنيزيوم نتيجة الانخفاض الشديد في درجة الـpH.
  • يدلّ اللون الأصفر على الأوراق إلى الارتفاع الشديد في درجة الـpH، الأمر الذي يعيق امتصاص النيتروجين، أو أن المحلول مخفف جداً. ينبغي في هذه الحالات تغيير المحلول.

يجب تغيير الماء والمحلول المغذّي بانتظام مرة كل أسبوعين أو مرة واحدة في الأسبوع إذا كانت النباتات تبدو بحالة جيدة، وحينها ينبغي إفراغ الخزان تماماً وشطف جذور النباتات باستخدام مياه نقية بدرجة حموضة تساوي 6، وذلك لغسل المعادن المتراكمة على الجذور التي قد تسبب أضراراً على النباتات، ثم يمكن ملء الخزان بمحلولٍ جديد من الماء والمغذيات، مع التأكد من رقم الحموضة قبل البدء في ضخّ المحلول. أما الماء المستبعد من النظام فيمكن استخدامه في ريّ نباتات الحدائق العادية.

تقليم النباتات وتلقيح الأزهار

ثمة أنواع من الطماطم تكون محدودة النمو؛ أي أنها تنمو لحجم محدد فقط، بينما تستمرّ أنواع أخرى في النمو دون توقف. لذلك، ينبغي تقليم النباتات الطويلة، بالإضافة الى ربط ساق النبات على تعريشة أو دعامة لتثبيت نمو النبات في وضع مستقيم. ونظراً لأن الطماطم المزروعة وفق الزراعة المائية الداخلية تكون بعيدة عن الحشرات والرياح اللازمة لتلقيحها، لذلك ينبغي إجراء عملية التلقيح يدوياً، حيث يمكنك استخدام فرشاة رسم ناعمة، وأن تحركها على الأسدية المُغطاة بحبوب اللقاح ثم تلمس بها النهاية المستديرة للمدقّة.

اقرأ أيضا: كيفية إنشاء نظام الزراعة المائية في المنزل.

المحتوى محمي