قبل اقتناء هاتف جديد: إليك دليل يخبرك الأنسب لاحتياجاتك

7 دقائق
اختيار الهاتف المناسب
shutterstock.com/ Ivan Dragiev

هل أصبح هاتفك الذكي قديماً ولم يعد يتماشى مع آخر التقنيات الحديثة؟ هل ترغب باستبدال هاتفك القديم بآخر حديث؟ في الواقع؛ هناك الكثير من الخيارات المتاحة أكثر من ذي قبل، ومع ذلك، فإن اختيار الهاتف المناسب لاحتياجاتك قد يكون مربكاً أمام الكمّ الهائل من المواصفات والأنواع؛ لكن لا تقلق، نحن هنا لمساعدتك.

لا نوصي هنا بطرازٍ معين بهدف جعل توصياتنا شاملةً قدر الإمكان؛ ولكن يجب أن تكون على درايةٍ بالنصائح التي سنوردها هنا لاتخاذ قرارٍ مستنير بشأن اختيارك للهاتف الذكي المناسب لك.

كيف أحدد الأفضل: نظام أندرويد أم آي أو إس؟

قد يكون نظام تشغيل الهاتف الجديد أمراً حاسماً بالنسبة للكثيرين عند اختيار الهاتف المناسب؛ ولكنه قد لا يكون بذات الأهمية للبعض الآخر. في الواقع؛ كانت هناك اختلافاتٌ كثيرة في السابق بين نظامي أندرويد وآي أو إس؛ لكن ميزاتهما اليوم أصبحت متشابهةً إلى حدٍ كبير، وبطبيعة الحال، فإن كلاً منهما كان يستعير الميزات من الآخر لسنواتٍ عديدة.

تعمل معظم التطبيقات الشائعة -من فيسبوك إلى سبوتيفاي- بشكلٍ جيد على كليهما، ويقدّم كلا النظامين نفس الميزات الأساسية التي تتيح لك القيام بما تريده على الهاتف الذكي عموماً. مع ذلك؛ يبقى نظام أندرويد أكثر قابليةً للتخصيص؛ إذ يمكنك تخصيص تطبيق الرسائل النصية أو المتصفّح، أو تغيير رمز أيقونة أي تطبيق وإنشاء عناصر واجهة مخصصة، كما يمكنك ربط التطبيقات بوظائف الهاتف الأساسية والتحكّم فيه بشكلٍ أكبر.

إحدى الأمثلة على ذلك هي تطبيقات تسجيل اللقطات من الشاشة؛ والتي يتوفّر العديد منها لنظام الأندرويد، وبغض النظر عن التطبيق المخصص لهذا الأمر والمدمج في هاتف آيفون؛ لن تجد أياً من هذه التطبيقات يمكن تثبيتها على نظام آي أو إس، فهي لا تمتلك حق الوصول لالتقاط ما يظهر على الشاشة. ينبغي لكلّ تطبيق الحصول على عدّة أذونات من نظام التشغيل؛ مثل الوصول إلى الموقع واستخدام الميكروفون وما إلى ذلك، والتقاط صورٍ لما يظهر على الشاشة أثناء تشغيل تطبيقاتٍ أخرى؛ وذلك ما لا تسمح به شركة آبل حتى لتطبيقاتها.

اختيار الهاتف المناسب
نظام آي أو إس من آبل أكثر تنظيماً وجمالاً؛ لكن أكثر تقييداً من نظام أندرويد - الصورة: آبل

وسواء كان هذا الأمر جيداً أم سيئاً، فإن نظام آي أو إس من آبل يقيّد التطبيقات والمستخدمين أكثر. ربما يقول محبو هاتف آيفون إن ذلك يجعل العمل على الهاتف أكثر سلاسةً؛ لكن منتقديه يقولون إنه يقيّد المستخدم جداً. على سبيل المثال؛ يمكنك تثبيت تطبيق «أوت لوك» و«جيميل» على آيفون؛ ولكن عند النقر فوق جهة اتصال لإرسال بريد إلكتروني، فإن التطبيق الافتراضي المخصص لذلك سيكون «آبل ميل».

كما صُممت هواتف آيفون كي تتوافق مع أجهزة آبل الأخرى؛ مثل أجهزة «ماك بوك»، و«آبل ووتش»؛ ولكن تستطيع مزامنة آيفون على نظام ويندوز من خلال تطبيق «آي تيونز» بسهولة. عند اختيارك بين نظامي آيفون وأندرويد يجب أن تفكّر في التطبيقات والأنظمة الأخرى التي تستخدمها، ومدى التوافق بينها.

بالرغم من بعض النقاشات التي قد تقرؤها عبر الإنترنت حول أفضلية نظامٍ على آخر؛ إلا أن كلا النظامين متشابهان إلى حدٍ كبير من ناحية المواصفات والأداء؛ لكلّ منهما تجربته الفريدة، لذلك إذا كنت تستخدم أحدهما، جرب استعارة هاتف أحد أصدقائك الذي يعمل بالنظام الآخر، وجرّب العمل عليه لبعض الوقت لترى إن كان يناسبك.

اسألك نفسك: هل ستستمر بالعمل على النظام الحالي أم ستغيّره؟

إذا لم تكن قد اشتريت هاتفك الذكي الأول بعد، فإن اختيار الهاتف المناسب بين نظامي أندرويد وآي أو إس لا يتعلّق بميزات كلا النظامين كثيراً؛ ولكنه يرتبط أكثر بصعوبة التبديل بينهما فيما بعد، فكلا الشركتين تريدان أن يرتبط المستخدمون أكثر بتطبيقاتهما، وتجعل من تبديل النظام أمراً صعباً في النهاية.

إذا كنت تعتمد كثيراً على تطبيقات جوجل -مثل: جيميل، جوجل درايف، جوجل إيمج وغيرها- فإن التبديل من نظام أندرويد إلى نظام آي أو إس سهل جداً لأن معظم تطبيقات جوجل يمكن تنصيبها على كلا النظامين، ما عليك سوى تثبيت تلك التطبيقات والبدء.

أما إذا كنت من مستخدمي نظام آي أو إس لفترة طويلة، فإن الانتقال إلى نظام أندرويد يمكن أن يكون صعباً للغاية؛ ستضطر إلى الاستغناء عن تطبيق «آي مسج» مثلاً، ولن تتمكن من مشاهدة الأفلام التي اشتريتها من تطبيق «آي تيونز» على نظام أندرويد، وستضطر لاستخدام تطبيق آي تيونز لسطح المكتب أو جهاز آيباد أو تلفزيون آبل لمشاهدتها.

اختيار الهاتف المناسب
تُطوّر جوجل هواتفها بيكسل الفائقة والمتوسطة، ومع ذلك، فإن سعرها لا يختلف حسب لونها كما هو الحال مع هواتف آبل - الصورة: جوجل

في الواقع؛ ليس من المستحيل التبديل من هاتفٍ يعمل بنظام آي أو إس إلى نظام أندرويد؛ ولكن قد تظهر بعض المشاكل إذا لم تكن تعتمد على خدمات جوجل في كل أعمالك، ويعتمد الأمر أكثر على مدى ارتباطك بخدمات آبل المتنوعة؛ مثل آي كلاود وبريد آبل؛ حيث لا يمكن تثبيت هذه التطبيقات على هواتف أندرويد، باستثناء تطبيق آبل ميوزيك فقط.

إذا كنت تريد ترقية هاتفك الحالي، فأسهل طريقةٍ هو البقاء على نفس نظام التشغيل؛ إذ ستكون عملية أسرع وبسيطة. يسمح كلا النظامين بنقل الإعدادات والتطبيقات من الهاتف القديم إلى الهاتف الجديد دون عناءٍ يُذكر. مع ذلك، فإننا نوصي بالاطلاع على الخدمات أو الوظائف التي يقدمها النظام الآخر، فقد تكون بأمس الحاجة لأحدها، أو ربما قد تفضل عناصر التحكّم في أحدهما على الآخر. أحياناً قد يكون من المفيد الانتقال إلى نظام آي أو إس إذا كنت قد اشتريت مؤخراً جهاز «ماك بوك» أو تلفزين آبل، أو العكس، إذا كنت تعمل كثيراً في بيئة تطبيقات جوجل.

من مصلحة شركتيّ آبل وجوجل أن تجذبا الزبائن إلى منتجاتهما، لذلك لا تبذل جهداً في طرح تطبيقاتٍ تساعدك على التحوّل إلى منصاتها؛ حيث تتيح آبل مثلاً تطبيق «موف تو آي أو إس» لتسهيل التحوّل من نظام أندرويد إلى نظامها، بينما تتيح جوجل صفحة متخصصة على الويب تقدّم فيها إرشاداتٍ عامة للانتقال من آي أو إس إلى نظام أندرويد من خلال استخدام تطبيق جوجل درايف. تأخذ كلا الشركتين الصور وجهات الاتصال ومدخلات التقويم، وغير ذلك في عين الاعتبار في إرشاداتها.

اقرأ أيضاً: تقوم بتثبيت نفسها: إليك كيفية التخلص من التطبيقات المزعجة في الأندرويد

تحقق من المواصفات

تتشابه مواصفات الهاتف الذكي إلى حدٍ كبير مع مواصفات الكمبيوتر؛ إذ يحتوي الهاتف على معالجٍ يحدد سرعة أدائه، وتحدد ذاكرة الوصول العشوائي (رام) مدى سرعة استجابة الهاتف للأوامر والمهمّات، كما يتميّز كل هاتف بمساحة تخزين تُظهر ما يمكنك تخزينه عليها من تطبيقات وموسيقى وصور وألعاب وغير ذلك. ربما لم تعد مساحة التخزين بالأهمية التي كانت عليها في السابق في اختيار الهاتف مع ظهور العديد من خدمات البثّ المباشر من السحابة مثل نتفلكس وسبوتيفاي.

هناك أيضاً حجم الشاشة ودقّتها؛ إذ تؤثر هاتان الخاصيتان على وضوح الصور والنصوص ومقاطع الفيديو عند عرضها على الشاشة، فضلاً عن سهولة إمساك الهاتف بيدٍ واحدة والتحكم به بسهولة. يبدو أن الاتجاه السائد هو نحو الشاشات الكبيرة؛ مما يجعل الهواتف أقرب إلى الأجهزة اللوحية، ومع ذلك؛ هناك طرقٌ لاستخدام هذه الهواتف بيدٍ واحدة إذا رغبت بذلك حقاً.

وبشكلٍ عام؛ لن تكون مواصفات الهاتف الذكي الأحدث وعالية التقنية مهمةً جداً إذا لم تكن ميزانيتك تسمح لك بالحصول عليها، فهي قد تهمك عند شراء حاسبٍ محمول جديد أكثر. في الواقع؛ يمكن لأي هاتف حديث تشغيل التطبيقات الشائعة؛ مثل إنستغرام وفيسبوك، ولن تحتاج إلى إنفاق المزيد لتحصل على جهاز فائق إلا إذا كنت من هواة الألعاب المتطورة أو التطبيقات الثقيلة مثل تطبيقات تحرير الفيديو.

تتراوح أسعار هواتف جالاكسي من سامسونج من المتوسطة إلى باهظة الثمن - الصورة: سامسونج

التفاصيل الأخرى التي يجب التفكير بها اختيار الهاتف المناسب هي مقاومة الهاتف للغبار والرطوبة، وهل يقبل الهاتف ذاكرة إضافية لتوسيع مساحة التخزين (تتيح بعض هواتف أندرويد ذلك؛ على النقيض من هواتف آيفون). قد تهمك أيضاً ميزة الشحن اللاسلكي الحديثة التي باتت متاحةً في الكثير من الهواتف وتتيح لك راحةً أكبر.

بالنسبة لجودة الكاميرا، فهي تُعتبر من أهم المواصفات التي ينبغي النظر إليها عند التفكير بشراء هاتفٍ جديد واختيار الهاتف المناسب. تُقاس جودة الكاميرا بالميغابيكسل عادةً (والتي تشير إلى دقة الصور المُلتقطة وحجمها عموماً)، والرقم البؤري (مقدار الضوء الذي يسمح المستشعر بمروره). كلما زاد رقم الميغابيكسل والرقم البؤري؛ كانت جودة الصور أفضل. مع ذلك؛ هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في تحديد جودة كاميرا الهاتف الذكي.

تأتي معظم الهواتف الذكية في الوقت الحالي مع عدسات كاميرا متعددة يمكنك استخدامها لالتقاط الصور. عليك التحقق من مستوى التقريب البصري (مقدار التقريب من الأهداف) وهل تحتوي الكاميرا على عدسةٍ عريضة النطاق للتصوير (تتيح التقاط مجالٍ أكبر للصورة)، والأوضاع التي تستطيع العدسات التصوير فيها (مثل ظروف الإضاءة المنخفضة). من المفيد أيضاً مراجعة التقييمات المهنية وتقييم المستخدمين وعينات الصور على الإنترنت عند اتخاذ قرارك النهائي بخصوص الكاميرا.

أخيراً؛ يُعتبر عمر البطارية من الميزات المهمة أيضاً في اختيار الهاتف. تُقاس سعة البطارية بالميللي أمبير أو «mAh»، وكلما كبر هذا الرقم يعني ذلك ساعات تشغيل أكثر للهاتف؛ لكن العديد من العوامل الأخرى؛ مثل حجم الشاشة ودقتها والإضاءة، ستؤثّر على سرعة استهلاك البطارية بشكلٍ عام. مجدداً؛ تحقق من المراجعات عبر الإنترنت وتقييمات المستخدمين لعمر البطارية بغض النظر عما تقوله الشركة المنتجة.

اختر السعر المناسب

ربما يكون السعر العامل المحدد هو الأكثر أهميةً بالنسبة للكثيرين في اختيار الهاتف المناسب. عليك في البداية تحديد ميزانيتك المتاحة وحصر الهواتف التي يمكنك شراؤها ضمن هذه الميزانية، تقدّم هواتف أندرويد مرونةً أكبر بالسعر مقارنةً بهواتف آيفون، فبالإضافة إلى الهواتف باهظة الثمن؛ تقدم معظم الشركات المصنعة للهواتف العاملة بنظام أندرويد هواتف جديدة متوسطة تناسب ذوي الميزانيات المحدودة أو الذين لا يحتاجون التقنيات العالية. بالنسبة لشركة آبل؛ استقرت أخيراً على طرح 3 هواتف جديدة كل عام، مع عرض هواتفها من الطرز السابقة بأسعار مخفضة.

معظم الهواتف التي يبلغ سعرها بضع مئات من الدولارات ستفي بالجزء الأكبر من احتياجاتك تماماً كما تفعل الهواتف باهظة الثمن؛ ولكن قد تُضطر إلى الاستغناء عن بعض الميزات مثل دقّة الشاشة أو جودة الكاميرا العالية، أو سرعة أداء الهاتف عموماً. لا بأس من مراجعة تقييمات المستخدمين والخبراء حول الهواتف المتاحة ضمن نطاق ميزانيتك قبل اتخاذ قرار الشراء.

صنعت شركة «وان بلس» الصينية اسماً لها بين شركات الهواتف الكبرى من خلال طرح هواتفها بأسعار معقولة - الصورة: وان بلس

لا تُسقط خيارات الهواتف المُجددة أو المستعملة من قائمتك. قد تبدو قديمةً بعض الشيء؛ ولكنها ستعمل مثل الهاتف الجديد تماماً، ويمكنك توفير الكثير بشرائها، عليك فقط الحرص على شرائها من مصدرٍ موثوق والتأكد من ضمان العمل الذي يقدمه لك البائع.

قد تكون طرز الهواتف القديمة مناسبةً أيضاً لك؛ إذ بمجرّد طرح جيلٍ جديد من الهواتف، تنخفض أسعار الجيل السابق تلقائياً كي يتمكّن المنتج من تصريفها. ابحث عن الهواتف التي مضى على طرحها من 12 إلى 18 شهراً، قد تتفاجأ بما يمكنك شراؤه بميزانيتك المحدودة.

إذا كنت تريد شراء هاتفٍ طُرح حديثاً، فمن المفيد التحقق من إصدار نسخة نظام أندرويد أو آي أو إس على الهاتف، فالنسخة الأحدث أفضل دائماً من ناحية استقرار الهاتف والتوافق والأمان.

اتخذ قرار الشراء في الوقت المناسب

أخيراً؛ يجب أخذ الوقت الذي تخطط فيه لشراء هاتفٍ جديد بعين الاعتبار، وإلا يمكنك شراء هاتفٍ جديد في أي وقت عموماً. عادةً ما تطرح آبل هواتفها الجديدة في شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام، ثم تتبعها جوجل بطرح هواتفها من بكسلز بعد فترةٍ قليلة، بينما تقوم معظم الشركات المصنعة الأخرى بطرح هواتفها الجديدة بين شهريّ فبراير/ شباط ومارس/ آذار من كل عام؛ ولكن ذلك ليس قاعدةً عموماً.

لذلك إذا أعجبك هاتف معين، فتحقق من تاريخ إصداره. إذا مضى على إصداره قرابة العام، فمن الأفضل انتظار الإصدار القادم. من المفيد في هذا الصدد البحث عبر الإنترنت لمعرفة الهواتف التي يُشاع أنها ستُطرح في غضون الأشهر القليلة المقبلة لترى ما إذا كانت تلبي طموحك.

إحدى الاستراتيجيات الجيدة عند اختيار الهاتف المناسب هي الشراء في أوقات طرح الهواتف الجديدة؛ إذ يمكنك الحصول على أحدث الهواتف وأفضلها، أو الاستفادة من الانخفاض الحتمي المفاجئ في أسعار الهواتف السابقة وشراء إحداها في نطاق ميزانيتك.

بالطبع؛ بمجرّد شراء هاتف أحلامك الجديد، ستحتاج إلى حافظةٍ واقية ملائمة لوضعه فيها.

اقرأ أيضاً: 7 طرق للتحكم في «آخر الأخبار» في فيسبوك

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي