16 استراتيجية اتبعها العلماء والعظماء لتعزيز تركيزهم في أعمالهم وأبحاثهم

استراتيجيات العظماء
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعد الإلهاء حاجزاً يقف بين الطلاب ودراستهم والموظفين وعملهم، إذ قد تجد نفسك تقوم بشيء آخر غير عملك نتيجة الإلهاء بعد ساعة من بدء العمل، لذا إليك أهم الاستراتيجيات التي تساعدك على التركيز المستمر بالعمل والتي اتبعها أهم العلماء والعظماء في حياتهم، وتغلبوا بها على الإلهاءات المختلفة لينجزوا أهدافهم بنجاح وسرعة.

كيف يعمل التركيز؟

يعمل الدماغ بشكلٍ دائم ويستقبل المعلومات ويعالجها، ما يعني أنه يتعين عليه باستمرار اختيار ما يجب الانتباه إليه وما يجب تصفيته، ويُسمي علماء الأعصاب هذا بـ “الاهتمام الانتقائي”، وله نوعان هما:

  • التركيز الطوعي: ويدعى أيضاً التركيز من الأعلى إلى الأسفل وهو موجَّه نحو الهدف، ويرى الأحداث بشكلٍ عام ويستخدم تجاربك السابقة لمعرفة الأشياء، ونستخدمه لدراسة الامتحان أو محاولة حل مسألة صعبة.
  • التركيز الناتج عن التحفيز: ويدعى التركيز من الأسفل للأعلى، وينجم عن جذب منبه من حولك انتباهك أو ظهور فكرة في ذهنك. ويظهر هذا النوع من التركيز عندما تركّز على سماع صوت مرتفع، أو رنين الهاتف وغيرها من المنبهات.

تعد أوقات ذروة الإلهاء عند معظم الناس بين الساعة 12 ظهراً و4 بعد الظهر، ويتعامل الدماغ مع المسائل المعرفية الصعبة بشكلٍ أفضل في ساعات الصباح المتأخرة بعد الساعة 10 صباحاً، وفي هذا الوقت يكون الدماغ مستيقظاً تماماً

اقرأ أيضاً: 6 نصائح لتعلم مهارات جديدة بعد سن الأربعين

16 نصيحة للتركيز في الدراسة والعمل اتبعها العلماء والعظماء

تبنى العلماء والعظماء للتركيز في مهامهم الاستراتيجيات التالية:

1. تجنّب تعدد المهام والتركيز على مهمة واحدة كل مرة على حدة كما فعل نابليون

فاز الإمبراطور نابليون الكبير بنحو 90% من معاركه، حيث سيطر على معظم قارة أوروبا وطوّر نظاماً من القوانين والإدارة والتعليم لا يزال يؤثّر في الحكومات بجميع أنحاء العالم، وكان سر نجاح نابليون هو قدرته على التركيز على هدفٍ واحد. 

أثبت هذا النهج فاعليته، إذ لا يمكن التركيز على عدة مهام بالوقت ذاته، ونجد هذا واضحاً في استراتيجية نابليون العسكرية، إذ كان يرسل الجنود على جبهة واحدة ولا يفرزهم على عدة جبهات في الوقت ذاته، بل يوجّه ضربة واحدة قوية كل مرة.

2. القيام بتمارين التركيز وفقاً لستيف جوبز

تميز ستيف جوبز مؤسس شركة آبل الراحل بتركيزه الفائق، وأبرز ما يميّز منهجه في التركيز بالعمل هو تمرينه الدائم في التركيز على ما هو مهم وإهمال الأمور الجانبية، وأحد التمارين التي كان يقوم بها لتطوير مهاراته في التركيز هو إغلاق عينيه أثناء تناول الطعام والتركيز فقط على الطعم والمكونات، وإحدى الوسائل الأخرى لتصفية الذهن لديه هي السؤال “لماذا؟”، وكان يقول إن أي عمل تقوم به يجب أن تسأل نفسك لماذا تقوم به وهل هو مهم؟ وإن كان الجواب لا، قد يكون من الأفضل عدم القيام به والالتفات إلى عمل آخر.

3. التركيز يعتمد على العزلة وفقاً لتيسلا 

يقول العالم العبقري نيكولا تيسلا، إن الدماغ يكون أكثر تركيزاً وفاعلية في العزلة والابتعاد عن كل من يلهيك من أشخاص ومنبهات، وينصح بالابتعاد عن التعقيد والمحافظة على البساطة والعناية بالذات وعدم إهمالها لإكمال العمل بنجاح.

4. التركيز من خلال اتباع روتين يومي وفقاً لأينشتاين

نعلم جميعاً أن أينشتاين قد ترك مكتبه فوضوياً حين وفاته، لكن هذا لا يعني أنه لم يكن منظماً بل كانت فوضويته نظاماً مرتباً بالنسبة له، ومن أبرز العادات التي زادت من تركيزه طوال فترة حياته، التزامه بروتين يومي وجدول زمني واضح، وكان برنامجه اليومي بسيطاً ويحتوي على الفقرات التالية:

  • الإفطار.
  • المشي أو القيادة إلى العمل.
  • العمل.
  • الغداء.
  • وقت الشاي.
  • القيلولة.
  • المزيد من العمل.
  • العشاء.
  • النوم.

يساعد الروتين اليومي على التنظيم وتخطيط العمل الذي تقوم به، إذ تعرف تماماً متى ستبدأ ومتى ستنتهي وعليك العمل بكفاءة خلال هذا الوقت، بينما عدم وجود روتين أو برنامج سيقودك للتسويف والمماطلة وعدم توزيع جهدك بانتظام.

اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات فعالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة

5. تناول كمية كافية من الطعام 

يحتاج الدماغ إلى الغذاء لكي يبقى مركّزاً، ويعد الغلوكوز الغذاء الأساسي للدماغ، وفي حال كان مستوى السكر في الدم منخفضاً، فمن المرجح أن يتراجع أداؤك في العمل وتركيزك في الدراسة، لذا تناول الأطعمة السكرية والأطعمة التي تحترق ببطء مثل أرز الحبوب الكاملة أو اللحوم.

6. العناية بجسمك جيداً 

فالعقل السليم بالجسم السليم، لذا من المهم أخذ قسط كافٍ من النوم لتكون بذهنٍ صافٍ وتقوم بعملك بكفاءة. وتعد ممارسة الرياضة والعناية بلياقتك البدنية عاملاً مشجّعاً على التركيز، إذ تُطلق ممارسة الرياضة لمدة 10 دقائق ناقل غابا (GABA)، وهو ناقل عصبي يساعد دماغك على الشعور بالهدوء ويبقي نبضات قلبك مضبوطة بشكلٍ جيد.

7. اجعل ما تقوم به ممتعاً وذا مغزى

تعد المخيلة سلاحاً ذا حدين في هذا الموضوع، إذ يقوم بعض الباحثين بتخيل المرضى الذين سيعالجهم هذا الدواء ويحاولون ابتكاره لينقذوهم، ما يعطيهم دافعاً للاستمرار دون ضياع التركيز، ويمكن لمَن يدرس أن يعتبر المسائل والأرقام ممتعة حيث يتخيل أنه عالِم صواريخ يحاول حساب المسافة التي سيقطعها الصاروخ عند دراسته فيزياء الدفع والسقوط الحر وغيرها. من جهةٍ أخرى قد تقودك المخيلة إلى التشتت لساعات عن عملك، لذا من الأفضل تدريبها لتصبح تحت السيطرة.

8. إنشاء أهداف واضحة وقابلة للتحقيق

أي يجب أن تكون الأهداف التي تضعها منطقية، فلا تستطيع قراءة 500 صفحة في اليوم بتركيز وكفاءة، لكن يمكنك تقسيم العمل ووضع هدف ملموس مثل قراءة 50-100 صفحة يومياً، أو إنجاز نسبة مئوية واقعية من مشروع عمل كبير.

9. المحافظة على جدول دراسي صارم

ومن المهم الالتزام بهذا الجدول من البداية، حيث يساعد ذلك على التعامل بجدية مع الدراسة وعدم هدر الوقت، لكن في حال أهملت الجدول الذي وضعته منذ أيام وضعه الأولى، فلا تتوقع أن تكمل به.

اقرأ أيضاً: علّم أطفالك شغف البحث العلمي بهذه الخطوات

10. تخصيص مكان مناسب للدراسة 

يساعد تخصيص الأمكنة على تهيئة الذهن للقيام بالمهمة المرتبطة بها، إذ لا يمكنك توقع الدراسة بتركيز في غرفة الجلوس حيث تشغل التلفاز وتشاهد البرامج المسلية، فذهنك مُهيأ في هذا المكان للراحة والتسلية وليس للدراسة. وفي حال لم تتوفر غرف كافية بالمنزل لتخصيصها، يكفي تخصيص زاوية أو مكتب مكرس للدراسة دون إزعاج.

11. منع الإلهاءات المستمرة

تعتبر الإشعارات والأصوات واهتزازات الهاتف أكبر وسائل التشتت المعاصرة، لذا من المهم إطفاء الإشعارات كافة والمحافظة على جو يشجّع على التركيز، وإن شعرت أن شخصاً بجانبك يريد أن يتحدث معك ويلهيك عن الدراسة يمكنك الابتعاد عنه أو إخباره أنك تدرس الآن لكنك ستسمع ما يقوله لاحقاً.

12. تتبع التقدم وتوزيع الجهد بشكلٍ مناسب

تعد أول فترة في الدراسة أو العمل صعبة، لأنك بحاجة للتأقلم ومعرفة غزارة إنتاجيتك خلال فترة معينة أو عند قيامك بهذا العمل أو ذاك، لذا من المهم أن تقوم بتقييم عملك وأدائك بشكلٍ مستمر لتعرف كيفية توزيع جهدك ومواردك بشكلٍ مناسب دون ضياع الجهد والتركيز، ويقوم العديد من الطلاب الجامعيين بتحديد الفقرات التي درسوها بقلم التأشير ويحتفظ الموظفون بلائحة مهام يشطبون ما أنجزوا منها عند الانتهاء منها.

13. المكافأة على الاستمرار في التركيز

يمكنك ابتكار نظام مكافآت بسيطة عند استمرارك بالتركيز لفترة طويلة، وكلما أنجزت مهمة أو أنهيت دراسة قسم من مقرر تستطيع أن تمنح نفسك محفزاً مادياً أو معنوياً، مثل مشاهدة حلقة مسلسل أو تناول المثلجات وغيرها عند الانتهاء من العمل أو الدراسة. 

14. أخذ فترات راحة كل فترة 

فترات الراحة الدورية ضرورية لإعادة الشحن، ولا تتعلق فترات الراحة بطول ساعات العمل أو الدراسة إنما بصعوبة ما تقوم به والجهد الذي تبذله به، والراحة تكون مثلاً لمدة 10 دقائق كل ساعة ونصف أو ساعتين من العمل، حيث يمكنك إغماض عينيك بها أو الخروج قليلاً والمشي بهدوء أو القيام بأمر تستمتع به.

اقرأ أيضاً: كيف تكتشف المعلومات العلمية المغلوطة والمضللة عبر الإنترنت؟

15. اتباع قاعدة 20/20/20

قاعدة مهمة للذين يتطلب عملهم ودراستهم الجلوس لساعات طويلة على الحاسوب، وتنصُّ القاعدة بأنه عليك النظر إلى شيءٍ ما من على بُعد 20 قدماً (6 أمتار) لمدة 20 ثانيةٍ على الأقل كل 20 دقيقة، وذلك لتفادي إجهاد العين الرقمي الذي يفقدك تركيزك من خلال التأثير على سلامة العينين.

16. ضبط النفس وعدم الاستسلام مباشرةً

تظهر “موجات الإلهاء” فجأة فتجعلك تستسلم وتترك العمل الذي تقوم به، لكن يمكنك الانتظار لمدة 10 دقائق قبل ترك عملك أو دراستك عندما تشعر بهذه الموجة، وتعد هذه المدة كافية غالباً لزوال الشعور بعدم الرغبة في الإكمال، وستكمل عملك من بعدها وتتخطى موجات الإلهاء المؤقتة بنجاح.