الإستروجين هو الهرمون الجنسي الرئيسي لدى النساء، ويلعب دوراً هاماً في الدورة الشهرية والجهاز التناسلي الأنثوي، وله أيضاً مهام وظيفية جنسية لدى الذكور. وتتغير مستويات هرمون الإستروجين عدة مرات طوال حياة الشخص ارتفاعاً أو انخفاض؛ مما قد يؤثر على الصحة العامة والنمو والوظيفة الجنسية.
ما هي وظيفة هرمون الإستروجين؟
يتم إنتاج هرمون الإستروجين لدى النساء بشكل رئيسي في غدد صمّاء بحجم العنب تقع بجوار الرحم تسمى «المبايض» وعن طريق الخلايا الدهنية والغدة الكظرية. وفي بداية سن البلوغ، يلعب الإستروجين دوراً في تطوير ما يسمى بالخصائص الجنسية الثانوية للإناث؛ مثل تضخم الثديين والأرداف العريضة ونمو شعر العانة وشعر الإبط. كما يساعد على تنظيم الدورة الشهرية، والتحكم في نمو بطانة الرحم خلال الجزء الأول من الدورة الشهرية، فإذا لم يتم تخصيب بويضة المرأة؛ تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بشكل حاد ويبدأ الحيض، أما إذا تم إخصاب البويضة؛ يعمل الإستروجين مع الهرمونات الأخرى لوقف الإباضة أثناء الحمل. وفي أثناء الحمل، تنتج المشيمة هرمون «الإستريول»؛ وهو صنف من أصناف هرمون الإستروجين، فهو يتحكم في الإرضاع والتغيرات الأخرى في الثدي.
يلعب الإستروجين أيضاً دوراً في تخثر الدم، ويحافظ على قوة وسمك جدار المهبل وبطانة الإحليل، وتزييت المهبل. كما يؤثر على والشعر والأغشية المخاطية وعضلات الحوض والجلد؛ إذ يمكن للإستروجين أن يدفع الخلايا الصبغية لإنتاج المزيد من الميلانين؛ مما جعل البشرة أغمق؛ وذلك وفقاً لدراسة أُجريت في جامعة بنسلفانيا الأميركية.
أما لدى الرجال، يُفرز الإستروجين عند الذكور عن طريق الغدد الكظرية والخصيتين، ويُعتقد أن الإستروجين يؤثر على عدد الحيوانات المنوية؛ إذ يتأثر الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل أكثر شيوعاً بانخفاض عدد الحيوانات المنوية بسبب هرمون الإستروجين نظراً لوجود المزيد من الأنسجة الدهنية في السُّمنة.
اقرأ أيضاً: خطوة الحمل الأولى: دليلك لأعراض تلقيح البويضة
فوائد هرمون الإستروجين
يلعب الإستروجين دوراً مهماً في إدارة الجهاز التناسلي؛ ولكنه أيضاً يحمي عظامك ويساعد بشرتك على التعافي من الكدمات والإصابات. والآن لنتعرف أكثر عن فوائد الإستروجين، والحالات التي يمكن تخفيفها بالعلاج الهرموني:
1. يخفف من أعراض سن اليأس
يتغير إنتاج الإستروجين الطبيعي بمرور الوقت. عندما تبدأين في سن البلوغ، ستنتجي المزيد من هرمون الإستروجين، وستستمرين في الحصول على مستويات أعلى خلال سنوات الإنجاب. مع اقتراب سن اليأس، ستبدأ مستويات هرمون الإستروجين في الانخفاض.
مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، ستبدأيت في الشعور بأعراض انقطاع الطمث. تشمل هذه الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:
- الهبات الساخنة.
- جفاف المهبل.
- القشعريرة.
- صعوبة النوم.
- التعرق المفرط.
بالنسبة لانقطاع الطمث؛ يصف العديد من الأطباء دواءً يحتوي على هرمون الإستروجين، فقد يساعد استبدال هرمون الإستروجين بالعلاج الهرموني في تخفيف أعراض انقطاع الطمث.
2. يحسن مشاكل المهبل
يمكن أن يساعد الإستروجين في الحفاظ على صحة المهبل. عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، قد تواجهين تغييرات في الأنسجة والبطانة وتوازن درجة الحموضة في المهبل، ويمكن أن يتسبب ذلك في العديد من المشكلات الصحية المهبلية؛ بما في ذلك:
- جفاف المهبل
- ضمور الفرج؛ وهو حالة تسبب الجفاف والألم وسلس البول.
- التهاب المهبل الضموري؛ أو التهاب الأنسجة المهبلية الذي يحدث غالباً بسبب الجفاف والتهيج.
قد يكون الإستروجين قادراً على المساعدة في علاج هذه الحالات.
3. يساعد في مشاكل المبيض
المبيضان مسؤولان عن إنتاج هرمون الإستروجين. إذا فشلا في إنتاج الهرمون أو إذا تأثرا بأي حالة أخرى، فقد يكون العلاج الهرموني ضرورياً، وقد تتطلب هذه المشكلات مكملات هرمون الإستروجين:
- قصور الغدد التناسلية الأنثوي، أو انخفاض وظيفة المبيضين.
- فشل كلا المبيضين.
- إزالة كلا المبيضين أو استئصال المبيض.
إذا تم استئصال المبايض، فقد يُستخدم العلاج الهرموني للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث المبكر. وفي بعض الأحيان؛ تتم إزالة كل من الرحم والمبيض؛ وهذا ما يسمى استئصال الرحم الكلي.
4. يحمي عظامك
الإستروجين مفيد في تكوين العظام، ويعمل مع فيتامين د والكالسيوم والهرمونات الأخرى لتكسير العظام وإعادة بنائها بشكل فعال وفقاً لعمليات الجسم الطبيعية. عندما تبدأ مستويات هرمون الإستروجين في الانخفاض في منتصف العمر، تتباطأ عملية إعادة بناء العظام؛ حيث تكسر النساء بعد سن اليأس في النهاية عظاماً أكثر مما تنتجه. هذا هو السبب في أن النساء بعد سن اليأس أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام بأربع أضعاف من الرجال.
زيادة هرمون الإستروجين
يحافظ الجسم بشكل طبيعي على التوازن بين هرمون الإستروجين والهرمونات التناسلية الأخرى من أجل أداء وظيفته بشكل صحيح. وفي بعض الأحيان، وبسبب العوامل البيولوجية والبيئية؛ يحدث اختلال في هذا التوازن، فينتج الجسم الكثير من الإستروجين؛ مما يسبب الكثير من المشكلات الصحية، وتُعرف هذه الحالة الأيضية باسم «هيمنة الإستروجين».
أعراض ارتفاع هرمون الإستروجين
وتتلخص أعراض هيمنة الإستروجين لدى النساء فيما يلي: زيادة الوزن وخاصة في الوركين والخصر والفخذين، ومشاكل الدورة الشهرية مثل النزيف الخفيف أو الغزير، ومتلازمة ما قبل الطمث، والثدي الليفي الكيسي، والأورام الليفية الرحمية، والإعياء العام، والاكتئاب أو القلق.
أما لدى الرجال، فتكون أعراضها متمثلةً بـ:
- تضخم بسيط في الثديين.
- العقم أو شح الخصوبة.
أما فقدان الدافع الجنسي فهو عرَض مشترك لهيمنة الإستروجين لدى كلا الجنسين.
تختلف المسببات لزيادة هرمون الإستروجين؛ إلا أن معظمها موجود في روتين الحياة اليومي؛ مثل استهلاك لحوم الحيوانات المحقونة بالهرمونات الصناعية التي تزيد من نموها أو إنتاجها للحليب، أو حتى شرب المياه الملوثة بالعناصر الكيميائية المحفزة لزيادة إفراز الإستروجين؛ والتي تنتج عن المصانع أو تكون موجودة في عبوات المياه البلاستيكية، وكذلك مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة؛ والتي تُستخدم بشكل شبه يومي، إذا ثبت احتوائها على مركّبات تخلّ في إفراز الإستروجين، وتُمتص مباشرة عبر أنسجة الجسم غير سامحةٍ للكبد بإزالة سُمّيتها.
يلعب ميكروبيوم الأمعاء أيضاً دوراً هاماً في تنظيم الإستروجين، فهو المسؤول عن إفراز إنزيم «بيتا غلوكورونيداز» المسؤول عن تلك العملية، فأي خلل فيه؛ كما في حالة فرط نمو البكتيريا المعوي، يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي والحالات الأخرى التي تسببها هيمنة الإستروجين. يمكن كذلك للتعرض للعناصر المعدنية الثقيلة الموجودة في بيئتنا اليومية مثل الرصاص والزئبق، أن يكون سبباً لزيادة الإستروجين؛ كما هو الحال بالنسبة للتعرض للبلاستيك بكافة أنواعه. كما ترتفع نسبة الإستروجين بارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وكذلك عندما يبدأ الجسم باستخدام هرمون البروجيسترون الجنسي لإنتاج الكورتيزول في حالات القلق المزمن؛ مما يخفض من نسبة البروجسترون التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع نسبة الإستروجين.
ويمكن الوقاية من زيادة الإستروجين باتخاذ تدابير حياتية لتخفيف التعرض للعوامل السابقة؛ بتناول الأطعمة الطبيعية الصحية وشرب الماء النقي والابتعاد عن البلاستيك ومراقبة نسبة الدهون في الجسم، كما يمكن استخدام الأدوية الصناعية التي قد يصفها الطبيب عند الحاجة.
اقرأ أيضاً: كيف تعمل حبوب منع الحمل وما هي آثارها الجانبية؟
نقص هرمون الإستروجين
كما هو الحال بالنسبة لزيادة هرمون الإستروجين، فإن انخفاضه كذلك يمكن أن يتسبب بمشاكل صحية، ويمكن أن يحدث ذلك للنساء في كافة الأعمار ولأسباب متعددة. كما أن النساء المصابات باضطرابات الأكل؛ مثل فقدان الشهية، هنّ أكثر عرضة لانخفاض مستويات الإستروجين.
أعراض نقص هرمون الإستروجين
تشمل أعراض انخفاض هرمون الإستروجين ما يلي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، فالإستروجين هو إحدى الهرمونات الرئيسية التي تقود الدورة الشهرية.
- العقم، ذلك لأن انخفاض مستويات الإستروجين يمكن أن يمنع الإباضة ويجعل الحمل صعباً.
- كما ذُكر أعلاه؛ يساعد الإستروجين في الحفاظ على صحة العظام وقوتها، فقد يترافق انخفاضه مع إصابة بهشاشة العظام.
- قد يكون الألم عند الجماع كذلك عرضاً من أعراض انخفاض الإستروجين؛ إذ يعمل الإستروجين على ترطيب المهبل، فإذا أصبحت مستوياته منخفضة جداً؛ يمكن أن يحدث جفاف المهبل؛ مما يؤدي غالباً إلى الجماع المؤلم.
- أخيراً وليس آخراً.. الاكتئاب؛ إذ يُعتقد أن هرمون الإستروجين يزيد من مادة السيروتونين؛ وهي مادة كيميائية في الدماغ تعزز المزاج؛ وبذلك قد يتسبب نقص هرمون الإستروجين في انخفاض مستوى السيروتونين الذي يساهم في تقلب المزاج أو الاكتئاب.
أي حالة تؤثر على المبايض أو تضر بها يمكن أن تسبب انخفاض في مستويات هرمون الإستروجين في الجسم. كما يُعتبر العمر من أهم انخفاض الإستروجين، فمع تقدم المرأة في العمر واقترابها من سن اليأس، من الطبيعي أن تنخفض مستويات هرمون الإستروجين؛ إذ تبدأ مستويات هرمون الإستروجين في الانخفاض قبل عدة سنوات من حدوث انقطاع الطمث، ويمكن أن تنخفض مستويات هرمون الإستروجين أيضاً لعدة أسباب أخرى؛ بما في ذلك فشل المبايض المبكر، والحالات الخلقية، مثل «متلازمة تيرنر»، واضطرابات الغدة الدرقية، والتمرين مفرط، والنحافة الشديدة، وضعف الغدة النخامية. كما يمكن أن يؤدي وجود تاريخ عائلي من المشكلات الهرمونية إلى زيادة خطر إصابة المرأة بانخفاض هرمون الإستروجين.
اقرأ أيضاً: بدون آثار جانبية: علاج جديد لسرطان الثدي بالهرمونات الذكورية
أين يوجد هرمون الإستروجين؟
لدى النساء، وقبل انقطاع الطمث، يتم إنتاج هرمون الإستروجين بشكل أساسي في المبيض والجسم الأصفر والمشيمة؛ إلا أنه من الممكن أيضاً إنتاج كمية صغيرة ولكن مهمة من هرمون الإستروجين عن طريق أعضاء أخرى غير الغدد التناسلية؛ مثل الكبد والقلب والجلد والدماغ.
أما لدى الذكور، تنتج الخصيتان حوالي 20% فقط من هرمون الإستروجين المنتشر في الجسم، والباقي من الإنتاج المحلي عن طريق الدهون والدماغ والجلد والعظام؛ والتي تحول التستوستيرون إلى هرمون إستروجين من خلال إجراءات «الأروماتاز».
أسئلة شائعة عن هرمون الإستروجين
ما هو علاج نقص هرمون الإستروجين؟
غالباً ما يُنصح باستشارة الطبيب لزيادة نسبة هرمون الإستروجين لإجراء العمليات أو وصف الأدوية اللازمة لذلك، فهذه الطريقة هي الأكثر نجاعةً؛ إلا أنه يوجد بعض الطرق الطبيعية التي قد تساعد في ذلك مثل الحفاظ على وزن صحي نظراً لأن النحافة الشديدة قد تؤدي إلى انخفاض مستويات الإستروجين، وتقليل التمرين؛ إذ يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية المفرطة إلى انخفاض إنتاج الإستروجين، كما أثبتت بعض الدراسات وجود فوائد للصويا في علاج أعراض انخفاض الإستروجين؛ إذ أشارت هذه الدراسة إلى أن مادة «الإيسوفلاڤون» الموجودة في الصويا قد تقلل من أعراض سن اليأس الناجمة عن انخفاض مستويات الإستروجين.
هل ارتفاع هرمون الإستروجين يمنع الحمل؟
بغض النظر عن سبب دورة عدم الإباضة، فلا توجد فرصة للحمل بدون بويضة؛ مما يعني أن النساء اللائي يتمتعن بهيمنة هرمون الإستروجين قد يواجهن صعوبةً في الحمل.
هل يوجد هرمون الإستروجين عند الرجال؟
أجل، موجود. وتقليدياً؛ تم اعتبار هرمون التستوستيرون والإستروجين من الهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية، على التوالي. ومع ذلك، فإن الإستراديول؛ الشكل السائد للإستروجين، يلعب كذلك دوراً مهماً في الوظيفة الجنسية الذكرية، فهو ضروري لتعديل الرغبة الجنسية، ووظيفة الانتصاب، وتكوين الحيوانات المنوية.
هل نقص هرمون الإستروجين يسبب تساقط الشعر؟
عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون، ينمو الشعر بشكل أبطأ ويصبح أرق بكثير. كما يؤدي انخفاض هذه الهرمونات أيضاً إلى زيادة إنتاج «الأندروجينات»؛ أو مجموعة من الهرمونات الذكرية. تعمل الأندروجينات على تقليص بصيلات الشعر؛ مما يؤدي إلى تساقط الشعر في الرأس.
اقرأ أيضاً: بممارسة التمارين الرياضية: كيف تؤثر الدورة الشهرية على أداء العضلات