المضادات الفيروسية: هل يمكن لحبة دواء واحدة علاج مرض كوفيد-19؟

2 دقائق
المضادات الفيروسية
shutterstock.com/fizkes

تلعب اللقاحات دوراً هاماً في إنهاء جائحة كوفيد-19؛ وهذا وصف لا يؤتيها حقّها، كما أن مليارات الدولارات التي خُصصت لعملية «وارب سبيد» لتوزيع اللقاحات، بالإضافة إلى الاستثمارات الأخرى التي أقدمت عليها شركات الأدوية الخاصة لتطوير اللقاحات، ستستمر في إنقاذ الأرواح مع انخفاض عدد حالات كوفيد-19.

لكن جوهر فعالية اللقاحات هي أنها تقي البشر من الإصابة بحالة شديدة من المرض. هناك العديد من الأدوية المتوفرة الأخرى الأقل عمليةً تعالج المرض عند الإصابة به. تهدف مبادرة جديدة من المؤسسة الوطنية الأميركية للصحة إلى ملء هذه الفجوة؛ عن طريق تطوير أدوية مضادة للفيروسات أكثر فعاليةً، وهي لا تقتصر على علاج كوفيد-19؛ بل يمكن أن تكون عملية في الجائحات المستقبلية أيضاً.

مضادات فيروسية لمرض كوفيد-19

في 17 يونيو/ حزيران الجاري؛ أعلنت إدارة الرئيس الأميركي «جو بايدن» أنها ستستثمر 3 مليارات دولار مأخوذةً من مشروع «ذا أميركيان ريسكيو بلان» في إستراتيجية خاصة بتطوير مضادات فيروسية لمرض كوفيد-19.

قال الدكتور «أنتوني فاوتشي»؛ كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي، ومدير المعاهد القومية للحساسية والأمراض المعدية، في تصريح أصدرته المؤسسة الوطنية للصحة حول إعلان الإدارة الأميركية: «المضادات الفيروسية التي تقي من الإصابات الشديدة والوفاة بمرض كوفيد-19؛ وخصوصاً تلك التي يتم تناولها عن طريق الفم وفي المنزل في بدايات المرض، ستمثّل أدوات فعّالةً في مقاومة الجائحة وإنقاذ الأرواح».

وفقاً للتصريح، فإن جزءاً أساسياً من الخطة سيتمثّل في «تسريع وتوسيع» الجهود في اختبار أدوية مرشّحة جديدة لعلاج مرض كوفيد-19. سيتم تخصيص جزء آخر من تمويل الخطة؛ وهو يعادل 1.2 مليار دولار، لتطوير علاجات دوائية أخرى مضادة للفيروسات لا تقتصر على علاج كوفيد-19؛ بل ستُطوّر لعلاج عدّة أمراض فيروسية أخرى أيضاً.

الاستجابة المناعية للقاح كورونا
الصورة: كومن ويكيميديا

البحوث والأموال التي خُصصت حتى الآن لتطوير الأدوية المضادة للفيروسات لم تكن كافيةً بأغلبها، وحتى الدواء الوحيد الذي تمت الموافقة عليه من قبل وكالة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج مرض كوفيد-19؛ وهو «ريمديسيفير»، لم يحقق نجاحاً كبيراً. يجب أن يتم تناول هذا الدواء في مرحلة مبكّرة من المرض حتّى يكون فعّالاً؛ وهذا أمر صعب، نظراً لأن الدواء يجب أن يُمنح عن طريق الوريد، وهو ليس دواءً يمكنك الحصول عليه من صيدلية محليّة.

بشكلٍ مشابه، فإن الجسيمات المضادة وحيدة النسليّة؛ مثل تلك التي تركّبها شركة «ريجينيرون»، يجب أن تُمنح وريدياً، كما أنها تكون أكثر فعاليةً إذا حُقنت في وقتٍ مبكّر من المرض. العلاجات الأفضل هي التي تعالج المرض باكراً عن طريق الحبوب الدوائية؛ ولكن تم تخصيص القليل من الأموال لتطوير هذا النوع من الأدوية؛ وهذا ما تهدف المبادرة الجديدة لتغييره.

على سبيل المثال؛ تذكر صحيفة «ذا نيويورك تايمز» عقارين مرشّحَين؛ وهما «أيه تي-527» و «بي أف-073211332»؛ وهما عقاران طُوّرا عن طريق شركتي «أتيا فارماسوتيكلز» و«فايزر» على الترتيب. طُوّر العقار الأول لعلاج التهاب الكبد سي، وتشير بعض الدراسات الأولية إلى أنه قد يساعد في علاج كوفيد-19 أيضاً، بينما طُوّر الثاني كعلاج محتمل لمرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، ثم عدّلته الشركة بهدف الوقاية من كوفيد-19. يعمل الباحثون في شركة فايزر حالياً على تعديل طريقة منح هذا العقار ليصبح قابلاً للتناول عن طريق الفم على شكل حبوب دوائية بدلاً من منحه وريدياً؛ وهو أمر يستغرق الوقت والمال المخصصان للتجارب السريرية. هذه هي أنواع الأدوية التي قد تدفع المبادرة الجديدة تجاه تطويرها.

وكما بيّنت الجائحة الحالية؛ فإن مكافحة جائحة فيروسية تتطلب أكثر من مجرد لقاحات فعّالة. مثلاً؛ لن تكون اللقاحات فعالةً بنسبة 100% أبداً، حتى عند الأفراد الذين يتمتّعون بأجهزة مناعية صحيّة. اللقاحات تستغرق الوقت لتطويرها، حتى لو طُوّرت بسرعة. الحصول على أدوية؛ وخاصةً على شكل حبوب سهلة المنال يمكن تناولها دون وصفة طبيب، هو أمر حاسم في مكافحة جائحة كوفيد-19 والجائحات المستقبلية أيضاً.

اقرأ أيضاً: لماذا تُحقَن معظم اللقاحات في الذراع وليس في مكانٍ آخر في الجسم؟

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي