أمل جديد: علاج يوقف تطور مرض ألزهايمر في أدمغة القرود

2 دقائق
علاج الزهايمر
Shutterstock.com/pathdoc

أظهرت دراسة جديدة بقيادة باحثين في كلية «جروسمان» للطب بجامعة نيويورك، أن علاجاً جديداً، طُبّق على القرود، يحفز خلايا الجهاز المناعي على ابتلاع البروتينات المشوهة ولويحات «أميلويد بيتا» وبروتينات «تاو»، والتي يؤدي تراكمها إلى قتل خلايا الدماغ مسببةً تطور مرض ألزهايمر. نُشرت الدراسة في دورية «برين» العلمية؛ اليوم الثلاثاء.

لجأ الباحثون في البداية إلى تطبيق الدراسة على أحد أنواع القرود التي يتطور لديها مع التقدم في السن، شكلٌ من أشكال التنكس العصبي الذي يحاكي مرض ألزهايمر لدى البشر، مما يجعلها مثالية لدراسة المرض.

عالج الباحثون 15 أنثى من القرود تتراوح أعمارهم بين 17 و 19 عاماً باستخدام دواء يسمى «سي بي جي أوليجو دي أوكسي نيكليوتيد»، وبعرف اختصاراً بـ «CpG ODN». تلقت 8 من القرود جرعةً واحدةً من الدواء، ولمرة واحدة في الشهر لمدة عامين، بينما أُعطيَت البقية محلولاً ملحياً فقط. لاحظ الباحثون سلوك المجموعتين وقارنوا عينات من أنسجة المخ وعينات الدم بحثاً عن الترسبات، وبروتين «تاو»، والأدلة على وجود الالتهاب.

لاحظ الباحثون انخفاض نسبة الرواسب في أدمغة القرود المسنة المعالجة، لتصل النسبة إلى 59% مقارنةً بالحيوانات غير المعالجة. هذه الرواسب تسمى لويحات «الأميلويد بيتا»، وهي عبارة عن شظايا بروتينية تتجمع معاً وتسد الوصلات بين الخلايا العصبية.

كما شهدت أدمغة القرود المعالجة انخفاضاً في مستويات بروتينات «تاو» السامة، وهي بروتينات عصبية تدمّر الأنسجة المجاورة عندما يتسبب المرض بتغيرات في تركيبها الكيميائي. ولم يلاحظ الباحثون أيضاً وجود التهابات بعد العلاج.

وأكد الباحثون أن العلاج أدى إلى فوائد معرفية أيضاً. فعند تقديم سلسلة من الألغاز، كان أداء القرود المسنة التي أُعطيت الدواء مشابهاً للقرود البالغة الصغيرة، وأسرع وأفضل بكثير من أداء القرود من نفس فئتها العمرية غير المُعالجة.

قال «أكاش باتيل»، عالم أبحاث مساعد في مركز علم الأعصاب الإدراكي في جامعة نيويورك: «توضح النتائج التي توصلنا إليها أن هذا العلاج هو وسيلة فعالة للتلاعب بالجهاز المناعي لإبطاء التنكس العصبي.»

وقال «توماس ويسنيوسكي»، مدير مركز أبحاث مرض الزهايمر في جامعة نيويورك، والمؤلف المشارك في الدراسة: «يتجنب علاجنا الجديد مخاطر المحاولات السابقة لأنه يُقَدّم في دورات، مما يمنح الجهاز المناعي فرصة للراحة بين الجرعات.»

مرض ألزهايمر ليس له علاج معروف حتى الآن. وقد فشلت العلاجات الدوائية المصممة لإبطاء أعراضه أو التحكم فيها. تعمل مجموعة من الخلايا المناعية على ابتلاع وإزالة الحطام والسموم من أنسجة الجسم بالإضافة إلى التخلص من الميكروبات، وفي مرض ألزهايمر تفشل هذه الخلايا في إزالة السموم ما يسبب التنكس العصبي. لكن عقار «CpG ODN» المستخدم في هذه الدراسة، يُسرّع عمل تلك الخلايا المناعية، مع تجنّب حدوث الالتهاب والتورم والألم الناتج عن توجيه الخلايا المناعية إلى مواقع الإصابة أو العدوى.

المحتوى محمي