تغير مفاجئ في لون مياه نهر النيل: ما السبب وراء هذه الظاهرة؟

2 دقائق
الحقيقة وراء تغير لون مياه النيل
حقوق الصورة: شترستوك.

منذ فجر التاريخ، كان نهر النيل يمثل حضناً دافئاً لجميع المخلوقات التي كانت تحط رحالها عنده وفيه. وقدسته الشعوب قديماً، خاصةً المصريون القدماء. وأعطوه أسماء مختلفة. واليوم، يُغذي نهر النيل العظيم الكثير من الدول الإفريقية، وهي: إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبوروندي والكونغو وإريتريا والسودان وكينياـ كما أنه أطول نهر في العالم، ويبلغ طوله 6650 كيلومتراً تقريباً. لكن أمراً غريباً عن طبيعة مياه النيل التي يألفها الجميع حدث يوم الثلاثاء الموافق 22 فبراير/شباط 2022، حيث تغير لون مياه النيل بصورة غريبة، ما أثار خوف المصريين من فكرة تلوث المياه التي يعتمدون عليها في جميع جوانب حياتهم. 

لماذا تغيّر لون النيل؟ 

شهدت مصر خلال يومي السبت والأحد الموافقين 19 - 20 فبراير/شباط 2022 هطولات مطرية غزيرة، واشتدت غزارة الهطولات في بعض المحافظات التي اجتاحتها سيول، منها: بني سويف والمنيا وجنوب سيناء والبحر الأحمر. 

وبحسب تصريح من وزير الموارد المائية والري المصري "محمد عبد العاطي" في اجتماع عقده يوم الثلاثاء، فإنّ تغير مياه النيل، كان بسبب الرمال التي تجرفها مياه السيول عندما تجري من فوق قمم الجبال والمرتفعات ثم تسقط حتى تصل إلى مخرات السيول، وينتهي بها الحال في مياه نهر النيل. وأضاف عبد العاطي أنّ هذه العكارة التي حلت على مياه النيل وغيرت لونه، ليس لها أي تأثير سلبي على جودة مياه الشرب أو ري الأراضي الزراعية وستزول تلك العكارة خلال أيام قليلة. 

أوضح عبد العاطي أيضاً أنّ كمية الأمطار المتساقطة خلال تلك الموجة، تُعد الأكبر خلال آخر 300 عام في تاريخ مصر، ووصل حجمها إلى نحو 51 مليون متر مكعب. لكن تم تجميع هذه المياه في البحيرات الصناعية التي أُنشئت لتوجيه مياه السيول إلى النيل عبر قناة صنعية دون أي خسائر. كما أشاد بدور الوزارة في حماية المواطنين والمنشآت في محافظة بني سويف من خلال 8 بحيرات وحاجز ترابي وُجدت هناك. 

وفي نفس الاجتماع، أثنى عبد العاطي على كفاءة شبكة تصريف مياه السيول في مصر التي أنشأتها وزارة الموارد المائية والري في عام 2014، ويبلغ عدد هذه المنشآت نحو 1500 منشأة. 

اقرأ أيضاً: أكثر من النيل: مصر ستُضطر لاستيراد المياه لكن هناك حل سحري

ما أهمية نهر النيل للمصريين؟ 

ارتبط النيل بحضارة مصر العريقة منذ القدم، فقد كان وما زال شريان الحياة بالنسبة للمصريين، ويمثل 95% من الموارد المائية في مصر، وتعددت فوائده، منها: 

  • يعتمد عليه المصريون كمصدر أساسي للمياه العذبة التي يستخدمونها في الشرب والطبخ والاستخدامات الأخرى.
  • تشتهر المناطق القريبة من نهر النيل بخصوبتها، وذلك بفضل النيل الذي كان يروي هذه الأراضي، ما عزز حركة الزراعة حوله، علماً بأنّ الزراعة كانت واحدة من أهم المقومات التي قامت عليها الحضارة في مصر القديمة. 
  • يحتوي نهر النيل على ثروات كثيرة، منها الأسماك المتنوعة التي يتغذى عليها المصريون. 
  • تعتمد الصناعة في مصر على مياه نهر النيل أيضاً. 
  • بعد بناء السد العالي في أسوان، صار نهر النيل مصدراً أساسياً لتوليد الطاقة الكهربائية. 

إضافة إلى ذلك، فإنّ نهر النيل وضفافه مأوى للكائنات الحية بمختلف أنواعها من طيور وحيوانات، منها: أكثر من 300 نوعاً من الطيور والسلاحف والنمس ووحيد القرن والبابون والضفادع وسمك النمر الإفريقي وتمساح النيل، وآلاف الأنواع من الطيور المائية التي تأتي لقضاء فصل الشتاء في منطقة الدلتا. 

اقرأ أيضاً: العلم يساند مصر والسودان: دراسة جديدة، تُظهر آثاراً كارثية لسد أثيوبيا على النيل

من ذلك، نخلص إلى أنّ نهر النيل له أهمية كبيرة في حياة البشر والكائنات الأخرى في مصر وكل الدول التي تجري مياه النيل عبرها، ما يفسر سبب إصابة المصريين بالذعر عندما رأوا تغير لون مياهه. 

 

المحتوى محمي