عادةً ما تُعبّر المتاحف عن ثقافة الشعوب وتاريخها وفنونها، لكن جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة بفكرة جديدة لمتحف للمستقبل، فقد افتتح الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم"، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، متحف المستقبل في يوم الثلاثاء الموافق لـ 22 فبراير/شباط 2022. وهو متحف فريد من نوعه، يهدف إلى ضم المبدعين والنوابغ وقيادة البشر إلى مستقبل أفضل.
متحف المستقبل في دبي
في عام 2015، فازت شركة "كيلا ديزاين" (Kila Design) بفرصة تصميم متحف المستقبل، ثم شرعت شركة "بور هابولد الهندسية" (Bure Happold Consulting) في تنفيذ المشروع على أرض الواقع في يونيو/ حزيران 2016. ويتميز متحف المستقبل بأنه صديق للبيئة، فقد استُخدمت في بنائه مواد مستدامة، ويعمل بمجموعة من الاستراتيجيات التي تساعده في تحقيق الاستدامة.
شكل المبنى
يُعد شكل المتحف الخارجي أيقونة بالغة الدقة، فقد اجتمع في بنائه الإنسان والآلة حتى يخرج بهذا الشكل الرائع، الذي تزين واجهته اقتباسات للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فيها رسائل ملهمة، منها: "لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين". واقتباس آخر يقول: "المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه. المستقبل لا ينتظر. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم". وآخر اقتباس قال فيه آل مكتوم: "سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية، يكمن في كلمة واحدة؛ الابتكار".
يأخذ هيكل المبنى شكلاً حلقيّاً، يضم بين طياته عدة رسائل. على سبيل المثال، الهيكل على شكل عين يمثل رؤية المستقبل، ومن تحته تلاً أخضر يرمز إلى الأرض والقوة والرسوخ. يبلغ ارتفاع المبنى 77 متراً، ويتألف من 7 طوابق دون أعمدة. وواجهة المبنى من الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ وتضم 1024 قطعة فنية مصنوعة من الروبوتات، وتمتد تلك الواجهة على مساحة 17.6 ألف متر مربع، وهناك 14 ألف من خطوط الإضاءات مُستَخدمة لإضاءته. ويوجد في حديقة المتحف نحو 80 نوعاً من النباتات.
بذلك، جمع تصميم المبنى وبنائه بين الابتكار التكنولوجي والأشكال الفنية التقليدية، المتمثلة في الخط العربي الذي خطه "مطر بن لاحج" ليزين المتحف من الخارج، وإحياءً للغة العربية التي طالب الشيخ آل مكتوم بضمها إلى قائمة التراث غير المادي في منظمة اليونسكو. وفي عام 2021، اختارته مجلة "ناشونال جيوغرافيك" (National Geographic) على أنه واحد من أجمل المتاحف في العالم.
اقرأ أيضاً: تشكل 5 % من دبي: محمية دبي تطلق تقريرها السنوي الأول
أهداف بناء متحف المستقبل
يُعد المتحف حاضنة لاكتشاف المبدعين والنوابغ والمواهب العلمية واستقطابهم، ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم، وجعلهم على تواصل بكُبرى الشركات العالمية، ما سيُساعدهم في المستقبل على قيادة البشرية نحو التقدم والازدهار. وبالطبع سيحصل زوار المتحف على تجربة ممتازة داخل صرح عظيم، فيه الكثير من الابتكارات المميزة والإمكانات العالية.
إضافة إلى أنه واحد من أهم المعالم الموجودة في دبي الآن، وتم تصميمه منذ البداية، ليُصبح واحداً من أهم المتاحف على مستوى العالم، وقد حظي بالفعل بشهرة عالمية قبل اكتمال بنائه، بسبب شكله الفريد، وطريقة تصميمه التي لم يسبق لها مثيل.