علماء يتمكّنون من اكتشاف النوبات القلبية وسماعها قبل وقوعها

1 دقيقة
مصدر الصورة: أدفانسد فنكشنال ماتيريالز.

طوّر فريقٌ من الباحثين في جامعة ولاية ميتشيغان الأميركية تقنية تصويرٍ جديدة تلتقط إشارات التحذير التي قد تطلقها النوبة القلبية قبل حدوثها، ذلك في سبيل تفاديها. نُشرت تفاصيل التقنية في ورقةٍ بحثيةٍ ضمن دورية «أدفانسد فنكشنال ماتيريالز» العلمية.

سلّط الباحثون الضوء على شريان حيث قاموا بإيصال أنواع معينة من الجسيمات التي يمكنها امتصاص هذا الضوء. ونتيجةً لإطلاق تلك الطاقة الضوئية، يمكن لتلك الجسيمات إرسال إشاراتٍ صوتية تدل على وجودها بطرق تمكّن الباحثين من اكتشافها واستخدامها لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد.

لإيضاح الأمر، إن الإشارة الصوتية ليست مسموعة للأذن البشرية، ولكن من السهل التقاطها بواسطة محول طاقة الموجات فوق الصوتية. وبفضل التقنية الحديثة، يمكن الآن استخدام هذه التقنية لتصوير «لويحات تصلب الشرايين» مباشرةً، وهو المصطلح الطبي للكتل الدهنية التي تتراكم في الشرايين؛ والتي يمكن أن تؤدي إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية.

هناك بالتأكيد طرق أخرى لتصوير اللويحات، لكن ما يميز هذه الاستراتيجية هو أنها خلوية. إذ ينظر الباحثون تحديداً إلى الخلايا المسؤولة بشكلٍ أكبر عن جعل اللويحة معرضةً للخطر في المقام الأول.

على الرغم من صعوبة إثبات ما إذا كانت لوحة معينة مسؤولة عن السكتة الدماغية أو النوبة القلبية لدى المريض، فإن الفكرة السائدة هي أن اللويحات الضعيفة هي الأكثر خطورة، وهذه لويحات التهابية يمكن أن تتمزق، وبالتالي تسد الأوعية الدموية.

وبالإضافة إلى الترسبات الدهنية، تحتوي اللويحات الضعيفة أيضاً على الكثير من الخلايا المناعية، بما في ذلك العديد من الخلايا الضامة والخلايا الأحادية. لقد طور الباحثون جسيمات نانوية -أنابيب دقيقة مصنوعة من ذرات الكربون- تقصد هذه الخلايا على وجه التحديد.

اختبر الباحثون التقنية الجديدة على الفئران، وهي الخطوة الأولى نحو تطوير التكنولوجيا لاستخدامها في البشر. وعند حقن الجسيمات في الفئران، أرسل الباحثون تلك الأنابيب بحثاً عن خلايا مناعية محددة تتجمع في لويحات. وسلّطوا بعد ذلك ضوء الليزر على الشرايين. وإذا كان هناك لويحة، فسوف تمتص الجسيمات الضوء وتصدر موجاتٍ صوتية. ثم يستخدم الباحثون هذه الإشارة الصوتية لتحديد اللويحة وتصويرها.

إن فكرة الجمع بين الضوء والصوت، والمعروفة باسم التأثير الضوئي الصوتي، تعود إلى ألكسندر جراهام بيل في أواخر القرن التاسع عشر. ومع ذلك، للانتقال من هذه الفكرة إلى التشخيص الطبي، فقد تطلب الأمر تطوير تقنيات مهمة مثل الليزر والموجات فوق الصوتية. وأصبحت هذه التقنية الآن في مرحلة النضج مع موافقة إدارة الغذاء والدواء على جهاز تصوير ضوئي صوتي للكشف عن سرطان الثدي في وقتٍ سابق من هذا العام.

المحتوى محمي