اكتشاف فئة جديدة من الأجسام المضادة القادرة على مكافحة أشكال متعددة من فيروس الإنفلونزا

3 دقيقة
اكتشاف فئة جديدة من الأجسام المضادة القادرة على مكافحة أشكال متعددة من فيروس الإنفلونزا
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring

نُصاب كل عام بأمراض الشتاء مثل الإنفلونزا، والسبب في تجدد الإصابة على الرغم من تكويننا المناعة ضد الفيروس الذي أصبنا به هو تنوع فيروسات الإنفلونزا الكبير، لكن استطاع باحثون من جامعة بيتسبرغ تحديد نوع من الأجسام المضادة القادرة على مكافحة سلالات متنوعة من الإنفلونزا، ما قد يعطي فاعلية أكبر للتطبيقات الوقائية والعلاجية.

اقرأ أيضاً: كيف تتفادى الإصابة بالرشح والإنفلونزا؟

لا تشكّل الإنفلونزا خطراً كبيراً فلماذا نطوّر لقاحات وعلاجات خاصة بها؟

لا تمثّل الإصابة بالإنفلونزا مشكلة صحية كبيرة لدى معظم الناس، حيث يشعر المصاب بأعراض المرض لمدة 4-7 أيام، ثم تختفي الأعراض ويعود إلى حياته الطبيعية. لكن هناك عدة حالات تسبب فيها إصابة الإنفلونزا حالات صحية أكثر خطورة، ككبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً والحوامل والأطفال دون سن 5 سنوات، والأشخاص الذين يعانون حالات طبية معينة مثل أمراض القلب والسكري والربو.

لهذا السبب توصي منظمات الصحة مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة الأميركية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الأشخاص بالحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى المجموعات المعرضة للخطر. 

اقرأ أيضاً: لماذا تنتشر الإنفلونزا في الطقس الدافئ؟

لماذا لا تكفي لقاحات الإنفلونزا السابقة؟

تتحور فيروسات الإنفلونزا باستمرار، لذا تتجدد لقاحات الإنفلونزا سنوياً للحماية من السلالات التي من المتوقع أن تكون الأكثر انتشاراً خلال موسم الإنفلونزا في كل سنة. وبالإضافة إلى ذلك، تعد فيروسات الإنفلونزا متنوعة للغاية، إذ يمكن تقسيم فيروسات الإنفلونزا إلى مجموعتين رئيسيتين A وB، وتُقسَّم هاتان المجموعتان إلى أنواعٍ فرعية مختلفة تُصنَّف ضمن سلالات فردية، حيث يعمل لقاح الإنفلونزا بشكلٍ أفضل مع سلالات معينة ويكون أقل فاعلية ضد سلالات أخرى.

ما الجديد الذي اكتشفه العلماء للتصدي للإنفلونزا؟

حدد باحثون من جامعة بيتسبرغ فئة جديدة من الأجسام المضادة القادرة على مكافحة الأنواع الفرعية المتعددة من فيروسات الإنفلونزا، ونشروا اكتشافهم في 21 ديسمبر/كانون الأول بدورية بلوس بيولوجي (PLOS Biology)، إذ يمكن أن تساعد هذه الأجسام المضادة على تطوير لقاح للإنفلونزا ذي فاعلية شاملة لكل السلالات.

ركَّز الباحثون في هذه الدراسة على إيجاد طريقة جديدة لتحييد التحوّر الطفيف الموجود في بعض الأنواع الفرعية لفيروس الإنفلونزا "إتش ون" (H1) المسؤول عن التأثير على تشكيل الهيماغلوتينين، وهو نوع من البروتينات التي ترتبط بالمستقبلات الخلوية الموجودة على سطح كريات الدم الحمراء لبدء المرحلة المبكرة من العدوى الفيروسية.

وفي حين أن هناك أجساماً مضادة يمكنها إيقاف الأنواع الفرعية لإنفلونزا "إتش ون" (H1) و"إتش ثري" (H3)، لكنها تفقد فاعليتها في تحييد الفيروسات عند حدوث تعديل في بروتين الهيماغلوتينين، وعند دراسة عينات دموية مختلفة، اكتشف الباحثون فئة جديدة من الأجسام المضادة قادرة على تدمير سلالات معينة من إنفلونزا "إتش ثري" (H3) وبعض سلالات إنفلونزا "إتش ون" (H1) مع تعديل الهيماغلوتينين أو بدونه.

وتبيّن معهم أن بعض البشر يمكنهم إنتاج استجابات قوية من الأجسام المضادة التي تمنع العدوى بأنواع فرعية متعددة من الإنفلونزا ويمكن الاستفادة من مناعتهم في تصميم لقاحات محسّنة واختبارها في المختبر، ووجدوا أن طريقة إنتاج اللقاحات المعتمدة على زراعة اللقاحات في البيض لتنميتها قد تسبب حدوث تغييرات غير مرغوبة في اللقاحات، ما يقلل فاعلية الأجسام المضادة، لذلك أوصى الباحثون من جامعة بيتسبرغ باتباع طرق أخرى لتصميم وإنتاج اللقاحات.

اقرأ أيضاً: قد تُودي الأنفلونزا بحياتك إذا لم تحصل على اللقاح

هل يعني اكتشاف الأجسام المضادة الحديثة للإنفلونزا أننا لن نُصاب بها؟

لا، لكن ستصبح فرصنا في التصدي للإنفلونزا أفضل، إذ يوسّع هذا البحث قائمة الأجسام المضادة التي يمكن أن تسهم في تحقيق حماية أوسع ضد فيروس الإنفلونزا من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الآليات الجزيئية، كما يُسلّط الضوء على أهمية الابتعاد عن لقاحات الإنفلونزا المزروعة في بيض الدجاج، وهو نهج التصنيع الأكثر شيوعاً حالياً. ويعتمد هذا الأسلوب على حقن جرعة من فيروس الإنفلونزا في بيضة دجاج مخصبة للسماح للفيروس بالتضاعف (نظراً لعدم قدرة الفيروس على التضاعف إلّا بالوسط الحي)، ثم يُستخلص الفيروس من البيضة ويُقتل أو يُضعَّف ليُحقن كلقاح يولّد المناعة.

بالوقت ذاته، يرى الباحثون من جامعة بيتسبرغ أن العوائق التي تحول دون الحصول على مناعة وقائية على نطاقٍ أوسع ضد الإنفلونزا يمكن تخطيها من خلال تحديد تسلسل معين من التعرض للفيروس، وأخذ التطعيمات المناسبة لتكوين استجابة مناعية قوية.

المحتوى محمي